على الرغم من أن نتائج الانتخابات الاسرائيلية تُظهر حسمًا واضحًا وقاطعًا، فيما يخص موازين القوى بين اليمين واليسار والمركز، إلا أن مهمة تشكيل الحكومة التي تنتظر أريئيل شارون، رئيس الحكومة، قد تكون الأصعب في الحياة السياسية الاسرائيلية حتى الآن. ويعلم شارون أن الأمكانيات المطروحة أمامه، ليست بالبراقة أو المريحة، وهو بالتالي صرح بما يلائم الوضع: إذا كان الخيار بين حكومة يمين ضيقة وبين تبكير الانتخابات، فإنه سيلجأ إلى الخيار الثاني. مثل هذ التصريح يضع باقي الأحزاب في حالة ضغط. فليس هناك حزب –بما في ذلك "الليكود"، المنتصر الأكبر- مستعد لدخول إنتخابات جديدة بعد أربعة أو خمسة أشهر من الآن.
من الجهة المقابلة، تحاول الأحزاب التي يغازلها شارون أن تناور في المساحة الضيقة التي خلقتها نتائج الانتخابات، وهناك من يحاول أن "يأكل الكعكة ويبقيها كاملة"، كما تقول العبارة الاسرائيلية الشائعة.
"يبدو ان مهمة حكومة شارون الجديدة الاولي ستكون احباط مبادرة التسوية الدولية القسرية للصراع الاسرائيلي ـ الفلسطيني المسماة خريطة الطرق، والداعية الي اقامة دولة فلسطينية مؤقتة حتي نهاية العام 2003 والتوصل الي تسوية دائمة حتي عام 2005".
يعقد البرلمان الاسرائيلي السادس عشر جلسة احتفالية في السابع عشر من شباط بحضور الرئيس الاسرائيلي موشيه قصاب، وسيتم في نفس اليوم تحليف النواب المائة والعشرين في الكنيست الجديد.
اعتبرت السلطة الوطنية الفلسطينية أن فوز ارئيل شارون وحزب الليكود بالانتخابات التشريعية في إسرائيل وبقاءه رئيسا للحكومة سيجعل الامور تسير من "السيىء الى الاسوأ".
الصفحة 832 من 860