إسرائيل تطلق دعوات مكثفة للأوروبيين اليهود وخاصة الفرنسيين للهجرة إليها عدة مخططات وضعت لاستيعاب عشرات آلاف اليهود الأوروبيين في السنوات القليلة المقبلة هذه ليست الضجة الأولى التي تحدثها حكومات إسرائيل سلسلة تقارير تؤكد أن اليهود الأوروبيين لا يسارعون للهجرة وأن إسرائيل ليست الوجهة الأولى لمن يقرر الهجرة من وطنه
سنفترض إلى درجة التأكد أن التقرير الدوري القريب لما يسمى "العصبة ضد التحريض" التابعة للوكالة الصهيونية (اليهودية) سيقول إن الاعتداءات ضد اليهود في أوروبا سجلت في العام الأخير ارتفاعا. وحينها سيكتفي ساسة إسرائيل بعنوان التقرير فقط، ليطلقوا دعواتهم للأوروبيين اليهود، وخاصة الفرنسيين، للهجرة إلى إسرائيل، "بيتهم القومي"، حسب التعبير المتداول إسرائيليا. إلا أنه ليس من المؤكد أن هذه الدعوات ستلقى كماً من الآذان، ليبدأ القطار الجوي بنقل عشرات الآلاف سنويا إلى إسرائيل. فسلسلة من التقارير تؤكد أن الأوروبيين اليهود، وبغالبيتهم العلمانية الساحقة، ملتصقون بأوطانهم. ورغم ذلك، فهذا لا يقنع "معهد سياسة الشعب اليهودي" الذي وضع خطة لاستقدام 120 ألف أوروبي يهودي، وقد تبنتها حكومة نتنياهو في الأشهر الأخيرة.
وفي الأشهر الأخيرة ازدادت الدعوات الإسرائيلية للفرنسيين اليهود للهجرة إلى إسرائيل، على وقع عمليات وقعت هناك في السنة الأخيرة، واستهدفت يهودا ومرافق تابعة لهم. وقد أغضبت هذه الدعوات قيادات سياسية فرنسية، واعتبرتها تدخلا في الشؤون الداخلية الفرنسية، وانتقاصا من السيادة الفرنسية. ولكن ليس هذا فحسب، بل إن مقالات عديدة نشرت في الأشهر الثلاثة الأخيرة، أكدت أن إسرائيل لن تلقى تجاوبا واسعا بين قرابة نصف مليون فرنسي يهودي للهجرة. وهذا ما أكده في الأسابيع الأخيرة تقرير ميداني واسع نشرته صحيفة "هآرتس" على ست حلقات، لمراسلها في الخارج أنشيل بيبر، وعكس فيها أجواء أبناء الديانة اليهودية في عدد من الدول الأوروبية، وكانت متشابهة في مدى تمسك هؤلاء بأوطانهم. ومن يفكر بالهجرة من بينهم فإن إسرائيل ليست الوجهة الأولى، وإنما الولايات المتحدة الأميركية وكندا.
خلفيات وإحصائيات
وتشهد الهجرة إلى إسرائيل في السنوات الثماني الماضية تراجعا كبيرا، قياسا بما كان في سنوات الألفين الأولى، بينما لا مجال للمقارنة مع ما كان في سنوات التسعين من القرن الماضي، حين بلغ معدل الهجرة حوالي 100 ألف مهاجر سنويا، أما في السنوات الثماني السابقة فقد تراوح عدد المهاجرين سنويا ما بين 13500 إلى 18 ألف مهاجر، وهذا عدد لم يعد "كافيا" لمنع ارتفاع نسبة الفلسطينيين في إسرائيل، الذين ارتفعت نسبتهم من حوالي 8ر16% في العام 2005 إلى قرابة 9ر17% في العام الماضي 2014، وهذه نسبة لا تشمل فلسطينيي القدس وسوريي الجولان الذين تدمجهم إسرائيل ضمن سجل السكان لديها.
وسعت إسرائيل إلى استنهاض الهجرة اليهودية إليها من دول كثيرة، إلا أن 90% من أبناء الديانة اليهودية يعيشون في أوطان مستوى المعيشة فيها أعلى من إسرائيل، ما يمنعهم من التفكير في الهجرة. وأمام هذا الوضع رأينا إسرائيل تعرض مغريات مختلفة، وأقرت حكومتا إيهود أولمرت وبنيامين نتنياهو محفزات مالية، خاصة لأصحاب رأس المال اليهود للهجرة إلى إسرائيل، ولكن كل هذه الخطط لم تسجل "نجاحات" لا بين الأوروبيين اليهود، ولا بين من غادروا إسرائيل منذ سنوات طوال كمهاجرين.
ثم وجدت إسرائيل في تصاعد العمليات العدائية والتفجيرات التي تشهدها من حين إلى آخر دول أوروبية، ومنها ما هو موجه لمؤسسات وأفراد يهود، "مناسبة" لإطلاق خطاب ترهيب للأوروبيين اليهود، للهجرة إلى إسرائيل، مع تركيز خاص على فرنسا، التي فيها قرابة نصف مليون يهودي تعترف المؤسسة الدينية بيهوديتهم، وبضع مئات آلاف أخرى ممن أصولهم يهودية ويحق لهم بموجب قانون الهجرة الإسرائيلي أن يهاجروا إلى إسرائيل، ولاحقا يخضعون لإجراءات تهويد.
وبموجب تقديرات إسرائيلية، ومثلها صادرة عن الوكالة الصهيونية في نهاية العام 2013، يبلغ عدد أبناء الديانة اليهودية في القارة الأوروبية، باستثناء الجمهوريات السوفييتية السابقة، 134ر1 مليون نسمة، وأكبر تجمع لهم في فرنسا، 478 ألف نسمة، ثم المملكة المتحدة (بريطانيا)- 290 ألفا، وألمانيا- 118 ألفا وهنغاريا- 48 ألفا، وفي باقي الدول 200 ألف.
وفي الجمهوريات السوفييتية السابقة، بقي بعد موجات الهجرة الضخمة إلى إسرائيل والعالم، والاندماج المتسارع في الديانات الأخرى، 289 ألفا، من بينهم 190 ألفا في روسيا، و65 ألفا في أوكرانيا، وحوالي 35 ألفا يتوزعون في باقي الجمهوريات. ويشار هنا إلى أن التقارير تُظهر أنه منذ العام 1989، وحتى العام الماضي 2014، وصل إلى إسرائيل 61% من اليهود الذي غادروا دول الاتحاد السوفييتي، بينما الباقي هاجروا إلى دول أوروبية وأميركية. وبحسب تقديرات سابقة، فإن نحو 135 ألف يهودي من الذين هاجروا إلى إسرائيل، عادوا إلى أوطانهم الأصلية في تلك الدول، وغالبيتهم ما تزال تحمل الجنسية الإسرائيلية.
وما يقلق إسرائيل والحركة الصهيونية هو أن أعداد يهود العالم في تراجع مستمر، بفعل الزواج المختلط مع أديان أخرى، وهي في الغالب تخلق أجيالا لا ترتبط بغالبيتها الساحقة مع اليهودية، ومن أسباب هذا هو التعريف الديني لليهودي، إذ أن اليهودي هو من والدته يهودية بغض النظر عن هوية والده الدينية. وعادة يتبع الأبناء ديانة والدهم، فإن كان والدهم يهوديا، ووالدتهم ليست كذلك، فهم لا يعتبرون يهودا، وإذا كانت الحالة عكسية، فهم لا يعتبرون أنفسهم يهودا، باستثناء نسبة ضئيلة. وبحسب التقديرات تتراوح نسبة الزواج المختلط في أوروبا ما بين 33% إلى 75%، حسب الدولة التي يقيمون فيها.
مخططات للاستيعاب
رغم الأسباب الجوهرية التي تمنع استقدام أبناء الديانة اليهودية في العالم، إن كان من الجانب الاقتصادي أو الأمن والاستقرار أو لأسباب قناعات معظم يهود العالم أن إسرائيل ليست موطنهم؛ فإن إسرائيل والمعاهد الصهيونية الاستراتيجية تواصل وضع مخططات لإخراج مشروع هجرة اليهود إلى إسرائيل من وضعيته الحالية، وإحداث قفزة كبيرة في الهجرة في السنوات القليلة المقبلة.
ورأينا وزارة البناء والإسكان الإسرائيلية تضع مخططا لتوسيع عدد من المستوطنات في المناطق الفلسطينية المحتلة من أجل استيعاب "عشرات آلاف" الفرنسيين اليهود، الذين سيتدفقون افتراضيا على إسرائيل في الفترة المقبلة. وحتى أن الوزير في الحكومة المنتهية ولايتها، أوري أريئيل، طلب من رؤساء عدد من المستوطنات الاستعداد لاحتمال أن تستوعب مستوطناتهم مهاجرين جددا.
ونشير هنا إلى أن نسبة المهاجرين الجدد الذين يختارون الاستيطان في القدس ومستوطنات الضفة لا تتعدى 15%، من إجمالي عدد المهاجرين الذين يصلون سنويا في السنوات الثماني السابقة. وهذه النسبة كانت طفيفة جدا، حينما كانت موجة الهجرة سنويا تعد عشرات الآلاف، والقصد في سنوات التسعين الماضية. ويختار معظم المهاجرين السكن في المدن المركزية الكبرى، مثل تل أبيب الكبرى، وأيضا في منطقة الجنوب. وفقط من يهاجر على خلفية أيديولوجية يختار الانتقال إلى المستوطنات، ومعظمهم من الولايات المتحدة الأميركية، التي يصل منها سنويا ما بين 2100 إلى 2500 مهاجر.
كذلك رأينا حكومة نتنياهو المنتهية ولايتها قد تبنت مخططا وضعه "معهد سياسة الشعب اليهودي" التابع للوكالة الصهيونية، وأطلق المعهد على المخطط اسم "خطوط توجيهية لخطة طوارئ لاستيعاب 120 ألف قادم"، ويهدف إلى استيعاب 120 ألف مهاجر فرنسي في غضون أربع سنوات، وأضافت الحكومة لهذا المخطط استيعاب بضعة آلاف من الأوكرانيين اليهود.
ويرتكز المخطط على ثلاث جوانب: العمل الملائم، والسكن، وبيئة اجتماعية ثقافية قادرة على استيعابهم وفق خصوصية ثقافتهم الفرنسية. ويقضي المخطط بإقامة مديرية لاستيعاب هؤلاء المهاجرين على وجه الخصوص تكون تابعة لمكتب رئيس الوزراء، وتشكيل لجنة خاصة تعمل على إزالة سلسلة من الحواجز البيروقراطية القائمة خاصة الاقتصادية لاستيعاب المهاجرين في العمل والاقتصاد، وإقامة ما يسمى بـ "دفيئات" لنقل شركات يملكها يهود في أوروبا إلى إسرائيل، وتقديم امتيازات ضريبية للمهاجرين من أصحاب مصالح اقتصادية واستثمارات وايضا للأجيرين إضافة إلى دعم مالي لتجاوز مرحلة الانتقال يساوي تكلفة الأجور لفترة معينة في كل واحدة من هذه المصالح، وتخصيص أراض ووضع مخططات بناء سريعة لبناء أحياء خاصة بهم.
ويهدف المخطط إلى خلق 30 ألف مكان عمل، بهدف نقل حوالي 1500 شركة أوروبية إلى إسرائيل على أن تستقر هذه الشركات بقرب الأحياء المخصصة لهم. وحسب معدي المخطط في "المعهد" إياه، فإن هذا الحجم من أماكن العمل سيضمن هجرة 120 الف فرنسي يهودي في غضون أربع سنوات. كما يوصي المخطط باقامة مرافق ثقافية وتربوية- اجتماعية في تلك الأحياء، تلائم طبيعة المهاجرين الفرنسيين.
ويعرض مخطط "معهد سياسة الشعب اليهودي" الذي تبنته حكومة نتنياهو، رؤية لإمكانيات الهجرة الفرنسية إلى إسرائيل، وهو يقسم الفرنسيين اليهود إلى فئات كالتالي: الفئة الأولى، هي فئة المتدينين على كافة تنوعاتهم، وحسب التقديرات يبلغ عددهم 50 ألفا، ويقول "المعهد" إن غالبية المهاجرين إلى إسرائيل هم من هذه الشريحة، كونهم يشعرون بأزمة. والفئة الثانية، وتعد 150 ألفا، هم أولئك الذين يقيمون علاقات مع عائلات في إسرائيل، ويزورونها بوتيرة كهذه أو تلك، وحسب ادعاء المعهد فإنهم يبدون شأنا في مسألة الهجرة، ويسألون عنها. والفئة الثالثة، وتعد 300 ألف وهم حضاريون لا يقيمون أية علاقة باليهودية ومؤسساتها في فرنسا ويميلون إلى الاندماج والتحلل في مجتمعهم الفرنسي. وحسب تقارير تصدر عن الوكالة اليهودية فإن نسبة الزواج المختلط بين يهود وديانات أخرى في فرنسا تتراوح ما بين 25% إلى 35%.
حسابات الواقع تنقض الأهداف
فور وقوع عملية تفجيرية في مطلع العام الحالي في فرنسا استهدفت متجرا لبيع البضائع "الحلال"، حسب الشريعة اليهودية، انطلق ساسة إسرائيل، بدءا من شخص بنيامين نتنياهو، في دعوة الفرنسيين اليهود للهجرة إلى إسرائيل، الأمر الذي أثار غضب الحكومة الفرنسية.
وتقول إسرائيل إن العام الماضي 2014 سجل ذروة غير مسبوقة في عدد المهاجرين الفرنسيين اليهود إلى إسرائيل، وبلغ عددهم 7 آلاف مهاجر، وتتوقع أن يصل عددهم في العام الجاري إلى 10 آلاف مهاجر، مقابل معدل 2500 مهاجر سنويا، وهذا لا يأخذ بعين الاعتبار الهجرة "العكسية" إلى فرنسا. ولكن حسب التقديرات فإن من بين هؤلاء مهاجرون إسرائيليون سابقون، غادروا إسرائيل قبل سنوات وعادوا اليها، بمعنى أنهم أصلا مسجلون في السجل السكاني الإسرائيلي.
وفي المقابل، فقد شكك محللون إسرائيليون بقدرة الدعاية الصهيونية على إقناع مئات آلاف الفرنسيين بالهجرة إلى إسرائيل.
مثلاً يقول الكاتب يوسي شاين في مقال في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن النسبة الأكبر من الفرنسيين اليهود هم علمانيون، وكثيرون "منهم ما يزالون يؤمنون بالقيم الكونية للجمهورية، وعلى رأسها عقيدة العلمانية"، وهم يشددون على أن فرنسا وليس إسرائيل هي وطنهم القومي.
ويقول المحلل تسفي بارئيل في صحيفة "هآرتس"، "إن يهود فرنسا القلقين على سلامتهم يسارعون إلى مكاتب السفر للبحث عن ملجأ في إسرائيل، ويجدر بهم أن يفحصوا ما اذا كان ثمن اللجوء إلى الدولة اليهودية، لا يتضمن المطالبة بالتنكر للأسس الديمقراطية التي نشأوا عليها في فرنسا"، في إشارة واضحة إلى السياسة العنصرية التي تنتهجها إسرائيل تجاه العرب، وأيضا في ما يتعلق بقضية الصراع الشرق الأوسطي.
أما مراسل "هآرتس" أنشيل بيبر، فيعكس في إحدى حلقات تقريره عن الأوروبيين اليهود هذا المشهد الذي كان أمام المتجر الفرنسي الذي يبيع بضائع "حلال" حسب الشريعة اليهودية، ويقول كاتبا: "بعد ساعات من العملية تجمهرت مجموعة من الشبان اليهود. ومنهم من اتهم الآخرين بالجُبن (الخوف)، وآخرون اندفعوا ينشدون النشيد الوطني الإسرائيلي- "هتكفا"، إلا أن غالبية الموجودين اندفعت تنشد النشيد الوطني الفرنسي "المارسييز"، ومن هؤلاء من طلب بطرد أولئك الذين أنشدوا هتكفا، إلا أن صوتا آخر صدر من بين المجموعة (التي أنشدت "المارسييز")، وطلب إبقاء أولئك الشبان الذين أنشدوا هتكفا قائلا نحن نحتاجهم، فهم جزء من المجتمع اليهودي".
ويقتبس الكاتب عددا من الشخصيات الفرنسية اليهودية البارزة، ومن بينها شخصيات دينية ليبرالية، التي تشير إلى ارتباط الفرنسيين اليهود بوطنهم، وأن تلك العمليات يجب أن لا تكون مدعاة لمغادرة فرنسا، بل إلى المشاركة في اصلاح الأجواء السلبية الناشئة في فرنسا.
حال مشابهة لدى يهود أوروبا كافة
يتركز أنشيل بيبر في قسط كبير من تقاريره عن كل واحدة من الدول الأوروبية التي فيها من آلاف إلى عشرات آلاف اليهود في موضوع من هو يهودي، وكما أسلفنا هنا فاليهودي حسب الشريعة اليهودية هو من والدته يهودية بغض النظر عن هوية والده، بينما في الحالة العكسية فإن الشخص لا يُعد يهوديا، وأمام ارتفاع نسبة الزواج "المختلط" مع أبناء ديانات أخرى، فإن أعداد اليهود حسب الشريعة خارج إسرائيل يتناقصون سنويا بنحو عشرات الآلاف، وإن من يسد النقص حتى الآن ويحقق زيادة طفيفة على أعداد يهود العالم هو التكاثر في إسرائيل وبحسب الاعتقاد فإن التزايد اليهودي في إسرائيل سيكون أقل سنويا من حجم تراجع أعداد اليهود سنويا في العالم.
ونشير أيضا إلى أن ما يساهم في تراجع أعداد اليهود هو انخفاض نسبة التكاثر، كما هو الوضع القائم في الدول المتطورة، اضافة إلى ابتعاد قطاعات واسعة عن الديانة ومؤسساتها.
وفي بريطانيا، التي هي التجمع الثاني لأبناء الديانة اليهودية في أوروبا- حوالي 290 ألفا- قد يختلف الوضع عن باقي الدول الأخرى، بمعنى أن القلق مما يسمى "اللاسامية" أكبر من غيره في باقي الدول. ويقول التقرير إن كثيرين بدأوا في التفكير بالهجرة أو أنهم يسألون أنفسهم ما إذا ابناؤهم سيكبرون هنا في بريطانيا. لكن كاتب التقرير يستدرك قائلا إن هذا لا يعني أنهم يسارعون إلى اخراج الحقائب من مخزن البيت. كذلك فإن إسرائيل ليست الوجهة الأولى أو الوحيدة للهجرة، فعلى رأس القائمة أيضا الولايات المتحدة الأميركية وكندا.
وشملت حلقات التقرير دولا في كل واحدة منها عدة آلاف من ابناء الديانة اليهودية، ففي بولندا يختار بيبر عنوانا لتقريره: الجيل اليهودي الناشئ يبحث عن شكل جديد لهويته بمنأى عن أسس الشريعة اليهودية. ويقتبس كاتب التقرير يهودا يعربون عن رفضهم لهذا التشدد في تعريف اليهودي. أما عن الدانمارك التي شهدت هي أيضا في مطلع العام عملية ضد مؤسسة يهودية، فكان عنوان التقرير أن اليهود هناك مصرون عن البقاء، ويقتبس التقرير تفسيرا آخر لدوافع العملية هو سوء الأوضاع الاقتصادية لدى من يختارون الانضمام إلى "الجهاديين".
ويقول تقرير آخر إن أكثر ما يقلق الهنغاريين اليهود ليس "اللاسامية"، بل الأوضاع الاقتصادية والسياسة التي يتبعها رئيس الحكومة الهنغارية بيدس المقرب من كبار أصحاب رأس المال المسيطرين على وسائل الإعلام.
وقد أدت الأوضاع الاقتصادية في هنغاريا إلى أن يهاجر منها في السنوات الأخيرة 5% من سكانها، أي نحو نصف مليون نسمة. ويقتبس بيبر أحد البارزين بين اليهود هناك بقوله "في إسرائيل يبالغون في الحديث عن اللاسامية في هنغاريا"، بينما ما يقلقنا هو الأوضاع الداخلية العامة.
المصطلحات المستخدمة:
الصهيونية, يديعوت أحرونوت, هآرتس, الوكالة اليهودية, اللاسامية, تهويد, رئيس الحكومة, بنيامين نتنياهو, أوري أريئيل