بقلم: يعقوب افراتياقامة "المناطر" (مستوطنات صغيرة اقيمت على تلال وجبال مطلة على القرى والبلدات العربية - المحرر) في الجليل هي نتاج مبارك لقرار حكومي تقع في صلبه رغبة في تغيير الميزان الديمغرافي في الجليل بواسطة اقامة بلدات جماهيرية جديدة، اضافة الى توسيع البلدات القائمة. وقد اصدرت الحكومة تعليماتها الى "مجلس اراضي اسرائيل" لمنح جملة من الخفيضات الرامية الى تشجيع هجرة السكان من مركز البلاد الى الجليل.
* النصر لا يبرر شيئا. ليس هناك من نصر يبرر حربا إجرامية. بل على العكس، فهو يزيد من تفاقم الإجرام. فور دخول الجيوش الأمريكية إلى بغداد، انخفض عدد معارضي الحرب في الولايات المتحدة وبريطانيا. وحتى في دول أخرى، بدأت الشكوك تنخر في معسكر معارضي الحرب، وتنهش في أطرافه على الأقل.
كتب: محمد دراغمة
لم يجد أحد تفسيراً لقيام جندي إسرائيلي بقتل المصور الصحافي نزيه دروزة في نابلس (19/4) سوى أنه لم يرق للقاتل مشهد قيام أحد ما بتصوير وتوثيق ما يقوم به في هذه المدينة المكتوية بنيران الموت والدمار اليومي، فتولى هذا الجندي القناص إسكات كاميرا التصوير، واليد التي تحملها، على طريقته التي نشأ وتربى عليها في مؤسسته.
بعد ثلاثة اشهر ونصف من بدء "قسم التحقيق مع رجال الشرطة" (بالعبرية : "ماحش" - وهو قسم في وزارة العدل الاسرائيلية) التحقيق في الشبهات التي نشرتها صحيفة "هآرتس" عن ممارسات التنكيل والتعذيب التي نفذها جنود من حرس الحدود في مدينة الخليل، والتي ادت الى وفاة الفتى الفلسطيني عمران ابو حمدية ابن الـ 17 عاماً، تم في الاسبوع الماضي اعتقال اربعة من افراد شرطة حرس الحدود بشبهة القتل. ومن اقوال محققي "ماحش" في المحكمة ثارت شكوك قوية بأن عملية التنكيل بالفتى ابو حمدية كانت جزءًا من "حملة عقاب" نفذها الجنود في مدينة الخليل في ذلك اليوم - 30 كانون الاول / ديسمبر 2002 - وقاموا خلالها بالتنكيل بشابين فلسطينيين آخرين.
سياسة إغتيال القيادة السياسية لحركة "حماس"، والتي كان من آخر ضحاياها الشيخ أحمد ياسين ود. عبد العزيز الرنتيسي، تشكل مرحلةً خطيرةً في تدهور إسرائيل الأخلاقي. وتسعى حكومة اسرائيل الى تهيئة الأرضية لتنفيذ خطة "فك الإرتباط" عن طريق تصعيد العدوان وتوسيع دائرة الدماء، وبهذا فإنها تحقق تغييراً جوهريًا في سياستها العدوانية وتنفذ ما يمكن تسميته بـ "إبادة شعب رمزية".
نتلقاها مرة كل عقد من الزمن. هذه المرة ايضاً لم تخطىء الجدول الزمني الاسرائيلي. من دون الأخذ بالحسبان انتفاضتين وحرب استنزاف خرجت عن العدّ، ها هو الجرس يقرع مرة اخرى اليوم ـ غدا ـ بعد غد في عقد جديد بعد حروب 1948، 1956، 1967، 1973، 1982، 1991. وبانزواء الشعب في غرفه المحكمة الاغلاق، في اجواء الوحدة التي لا شيء مثل الحرب يخلقها ويشيعها، يبدو أن الخوف منها ليس اكبر من الخوف من تأجيلها.الطريقة الاشكالية التي تسلسلت بها التحضيرات للحرب، لا تسمح الان بالادعاء ضد نشوبها. ان تعيد الولايات المتحدة الى البيت مئات آلاف الجنود مع كل الحمولات الهائلة التي حشدتها ضد صدام؟ مَن مِن دعاة الحضارة الغربية يستطيع السماح، اليوم، باهانتها؟ من سيجرؤ - باستثناء فرنسا السافلة وشبيهاتها التي ورثت لقب العار التاريخي لبريطانيا، "انكلترة (ألبيون) الخائنة".
الصفحة 73 من 119