"تقدّم وعرّف على نفسك!" صرخ جندي مبتدئ يقف على بوابة ثكنة عسكرية بريطانية سمع شخصا يقترب. فأجاب "الرقيب جونس!".
"تقدّم وعرّف على نفسك!" نادى الجندي المبتدئ مرة أخرى. كانت الإجابة "لقد قلت لك، أنا الرقيب جونس!".
" تقدّم وعرّف على نفسك!" صرخ الجندي المبتدئ للمرة الثالثة. "أيها الأبله، لماذا تكرر هذا ثلاث مرات؟" صرخ الرقيب في وجهه.
"هذه هي الأوامر التي تلقيتها" يردّ عليه الجندي المبتدئ. "أن أصرخ ثلاث مرات- تقدّم وعرّف على نفسك وعندها أطلق النار".
إنها نكتة عسكرية بريطانية قديمة. وهذا هو أيضا برنامج الحكومة، التي سيتم تشكيلها في إسرائيل.
سيكون لإسرائيل بحلول العام 2010 حدود في الشرق... هذا ما تعهد به (إيهود) أولمرت. "التجميع" هو اسم اللعبة الجديدة بعدما أسدل الستار على "الانفصال". أي حزب لا يوافق على "التجميع" لن يدخل إلى الحكومة.. إنه كلام مقنع كما يبدو في ظاهره.. فمن الذي يحتاج إلى موافقة الفلسطينيين أو إقرار العالم طالما إن إسرائيل هي التي تقرر وتفرض وحدها الأمر الواقع على الأرض منذ العام 1967؟! المهم هو أن الولايات المتحدة الأميركية تقف إلى جانبنا.
تأتي الذكرى الخمسون لمجزرة كفر قاسم في ظل تعزّز الخطاب الترانسفيري العنصري ضد المواطنين العرب في إسرائيل وضد بقائهم في البلاد، ما يعني أن عقلية المجزرة وسياستها لا تزال معششة، وفي هذا ما يفسر امتناع الحكومة عن الاعتراف بالمجزرة والاعتذار عنها.
من بين كل تصريحات جنرالات الجيش التي رافقت هذه الحملة العسكرية (على لبنان) منذ بدايتها، كان ثمة تصريح ناشز ومثير بشكل خاص ورد بالذات على لسان قائد سلاح الجو الإسرائيلي، الجنرال اليعيزر شكيدي. ففي إيجاز للصحافيين وصف الجنرال شكيدي منظمة حزب الله بـ "العصابة" ووصف زعيمها الشيخ حسن نصر الله بـ "رئيس العصابة" دون أن يذكره بالاسم كما يليق بمن لا تساوي قيمته شروى نقير، وكأنه يريد أن يقول لنا بذلك إننا نواجه عصابة من الأشرار ليس إلا، وإننا سنتمكن من القضاء عليها ومحوها عن وجه الأرض عاجلا أم آجلا.
الصفحة 711 من 859