جاء رد اليمين الاسرائيلي المتطرف حاداً على اقرار "خارطة الطريق" المشروط في الحكومة الاسرائيلية (25/5). وأبلغت "الهيئة للمحافظة على قيم الليكود" وزراء الليكود بأن "أي وزير يرفع يده تأييدا لخارطة الطريق يمكنه اعتبار نفسه معزولا من حركة الليكود، وسنصفي معه حسابنا السياسي في اليوم الملائم وفي الوقت الملائم".
بالمقابل، قال مسؤولون كبار في الليكود ان جملة التحفظات التي تم تضمينها في قرار الحكومة تفرغ "خارطة الطريق" من مضمونها، وان الوزراء الذين امتنعوا عن التصويت يعلمون ان "هذه ليست الا خطوة تكتيكية وان الطريق لا تزال طويلة جدا حتى قبول خارطة الطريق".
في مستهل جلسة وزراء الليكود، التي سبقت جلسة الحكومة، كان الوزراء بنيامين نتنياهو وتساحي هنغبي وداني نافيه وليمور ليفنات وتسيبي لفنه لا يزالون يميلون الى التصويت ضد الخارطة. رئيس الحكومة، ارئيل شارون، ومدير مكتبه، دوف فايسغلاس، تحادثا مع الوزراء يوم السبت وصباح الأحد، واقنعاهم بتغيير موقفهم.
وقد مهدت سلسلة التحفظات التي تمت صياغتها خلال جلسة الحكومة الطريق لامتناع نتنياهو وليفنات، وهنغبي، ونافيه، وكذلك تأييد لفنه للخارطة.
ويعتبر شارون ومقربوه نتيجة التصويت انجازا، فقد نجح شارون في منع قيام معارضة يمينية متطرفة في داخل حكومته كما نجح في المحافظة، حتى الآن، على وحدة هذه الحكومة. وبالمقابل، يستطيع نتنياهو وليفنات وهنغبي ونافيه ولفنه عرض اقرار الحكومة للتحفظات، كجزء من القرار، باعتباره صمودا وتمسكا بالمبادئ ودليلا على الاستقلالية السياسية والايديولوجية.
بعد التصويت، اوضحت ليفنات ان اقرار التحفظات في صلب قرار الحكومة سهّل عليها كثيرا، رغم تأكيدها بأن تصويتها على النحو الذي صوتت عليه لم يكن بالأمر السهل ـ "فليس من عادتي الامتناع". وحرصت ليفنات على الاشارة الى ان "الحكومة لم تصادق، اليوم، على اقامة دولة فلسطينية بأي حال وفي أي ظرف". امتناع نتنياهو، الذي جلس مع فايسغلاس ـ خلال جلسة الحكومة ـ لصياغة جزء من التحفظات، جنّبه الدخول في مواجهة صدامية مع شارون، ومع الجمهور المؤيد للتسوية، ومع الامريكيين.
وأثار قرار الحكومة ردود فعل عاصفة في اليمين. وقال "مجلس المستوطنات في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) وغزة" ان هذا القرار "سيبقى وصمة عار أبدية في تاريخ دولة اسرائيل، فهو قرار يتنكر لحقنا التاريخي على ارض اسرائيل، ويمس بالمصالح القومية والأمنية لدولة اسرائيل".
واشار رئيس حزب "المفدال"، الوزير ايفي (افرايم) ايتام، الى ان اسرائيل تنطلق نحو تطبيق "خارطة الطريق" دون ان تكون تحفظاتها عليها قد لقيت القبول الأكيد. واضاف ان المفدال سيبقى، الآن، في الحكومة "لأنه لا يزال بالامكان التأثير من هناك".
اما حزب "الاتحاد القومي" فمن المتوقع ان يعقد جلسة خاصة للبحث في امكانية الانسحاب من الحكومة، اثر تأكيد بعض قادته ـ وبينهم عضو الكنيست أرييه الداد ـ على ضرورة الانسحاب. لكن التقديرات تشير الى عدم توفر اغلبية مؤيدة لهذا الطرح. ورفع نشطاء حركة "كاخ" الذين تظاهروا في القدس الغربية ضد قرار الحكومة، يافطات كتب عليها: "شارون خائن".
56% من الاسرائيليين يؤيدون "خارطة الطريق"
وافاد استطلاع للرأي نشرت نتائجه بعد اقرار الخطة ان 56% من الاسرائيليين يؤيدون "خارطة الطريق" التي وافقت عليها الحكومة الاسرائيلية مع بعض التحفظات، مقابل 34% يعارضونها و10% لم يدلوا بآرائهم.وقال الاستطلاع الذي نشرت صحيفة "يديعوت احرونوت" نتائجه (26/5) ان 51% يرون ان هذه الخطة ستؤدي الى "اتفاق نهائي مع الفلسطينيين" مقابل 43% يرون عكس ذلك. ولم يدل الباقون باي رأي.
ورأى 62% من الاسرائيليين ان شارون "رضخ لضغوط الولايات المتحدة" بموافقته على "خارطة الطريق" مقابل 23% عبروا عن رأي مخالف لذلك. وقد اجرى معهد "داحف" المستقل الاستطلاع الذي شمل عينة تمثيلية تتألف من 50 شخصا من سكان اسرائيل البالغين من عرب ويهود، بهامش خطأ حدد بـ 4.5%.
المصطلحات المستخدمة:
ايتام, دولة اسرائيل, كاخ, الليكود, الكنيست, رئيس الحكومة, بنيامين نتنياهو