بعد واشنطن، تواصلت في اسرائيل الحملة السياسية على سورية، في أعقاب الاتهامات الأمريكية لها بنقل عتاد ومتطوعين الى العراق.
وبينما تتمسك واشنطن بموقفها القائل إن سورية تقدم الدعم العسكري والمادي للعراق، وان بلاده "ستحاسبها" على ذلك، نفت سورية هذه الاتهامات، وخرج الرئيس بشار الاسد بتصريحات صحفية جديدة أنكرت هذه التهم الاسرائيلية – الامريكية المشتركة، وأكد مجدداً في حديث لصحيفة نمساوية (الثلاثاء 1/4) ان الولايات المتحدة لا تولي اي اهمية لعملية السلام في الشرق الاوسط.
لا يجب أن يكون المرء ناقدًا تلفزيونيًا لكي ينطبع من التعليقات الركيكة في كل القنوات التلفزيونية الاسرائيلية حول الحرب على العراق. وحتى الوعي بحقيقة أن الأمريكيين قد يتورطون في حرب متواصلة وقذرة، لم يهدئ من تشجيعهم في الاعلام. كان هناك العديد من النقاد الشجعان الذين وصفوا بقلم مبريّ ما يحدث من "حفلات مجون" في الأستوديوهات، ونظرات المداعَبة التي وُجّهت إلى القاذفات الثقيلة، والحب للتكنولوجيا وكراهية الانسان التي سيطرت هناك. ولا تبشّر صورة الانسان الاسرائيلي، كما انعكست في تغطية الحرب، في الصحافة المكتوبة أيضًا، بالخير. لا لجيراننا، ولا لنا.
# التحالف. ليس هناك اسم يناسب الرباط بين الولايات المتحدة ضد العراق أكثر من هذا الاسم.
إن تعريف مصطلح "التحالف" الموجود في "قاموس الشيطان" الخاص بالساخر الأمريكي إمبروز بيرس من قبل مائة سنة هو: "عهد بين لصين، يد كل منهما مدسوسة في أعماق جيب الآخر، حتى أن عليهما البقاء متلازمين عندما يقومان بسرقة شخص ثالث."
قضية الانشغال في تبعات تتويج انسان اصولي على رأس بلدية القدس تجاوزت حتى حدود الأبعاد التاريخية التي ترافق كل حدث يمكن إلصاق اسم المدينة المقدسة به. ماذا حدث؟ ناشط سياسي متواضع ولطيف وخاضع لإمرة حاخام عجوز منغلق علي نفسه وإداريّ ناجع لمؤسسة إغاثة للمرضي - الذي لم ينجح خلال عقد من السنين في البروز بأي مبادرة بلدية - عين خليفة مؤقتا لرئيس بلدية متعال ولاذع كان يتعامل مع منصبه مثل المخاطة التي يستخدمونها ومن ثم يلقونها، وفوق ذلك كله يتجرأ ويتهجم علي كل من لا يسجد لنجاحاته وانجازاته التي أدت بعاصمة اسرائيل الي أسفل السلم الحضري.
الصفحة 867 من 883