عشية الانتخابات الأميركية التي ستجري غداً الثلاثاء (5 تشرين الثاني 2024) ومن شأنها أن تنطوي على نقطة تحوّل في كل ما يتعلّق بمآل الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة ولبنان، فإن أول ما ينبغي التذكير به - وهو ما سبق أن أكّدناه مرات عديدة- أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يراهن منذ فترة طويلة على عودة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
كان شهر تشرين الأول الماضي الشهر الأكثر دموية منذ بداية العام من حيث حوادث العمل. وأفادت "مجموعة مكافحة حوادث البناء والحوادث الصناعية"، وهي جمعية مسجّلة ناشطة في المجال، أن 12 عاملا قد قُتلوا في حوادث عمل خلال شهر تشرين الأول، منهم سبعة في مواقع بناء، وأصيب عدد أكبر منهم في حوادث عمل خطيرة أخرى. وقالت المجموعة إن هذا التدهور الخطير للغاية في حالة سلامة العمال يقابَل باللامبالاة الحكومية والعامة، مما يؤدي إلى نتائج قاتلة مستمرة.
"هذا ليس نقاشاً بين اليمين مقابل اليسار، الحريديم مقابل العلمانيين، لكنّه نقاش يتمحور حول مجرد وجود دولة إسرائيل"- هكذا يقول بصورة جازمة عالِم الاقتصاد الإسرائيلي دان بن دافيد وهو يتحدث عن النقاش الواسع الذي يجري اليوم بين أوساط أكاديمية ـ ثقافية ـ فكرية مختلفة في دولة إسرائيل وفي مركزه "الأزمة الهوياتية والاجتماعية التي تعتبر من الأشد خطراً التي تمرّ بها تاريخها"، وخصوصاً على خلفية المعطيات التي يجري تداولها بشأن عدد الإسرائيليين الذين يهاجرون من البلاد (ضمن ما يسمى، إجمالاً، بظاهرة "النزول" ـ المعاكسة لـظاهرة "الصعود"، أي "الهجرة اليهودية إلى دولة إسرائيل")، والتي رغم كونها معطيات غير رسمية وغير دقيقة تماماً، فإنها تؤشر بصورة واضحة جداً إلى أن ظاهرة "النزول" قد شهدت ـ ولا تزال ـ ارتفاعاً ملحوظاً في وتيرتها واتساعاً لافتاً في نطاقها خلال السنة الأخيرة بالذات، والأشهر الأخيرة منها على وجه التحديد.
يعمل الكنيست الإسرائيلي، مستغلاً أجواء الحرب على غزة ولبنان، على المصادقة على العديد من مشاريع القوانين الهادفة إلى ترسيخ التمييز العنصري، وقمع حقوق المواطنين الفلسطينيين، وتعزيز السيطرة على الفلسطينيين في الداخل وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة.
الصفحة 5 من 860