وجهة نظر إسرائيلية بقلم يوسي ألفرعندما تفاوضت إسرائيل على خطوط الهدنة مع الأردن ومصر في رودس في 1948 – 49 أصرت على ضم قرى وأراض عربية معينة في السامرة إليها، وذلك بغرض توسيع "خصر إسرائيل النحيل" في منطقة الخضيرة–نتانيا. وبهذا فإن إسرائيل، وعن وعي تام، عملت على زيادة المواطنين الفلسطينيين العرب في إسرائيل إذ أرادت تحقيق هدف آخر هو تحسين الوضع الجغرافي. وقد بلغ الأمر بإسرائيل آنذاك إلى التهديد باستئناف القتال مع الأردن والعراق (التي كانت لها قوات في الضفة الغربية) ما لم يوافق الطرف العربي على تحريك الخط الأخضر باتجاه الشرق.
من المؤكد ان عملية السلام بيننا وبين الفلسطينيين تمر حاليا بمأزق، ليس بسبب الافتقار لخطط السلام، بل لانعدام الثقة بين شركاء السلام. فاسرائيل ـ وليست فقط اسرائيل ـ لم تعد تثق بياسر عرفات ، وربما ان الفلسطينيين أيضا باتوا غير واثقين من تصريحات أرييل شارون المتعلقة بتقديم "تنازلات مؤلمة" من أجل السلام. كما ان العديد من الاسرائيليين باتوا يشككون في قدرة الفلسطينيين على التصرف كشركاء سلام.هل هذا هو واقع الحال؟
سجَّل رئيس الحكومة الإسرائيية أرئيل شارون، ووزير الخارجية المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، نقطة فارقة اخرى في العلاقات المتعرجة والمثقلة بسوء الظن التي تسود بينهما في السنوات الأخيرة. وبعد ثلاثة اشهر من تصريح شارون بأن نتنياهو هو وزير خارجية ممتاز وسيكون سعيدًا جدًا ان استمر في منصبه، اكتشف نتنياهو ان هذا لن يحدث. وأنه قد يكون وزير ممتازاً للمالية، على سبيل الحصر!
لم تكن هناك حاجة للانتظار حتي اندلاع عملية التهجم الكلامية بين ولي العهد السعودي والقذافي السبت في شرم الشيخ، حتي ندرك عمق الشرخ القائم بين الدول العربية في قضية العراق. كما ان الجرأة الكبيرة التي أبداها حاكم احدي الامارات الخليجية عندما طرح مبادرة تطالب صدام حسين وأتباعه بمغادرة العراق كانت مجرد تعبير علني عن التصورات والمواقف السائدة منذ مدة بعيدة قبل القمة الحالية.
الصفحة 833 من 882