قال تقرير جديد لمكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي إن نسبة الطلاب العرب في الجامعات والكليات الإسرائيلية ارتفعت في غضون 15 عاما بنسبة 50%، ورغم ذلك فإن الفجوة ما تزال كبيرة، وما زال آلاف الطلاب العرب يضطرون للدراسة خارج الوطن، بفعل التضييقات عليهم. كما أنه حسب التقرير الإسرائيلي، شهد عدد الطلاب من المتدينين المتزمتين "الحريديم" في سلك التعليم العالي ارتفاعا هو أيضا.
وبحسب هذا التقرير، فإنه في العام الدراسي الماضي، 2014/2015، درس في الجامعات والكليات الإسرائيلية قرابة 312 ألف طالب، من بينهم 47 ألف طالب تعلموا في الجامعة المفتوحة (بالمراسلة). وتبين أيضا أن عدد الطلاب الذين تعلموا للقب الأول قد انخفض بنسبة 1% مقارنة مع العام الدراسي الذي سبق، وفي الجامعات الرسمية الثماني وحدها انخفض عدد طلاب اللقب الأول بنسبة 2%، بينما عدد الطلاب للقب الثاني ارتفع بنسبة 2ر2%، رغم أن عددهم قد انخفض في الجامعات بنسبة 7ر1%. كما أن الدراسة للقب الثالث (الدكتوراة) سجلت هي أيضا ارتفاعا بنسبة 3ر2%.
وبحسب التقرير، فإن نسبة الطلاب العرب من إجمالي طلاب المعاهد العليا الإسرائيلية ارتفعت من 8ر9% في العام الدراسي 1999/ 2000 إلى 4ر14% في العام الدراسي الماضي، ولكن التقرير لا يفصل بين الجامعات والكليات، فحسب تقارير سابقة فإن نسبة الطلبة العرب في الجامعات أقل مما هي في الكليات، التي فيها شروط القبول أقل.
ولكن ما لا يذكره مكتب الإحصاء، أنه رغم هذا الارتفاع الحاد فإن نسبة الطلاب العرب ما تزال أقل من نسبتهم بين المواليد في السنة التي ولدوا فيها، بمعنى قبل 19 إلى 22 عاما، حينما كانت نسبتهم في حدود 24% من اجمالي المواليد في إسرائيل، من دون مواليد القدس المحتلة والجولان. ولكن ما يقلص الفجوة بين الطلاب العرب واليهود، هو أعداد الطلاب العرب الذين يتعلمون خارج الوطن، وحسب التقديرات بات عددهم حوالي 17 ألف طالب إن لم يكن أكثر.
وبموجب التقرير فإنه في العام الدراسي الماضي كان في المعاهد الإسرائيلية قرابة 45 ألف طالب عربي للقب الأول، ما يعني نسبة تفوق 33% إلى 35% من الشريحة العمرية للعرب، وترتفع النسبة إلى أكثر من 45% بعد ضم الطلاب الذين يدرسون في الخارج.
ويقول التقرير إن نسبة الطلاب العرب ارتفعت أيضا في الدراسة للقب الثاني، من 6ر3% من إجمالي طلاب اللقب الثاني قبل 15 عاما، إلى نسبة 5ر10% في العام الدراسي الماضي. وارتفعت نسبة الطلاب العرب للقب الدكتوراة الثالث، من 8ر2% قبل 15 عاما إلى نسبة 9ر5% في العام الدراسي الماضي.
وكما هو معروف، فإن نسبة عالية جدا من الطلاب الجامعيين العرب يدرسون خارج الوطن، وغالبية هؤلاء تدرس في الأردن، التي باتت الملجأ الأكبر لسلك التعليم الجامعي للفلسطينيين في إسرائيل. وحسب التقديرات، فإن حوالي17 ألف طالب عربي يتلقون تعليمهم حاليا في دول العالم، ما بين 10 آلاف إلى 11 ألفا منهم يتعلمون في الجامعات الأردنية، وهناك من يعتقد أن عددهم في الأردن يقارب 13 ألفا، من بينهم نحو ألف طالب حاصلين على منح تعليمية من المملكة، بمعدل 200 منحة سنويا.
والسبب في هذا هو سلسلة من المعوقات التي يواجهها الطالب العربي قبل وصوله وخلال التعليم في الجامعات الإسرائيلية. ومنها حسب بحث لجمعية "حراك" الفلسطينية، تردي الأوضاع الاقتصادية الاجتماعية، وتردي أوضاع جهاز التعليم العربي بفعل سياسة التمييز، إذ حسب التقديرات، هذا الجهاز يجعل 26% من الطلاب العرب يستوفون شروط الحد الأدنى للقبول للتعليم العالي (مقابل 48% من اليهود).
كذلك هناك فرض شروط قبول غير اعتيادية لدخول الجامعات الإسرائيلية، لا تتماشى مع أوضاع الطلاب العرب، مثل امتحان القبول المسمى "بسيخومتري"، الذي رغم أنه يقدم باللغة العربية للطلاب العرب، إلا أن مبناه لا يتوافق مع طبيعة جهاز التعليم العربي، ما يؤدي إلى خلق فجوة تصل إلى 20% في معدلات النجاح بين العرب واليهود، إضافة إلى هذا هناك منح نقاط امتياز لمن خدموا في جيش الاحتلال، وإعاقة بدء الدراسة في مواضيع هامة في عدد من الجامعات، بهدف إعاقة الطالب العربي، كي لا ينخرط في الجامعة قبل ابن جيله الذي يكون في الخدمة العسكرية الالزامية.
وتعمل الجامعات الإسرائيلية على تشديد الشروط من حين إلى آخر، كأداة لمحاصرة الطلاب العرب، بعد أن يكونوا قد اجتازوا العديد من الحواجز، وهذا يظهر في موضوع الطب، فبعد أن يحقق الطالب كل المعدلات المطلوبة، يخضع للجنة قبول لفحص جاهزية نفسية، وتطرح أسئلة تعجيزية، يكون من الصعب على الشاب الصغير الذي لم يبدأ الدراسة أيضا الاجابة عليها. ولكن ليس فقط في موضوع الطب، فمثلا جامعة حيفا تطرح شروطا تعجيزية في مواضيع أخرى، بهدف تقليص نسبة الطلاب العرب فيها.
وعرض بحث "حراك" في حينه عوائق أخرى، مثل المنح الدراسية التي في غالبيتها تصب في صالح اليهود، من خلال بند الخدمة العسكرية، وكذا بالنسبة للحصول على مساكن الطلبة، خاصة وأن كل الجامعات الإسرائيلية بعيدة عن بلدات الطلبة العرب.