"قريبًا ستجري الحكومة نقاشًا شاملاً وجذريًا حول ‘خارطة الطريق‘"، قال رئيس الحكومة الاسرائيلية، أريئيل شارون، في جلسة حكومته (الاحد 13/4)، بعد أن رد عدد من الوزراء على تصريحاته في اللقاء معه المنشور في صحيفة "هآرتس"، (13/4)، وتحدث فيه، من ضمن ما تحدث، عن "إستعداده لتقديم تنازلات وتسويات مؤلمة" في المفاوضات مع الفلسطينيين.
يرى رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ان هناك فرصة للتوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين "بشكل اسرع مما يُعتقد" بعد الحرب في العراق، التي قال انها سببت "هزة في الشرق الاوسط تحمل في طياتها فرصا لحدوث تغيرات كبيرة".
خارج المكتب يدحرجون القصة المطلوبة، غير قلقين البتة. العلاقات مع رئيس الولايات المتحدة جورج بوش ممتازة: تقدير متبادل، وُدٌّ متبادل، وصدقية. لذلك، ليس ثمة ما يثير التخوف. ليس ثمة أي خطر في ان تتحول "خارطة الطريق" للتسوية الاسرائيلية - الفلسطينية الى مصيدة. ثم ان ارئيل شارون يجيد التملص من المصائد. انه متخصص في اقتياد الاخرين الى المصائد التي يتملص منها بنفسه.
عندما شكل ارئيل شارون حكومته الثانية اعلن أنه سيتولى رئاسة لجنة وزارية واحدة فقط، تلك التي تختص بشؤون السكان غير اليهود.
هذا الامر اوحى بأن رئيس الوزراء ينوي تكريس قدر من الاهتمام الشخصي لتحسين اوضاع الوسط العربي (في اسرائيل).
بعد مرور خمسة اشهر، اعتبرت الحكومة برئاسة شارون ان التصويت الى جانب إقرار مشروع القانون الذي يلغي حق الفلسطينيين المتزوجين من مواطنين من "العرب الاسرائيليين" بالحصول على الجنسية الاسرائيلية، بمثابة تصويت على الثقة بالحكومة، التي فرضت بذلك على الكنيست قبول موقفها، لتضيف في الحال الى كتاب القوانين الاسرائيلي قانونا ينطوي على تمييز سافر ضد مواطني الدولة العرب.
كتب محمد دراغمة:
البيانات الصادرة عن قمة العقبة (الاربعاء 4 حزيران) لن تكفي بالتأكيد لإيجاد حل لصراع تاريخي معقد كالصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، لكنها، بما حملته من جديد، قد تنقله إلى مرحلة جديدة..
انتابني الذعر لبرهة ما.اقترب مني، ذلك الوحش الضخم والمرعب، إلى مسافة لا تتعدى خمسة أمتار، واستمر في اقترابه مني، وكأني غير موجود. قذفت تلك الجرافة الضخمة أمامها تلة من التراب والصخور الكبيرة. بدا سائقها، الذي كان متواجدا فوقي بمترين، جزءا لا يتجزأ من الجرافة. وكان من الواضح أن أمرا ما لن يوقفه. قفزت جانبا بكل ما أوتيت من قوة.
الصفحة 75 من 119