تروي أغنية ألمانية مشهورة قصة ابنة المارد، التي وجدت فلاحا يحرث حقله وأحضرته إلى بيتها بمنديلها لتريه لأبيها. إلا أن علامات الجدية ارتسمت على وجه والدها. "الفلاح ليس دمية!"- قال لها، وأمرها بوضعه برفق في نفس المكان الذي وجدته فيه.
تحفل الهستوريوغرافية الصهيونية بالإدعاء القائل أن الصهيونية سبقت الحركة الوطنية الفلسطينية وأن الأولى هي التي أيقظت الثانية وجلبت التقدم إلى "أرض إسرائيل"/ فلسطين.
مؤخراً وفي أعقاب أبحاثٍ كثيرة ومعطياتٍ من الميدان اتضح أن "أرض إسرائيل" كانت على وشك عهد الحداثة قبل عدة عقود من ظهور الصهيونيين الأوائل في البلاد، طلائع "الهجرة الأولى" (1882).
إسرائيل برمّتها تشبه الآن مريضا ينتظر إجراء عملية جراحية له. وأي عملية جراحية كبيرة، هي عملية خطيرة. يأمل المريض في أن يجتازها بسلام، ولكنه يعلم علم اليقين أن هذا الأمر غير مضمون.
بعد أقل من أسبوع، من المزمع بدء إخلاء 21 مستوطنة في قطاع غزة وأربع مستوطنات في شمالي الضفة الغربية. من المتوقع أن يستمر هذا الإخلال لمدة ثلاثة أو أربعة أسابيع.
كيف ستبدو الدولة في السابع من أيلول؟ لا يكاد أي شخص يتحدث أو يفكر في ذلك. الدماغ الجماعي يرفض مناقشة هذه المسألة، وكأنها بعيدة عنا خمس سنين ضوئية، وليس أربعة أسابيع. المهم هو اجتياز العملية بسلام. من يأبه الآن لما سيحدث بعد ذلك؟
"هكذا قال الرب: من أجل ذنوب حزب العمل الثلاثة والأربعة لا أرجع عنه..."- لو كان النبي عمواس حيا اليوم لكان سيبدأ أحد إصحاحاته بهذه الكلمات.
إلا أن ذنوب حزب العمل، منذ حرب الأيام الستة (حرب حزيران 1967)، هي أكثر من ثلاثة. يمكنها لوحدها أن تملأ إصحاحات النبي عمواس.
فيما يلي قائمة جزئية بها:
الصفحة 714 من 859