التقى جندي أميركي وجندي سوفياتي عام 1945 في برلين وتناقشا فيما بينهما حول أي من دولتيهما هي الأكثر ديمقراطية.
"ما معنى ذلك"، قال الأميركي، الذي أضاف "يمكنني أن أقف وسط ساحة التايمز في نيويورك وأن أصرخ: الرئيس ترومان وغد، ولن يحدث لي أي مكروه!".
"وماذا في ذلك؟"، أجاب الروسي وأضاف "يمكنني أن أقف في وسط الساحة الحمراء في موسكو وأن أصرخ بأعلى صوتي: الرئيس ترومان وغد" ولن يحدث لي أي مكروه!".
يبدو أن أشد منتقدي الإعلام الإسرائيلي حدّة، من جراء انعدام مهنيته وأدائه الأخلاقي الإشكالي، في مقدورهم أن يجدوا مؤيدين عديدين لمواقفهم بالذات في أوساط الصحفيين الإسرائيليين أنفسهم. هذا ما تبين من نتائج البحث الشامل الذي يجري كل سنتين حول صحفيي إسرائيل وذلك لصالح مجلة "هعاين هشفيعيت" (العين السابعة) وبدعم من المعهد الإسرائيلي للديمقراطية.
لو قُدر لنا أن نحكم بحسب الاهتمام الذي يرافق تعيين "أبو مازن" رئيسًا لحكومة السلطة الفلسطينية، فإن الحديث هو عن حدث تاريخي، عن خطوة حاسمة في الطريق إلى تطبيق الاصلاحلات الضرورية لعمل الحكم الفلسطيني. وقد بارك رئيس الدولة ورئيس الحكومة الاسرائيلي هذا التعيين – طبعًا، مع تحذير، بأن التعامل مع "أبو مازن" سيكون مشروطًا بنجاحة في "قطع دابر الارهاب" - بينما كررت الأوساط اليمينية الاتهامات بكونه "منكِرًا للمحرقة" ومحرِّضًا على "مواصلة الكفاح المسلح". وحتى الفلسطينيين – الذين عرفوا أن الهدف الحقيقي من وراء الانقلاب السلطوي هو إرضاء الأمريكيين - تعاملوا مع التعيين بجدية وتناقشوا حول تبني الموديل المصري، أم الأردني أم اللبناني.
''ما أجمل الحياة!'' تلك هي الرسالة الرئيسية التي تبعث بها اللافتات الكبيرة المعلقة في شوارع غزة ومبانيها هذين اليومين، وإن جاءت هذه الرسالة على لسان مستورد للثلاجات الأوروبية·
الصفحة 725 من 859