تواجه منظومة الاحتياط في الجيش الإسرائيلي أزمة متفاقمة منذ نشوب حرب الإبادة على قطاع غزة في أعقاب الهجوم المباغت في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حيث تتراجع معدلات استجابة الجنود المستدعين للخدمة المتكررة، مما دفع المؤسسة الأمنية إلى تبني أساليب غير تقليدية لحل الأزمة، أبرزها التجنيد عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
يستعرض المقال ماهية الأزمة، والأسباب التي تدفع جنود الاحتياط إلى العزوف عن الاستجابة للخدمة، إضافةً إلى استعراض الإجراءات التي تتخذها القيادة العسكرية لاحتواء الوضع، والتداعيات المحتملة على الجيش وقدراته العملياتية.
في الأول من شباط الماضي، أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس عن اختيار اللواء إيال زامير لرئاسة هيئة أركان الجيش الإسرائيلي خلفاً لهرتسي هليفي المستقيل على خلفية المسؤولية عن أحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023. فور اختياره، سارعت العديد من التقارير والمنصات الإعلامية إلى تسليط الضوء عليه، لا سيّما وأنه يمتلك خبرة عسكرية طويلة، وبسبب إعلان نتنياهو عن دعمه بشكلٍ علني وسط تسريبات تشير إلى الروابط القوية بينهما، إذ سبق أن شغل منصب سكرتيره العسكري بين الأعوام 2012-2015. فور تسلّمه المنصب الجديد، أسرع زامير إلى اتخاذ قرار بترقية عشرات الضباط إلى رتب عليا في قيادة الجيش والمصادقة على تعيينات جديدة كان من أبرزها تعيين يانيف آسور قائداً للقيادة الجنوبية في الجيش خلفاً ليارون فينكلمان، وكذلك تعيين إيتسيك كوهين قائدًا لقسم العمليات في الجيش خلفاً لعوديد بوسيك المستقيل، بالإضافة إلى إعفاء دانييل هغاري من منصبه كمتحدث باسم الجيش (وتجاهل توصية هليفي بخصوصه) وهو ما أثار العديد من التكهنات حول سلوك قائد الجيش الجديد المعروف بقربه الكبير من نتنياهو وعائلته في ضوء الجدل الذي أثاره اليمين حول شخصية هغاري خلال الحرب والشبهات السياسية بحقّه.
أصدر مراقب الدولة الإسرائيلية تقريراً خاصاً حول السياسات المتعلقة بإدارة امتياز البحر الميت والإشراف عليه، من حيث الجوانب البيئية والعقارية. وامتد فحص أنشطة الهيئات الخاضعة للمراقبة في الفترة من كانون الثاني إلى حزيران 2024.
بين المواضيع التي تناولتها الرقابة: أنشطة شركة مياه البحر الميت، التعدين والاستخراج، أداء سلطة أراضي إسرائيل بشأن الإشراف على الاستخدامات التي تقوم بها مصانع البحر الميت ضمن منطقة الامتياز، معالجة أضرار النفايات التي خلفتها المصانع في منطقة الامتياز، وتنسيق العمل ونقل المعلومات بين الجهات التنظيمية فيما يتعلق بالأنشطة. المراقب ينوّه إلى أن عملية التدقيق لم تتناول تنظيم عمليات ضخ المياه من البحر الميت أو آبار المياه الجوفية وذلك جزئياً بسبب التماس يُناقش حالياً في المحكمة العليا.
يُعرّف البروفسور آسا كاشير (84 عاماً) بأنه "الفيلسوف" و"المؤدلج الأكبر" لـ"المنظومة القيمية والسلوكية للجيش الإسرائيلي"، وقد عمل أستاذاً للفلسفة في جامعة تل أبيب، وحصل على عدد من الجوائز الإسرائيلية الكبرى تقديراً لجهوده ومساهماته في مجالات تخصصه، ومنها "جائزة إسرائيل" في بحث الفلسفة العامة. كما يعد أحد الألسنيين المعروفين عالمياً، وله العديد من المؤلفات في الألسنيات والفلسفة والمنطق والأخلاق وغيرها. كذلك ترأس العديد من اللجان العامة المهمة وأشغل وما زال يشغل عضوية عدة لجان عامة أخرى، ويوصف بأنه "مفتي الأخلاق" الأعلى في إسرائيل.
الصفحة 3 من 880