في الفيلم السينمائي «ثندر دوم» (قبة الرعد)، أحد أفلام سلسلة «ماد ماكس» العنيفة القاتمة، كانت هناك شخصيتان لا يمكن للمرء نسيانهما ـ إحداهما تلك التي قامت بإدائها المطربة تينا تيرنر، والأخرى لـ«ماستر بلاستر» العنيف. في المواقع التي سبقت مشاهد الحرب النووية للفيلم السينمائي، حيث لا وجود لنفط، كان المصدر الوحيد للطاقة هو فضلات الخنازير التي تم تجميعها ومعالجتها في العالم السري المخيف لماستر بلاستر، الذي جمع بين شخصيتين.بطل الفيلم هنا هو بلاستر، المراهق العملاق الذكي الذي يتمتع بقدرات ذهنية هائلة غير متقنة التوليف. على كتفيه يختبئ «ماستر» خلف خوذة ضخمة، حيث اعتاد وضع الخطط الجهنمية وتدبير الامور بطريقة مرعبة، دون أن يتمكن من إطلاق العنان لصوته، وقد اكتفى بتأكيد سطوته وقدرته على بسط نفوذه الذي يتجاوز حجمه الصغير.
هناك بعض انعدام الصبر عند بوش في قضية الصراع الاسرائيلي ـ الفلسطيني كما يلمس من محادثاته الأخيرة مع مساعديه. بوش أبدي عدم هدوئه عندما طرحوا عليه الوثائق المتعلقة بالامر مثل خريطة الطرق. الرئيس يريد شيئا ما كبيرا .بعد الانتصار في العراق يشعرون في واشنطن ان الرئيس قد دخل في مسار صنع الكثير من التاريخ البارز. هذه الحالة المزاجية تتغلغل وتشق طريقها في اوساط الادارة الامريكية علي كافة مستوياتها. الآن يركزون علي اعداد خطابه الهام في الرابع والعشرين من حزيران (يوينو) المقبل، أي بعد مرور سنة بالضبط علي خطاب الدولتين الاول الذي تحول الي خريطة الطرق لاحقا.
نداف شرغاي - "هآرتس"
ليس بعيدا عن حي "معاليه هزيتيم" (هذا هو الاسم الرسمي للمنطرة اليهودية في طرف حي راس العمود، في القدس الشرقية)، بجوار قسيمة قبور "السفراديم" (هتسور) في المقبرة التي على جبل الزيتون، تسكن منذ اشهر عديدة مجموعة من الشبان اليهود. انهم يسكنون في بناية قديمة فيها ثلاثة منازل آيلة للسقوط، يبلغ عمرها نحو مائة عام، محاطة بالقبور والشواهد، على بعد بضع عشرات الامتار عن المسجد المقام على طريق اريحا وعن مقر الشرطة في المنطقة.
كان بوسع وزير الخارجية سيلفان شالوم اثناء زيارته لواشنطن ان يتعلم درسًا في محاربة "خريطة الطريق" من عضو مجلس النواب الاميركي روي بلانت، احد رؤساء الكتلة الجمهورية والمقرب من الرئيس جورج بوش.
الصفحة 833 من 883