تثير مسودة تقرير أعده مراقب الدولة الإسرائيلية، القاضي المتقاعد يوسف شابيرا، حول العدوان على غزة في صيف العام 2014 عاصفة سياسية متدحرجة، ووصف البعض مسودة التقرير بأنها "زلزال" مشابه للزلزال الذي أحدثه "تقرير لجنة فينوغراد" الرسمية التي حققت في إخفاقات المستويين السياسي والعسكري أثناء حرب لبنان الثانية، في العام 2006، وأدى في حينه إلى استقالة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، دان حالوتس، ووزير الدفاع، عمير بيرتس.
أعلنت وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية، الأسبوع الماضي، عن صدور طبعة جديدة لكتاب موضوع المدنيات الذي سيدرس في المدارس الإسرائيلية، بعنوان "أن نكون مواطنين في إسرائيل"، بعد ستة أعوام من العمل على إعادة صياغته، رافقها سجال عام حاد وانتقادات لمضامينه.
تصعّد حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية بشتى الأدوات والتكتيكات من سياسة الملاحقة على خلفية الإختلاف.. فكل فكرة أو نشاط لا يتلاءم مع الطروحات المهوّسة التي تملأ أروقة السلطة التنفيذية تتحوّل إلى دائرة الإستهداف. بين الأدوات المعمول بها تشريع قوانين مناهضة للديمقراطية، أي استخدام ما يُفترض أنه إجراء ديمقراطي (التشريع البرلماني) لأغراض مناقضة؛ وإخراس أي صوت يخفف من النشاز الذي يضجّ ويصمّ المسامع.
على الرغم من جميع محاولات الهرب والتهرّب فإن النكبة تتسلل بطريقتها إلى الوعي الإسرائيلي. وأمام الأبواب المقفلة، فإنها تدخل من النوافذ غير الرسمية، وتستقر في الوعي العام الإسرائيلي. القضية قضية تراكم، كمي ثم نوعي.
التقاط استخدامات مفردة "النكبة" بالعبرية بلفظتها العربية ومعناها في سياق نتائج الانتخابات الأخيرة، فيه كثير من الطرافة، وأكثر منها الجديّة. الكاتب يونتان غيفن، الذي تعرض لاعتداء يميني إرهابي بسبب مواقفه، وصف إعادة انتخاب بنيامين نتنياهو بالقول إن: "الشعب اختار ثانية من يؤسس حكمه على تخويف الشعب"، معتبرا أن تاريخ 17 آذار 2015، يوم الانتخابات، هو "نكبة لمعسكر السلام".
قال تقرير جديد للخبير الاقتصادي في وزارة المالية الإسرائيلية إن كل برامج الحكومة لتحفيز جمهور الحريديم (اليهود المتشددين دينياً) على الانخراط في سوق العمل لم تحقق النتائج المتوخاة، وهذا ما سيستدعي الحكومة لأن تعيد جدولة أهدافها من حيث النسب المئوية. وقد تبين أن نسبة انخراط الحريديم في سوق العمل لم تتعد 51%، مقابل حوالي 88% لدى الجمهور العام. كما تبين أن أدنى نسب الانخراط هي لدى الجمهور الأشكنازي (الغربيين)، الذين هم أكثر تزمتا دينيا من الحريديم السفاراديم الشرقيين، إلا أنه في الحالتين تبقى النسبة منخفضة.
سمعتُ أخيرا، وإن بنصف أذن، أجزاءً من الخطاب الذي ألقاه رئيس الكنيست الإسرائيلي يولي إدلشطاين (الليكود). كانت "وتنادون بالعتق في الأرض لجميع سكانها" واحدة من الآيات التي سمعته يقتبسها عدة مرات خلال خطابه في الحفل الرسمي –القومجي– اليميني المسمّى "خمسون عاماً للإستيطان في يهودا والسامرة". وقد قلت لنفسي إنه من غير المعقول أن يختار رئيس الكنيست في مثل هذا الحفل اقتباس آية تتناول حرية "جميع سكان البلاد". فكل شخص من أولئك الجالسين في الجمهور يعرف أن الفلسطينيين أيضا هم سكان البلاد، قسم منهم مواطنون في إسرائيل وهم ليسوا أحراراً كعصافير الدوري، وقسم آخر في مناطق الضفة الغربية حيث يعيشون هناك في وضعٍ متواصل هو النقيض التام للحرية، ويتصل بشكل وثيق بـ "احتفالات الإستيطان في يهودا والسامرة".
الصفحة 233 من 324