رام الله - (أ ف ب) - حسام عزالدين:
يعرب الفلسطينيون عن رغبتهم في التدخل في الانتخابات التشريعية الاسرائيلية المقبلة بغية اسقاط رئيس الوزراء الحالي اليميني ارييل شارون، لكنهم يقرون في الوقت ذاته بعدم قدرتهم في الوقت الراهن على التأثير على الرأي العام الاسرائيلي.
ويبدو ان الوضع يختلف اليوم عما قبل حيث كان بامكان الفلسطينيين التدخل في الانتخابات الاسرائيلية من خلال التنسيق مع الاحزاب العربية داخل اسرائيل للتصويت لصالح اليسار الاسرائيلي كما حدث في انتخابات العام 1999 حينما ساهم الفلسطينيون العرب في اسرائيل في انجاح ايهود باراك.
وفي هذا الصدد قال خليل الشقاقي مدير المركز الفلسطيني للدراسات والبحوث خلال ندوة عقدت في رام الله الخميس، "كان بامكان الفلسطينيين في السابق التنسيق والتدخل بشكل مقصود في الانتخابات الاسرائيلية، لكن اليوم لا يستطيعون ذلك كون المجتمع الاسرائيلي اصبح اكثر يمينيا ولم يعد يثق في السلطة الفلسطينية او بطرف فلسطيني اخر".
وقد اتهم رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون السلطة الفلسطينية بمحاولة التدخل في الانتخابات الاسرائيلية بعد ان اصدرت بيانا قبل حوالي اسبوع دعت فيه الفصائل الفلسطينية الى التهدئة مع قرب هذه الانتخابات.
وسخر وزير الثقافة والاعلام الفلسطيني ياسر عبد ربه من اتهام شارون هذا، وقال "اصيبوا بالذعر من هذا التصريح الذي تضمنه البيان واعتبرته اسرائيل تدخلا في الانتخابات الاسرائيلية. ادعى شارون ان هذا التصريح يثبت ان الرئيس عرفات يمسك بكافة الخيوط.. فلو افترضنا ان هذا صحيح فمن الذي يمنعهم من اصدار دعوة مماثلة للتهدئة".
واعتبر عبد ربه ان رئيس الوزراء الاسرائيلي معني باستمرار العمليات الفلسطينية ضد اهداف اسرائيلية "لان هذا يخدم شارون انتخابيا واستراتيجيا على المدى البعيد للاستمرار في تحطيم المجتمع الفلسطيني وفرض نظام المعازل". لكنه لم ينف رغبة الفلسطينيين في التدخل في الانتخابات الاسرائيلية، بل اعتبر هذا التدخل "جزءا من معركتنا الكبرى".
واتفق الشقاقي مع عبد ربه في مشروعية التدخل الفلسطيني في الانتخابات الاسرائيلية بحكم ما وصفه بـ "التشابك والتداخل بين المجتمعين"، الا انه اشار الى ان الجانب الفلسطيني غير قادر الان على احداث اي تاثير". واستطرد ان "قدرتنا على اقناع الجمهور العربي داخل اسرائيل بالمشاركة في الانتخابات الاسرائيلية بسبب حاجتنا باتت اليوم محدودة ايضا".
ورأى الشقاقي ان "السلطة الفلسطينية لم تعد لاعبا اساسيا في الساحة الفلسطينية"، مضيفا "ان اللاعب الاساسي الان والاكثر فعالية في احداث تغيير في موقف الناخب الاسرائيلي هو 'الانتحاري' بالدرجة الاولى".
وقال ان السلطة الفلسطينية، وحتى منظمة التحرير الفلسطينية، غير قادرة على وقف هذه العمليات "ولو تمكنت من ذلك لكان من الممكن ان تترك تاثيرا ايجابيا داخل المجتمع الاسرائيلي.. السلطة لا تمتلك القدرة ولا توجد ارادة فلسطينية لوقف العمليات المسلحة ولو توفرت الارادة فهي محدودة".
لكن عبد ربه اعتبر ان العمليات الفلسطينية ضد المدنيين في اسرائيل هي الفرج الوحيد لشارون "وان كانت تعتبر بالنسبة لنا وطنية وثورية ومقدسة".
وافادت استطلاعات الراي مؤخرا ان حزب الليكود اليميني بزعامة شارون لا يزال يتقدم على خصومه العماليين قبل الانتخابات التشريعية في 28 كانون الثاني كما اظهرت ان بامكان الكتلة المكونة من الليكود واليمين والاحزاب الدينية المتشددة، ان تعتمد على غالبية من 65 نائبا من اصل 120 في البرلمان مقابل 38 للاحزاب اليسارية و 17 لاحزاب الوسط.
الى ذلك حث عبد ربه ان تقوم علاقة بين الفلسطينيين وقوى السلام في اسرائيل، وان "تتسع هذه العلاقة من خلال خطاب فلسطيني واضح يمكن ان يترك اثرا فاعلا داخل المجتمع الاسرائيلي".
واعتبر ان مؤتمر القاهرة بين الفصائل والاحزاب الفلسطينية المختلفة برعاية مصر ان "من الممكن ان يكون فاتحة جيدة لفتح حوار معمق لعملية فلسطينية واحدة تسهم في تغيير الرأي العام داخل اسرائيل". يذكر ان القاهرة تستضيف منذ عدة اشهر حوارا بين الفصائل الفلسطينية وابرزها حركتا حماس وفتح كما استقبلت العديد من زعماء الفصائل.