هاتفوني ليخبروني عن المظاهرة ضد الحرب مساء السبت (22 تموز).
ضد أي حرب؟!
في الماضي لم أكن أتخلف عن أية مظاهرة احتجاج ضد فظائع الاحتلال، وضد تلك الحرب السابقة (حرب 1982) في لبنان. أما الآن، فأين هو الاحتلال في لبنان؟ ولقد خرجنا من لبنان، وخرجنا من غزة.
في الشهر الأخير قرأت كل كلمة كتبت في الصحافة الإسرائيلية عن المسلمين والإسلام، وتوصلت الى استنتاج قاطع، هو ان لدينا خللا في استيعاب واقعنا. فالتغيرات الجارية في المنطقة والعالم كله متسارعة جدا، الى درجة ان كل محاولة للبحث في مصطلحات الأمس باتت أمرا سخيفا. جيراننا يعيشون في بيئة سياسية جديدة ومختلفة كليا، والمصطلحات الأساسية تمر في حالة انقلاب جدي، أما نحن فنواصل إتباع سياسة إجرامية وحمقاء، من التجويع والحصار.
ربما تكون نتيجة 1:1 في مباراة كرة قدم ليست إنجازا مثيرا، لكن بالنسبة لأبناء بلعين كان هذا بمثابة نصر مثير. لأن النتيجة لم تكن هي الهامة، ولا المباراة ذاتها (ضد منتخب بلدة بيتونيا) بل المكان الذي أجريت فيه المباراة: ملعب كرة قدم مرتجل، تم تحضيره على وجه السرعة على أراضي بلعين المسلوبة، التي يعزلها الجدار الفاصل عن القرية.
تشتمل كل لغة في العالم على كلمات لا يمكن ترجمتها ترجمة دقيقة. ويبدو أن هذه الكلمات تعبّر عن خاصيّة قومية تميّز الناطقين بتلك اللغة، وهي منخرطة في تاريخها، تراثها وكينونتها. مثل هذه الكلمات تتحول إلى مصطلحات دولية، وتُستخدم بلغات أخرى بشكلها الأصلي.
الصفحة 712 من 859