قدمت النيابة العامة الإسرائيلية لوائح اتهام ضد ستة مواطنين عرب من النقب نسبت فيها إليهم تهمة تأييد تنظيم "داعش".
وسمحت الرقابة الإسرائيلية، أمس الاثنين، بالنشر حول هذه القضية.
وكان جهاز الشاباك والوحدة المركزية في الشرطة في منطقة النقب قد اعتقلا الستة.
وقال بيان صادر عن الشاباك إن أربعة بين المتهمين معلمون.
ووفقا لبيان الشاباك، فإن التحقيقات أظهرت أن المعتقلين عقدوا اجتماعات سرية جرت خلالها مناقشة عقيدة تنظيم "داعش"، وأن قسما منهم سعى إلى نشر أفكار التنظيم بين أفراد عائلاته وأصدقائه ومعارفه، وأن بعضهم كان يعتزم السفر إلى سورية من أجل الانخراط في صفوف التنظيم.
وادعى الشاباك في بيانه أن المعلمين المعتقلين حاولوا إقناع زملاء لهم وتلاميذهم بفكر "داعش".
وقد جرى التحقيق في إطار هذه القضية مع العديد من المعلمين وكذلك مع مدير مدرسة اشتبه بأنه كان على علم بنشاط قسم من المعلمين المتهمين ولم يتخذ إجراءات ضدهم. لكن مدير المدرسة أكد خلال التحقيق أنه لم يكن على علم بشيء من هذا القبيل.
أحد المعتقلين هو بشير أبو القيعان (26 عاما) ومن سكان بلدة حورة ويعمل معلما في المدرسة الابتدائية في القرية. وقد اعتقل في 17 أيار الماضي. وبحسب الشاباك فإنه اعترف بأنه عمل على نشر أفكار "داعش" من خلال شبكات التواصل الاجتماعي في الانترنت وبواسطة إرسال أفلام "داعش" إلى أقاربه وأصدقائه ومعارفه. وقدمت النيابة العامة لائحة اتهام ضده إلى المحكمة المركزية في مدينة بئر السبع، في 11 حزيران الماضي، ووجهت إليه تهم نشر وحيازة وتوزيع مواد لتنظيم محظور وتأييد تنظيم إرهابي.
كذلك قدمت النيابة لائحة اتهام ضد أكرم أبو القيعان (26 عاما) من سكان حورة أيضا. وبحسب الشاباك فإنه اعترف بأنه أيد "داعش" وشارك في اجتماعات لمؤيدي التنظيم في القرية. وهو متهم بالمشاركة في اجتماع لتنظيم محظور.
واعتقل محمد أبو القيعان (27 عاما) وهو معلم في المدرسة الثانوية في حورة، في الثاني من حزيران الفائت. وبحسب الشاباك اعترف بأنه خطط للسفر إلى سورية من أجل الانضمام إلى "داعش" تحت غطاء أنه سيسافر لأداء العمرة. وهو متهم بالمشاركة في اجتماع لتنظيم محظور والتآمر على تنفيذ جريمة ومحاولة ممارسة نشاط في تنظيم محظور ومحاولة مغادرة البلاد بصورة غير قانونية.
ومعتقل آخر هو عيسى أبو القيعان (27 عاما) واعتقل في 13 حزيران الماضي. وبحسب الشاباك فقد اعترف بأنه خطط للسفر إلى سورية في تموز الحالي من أجل الانضمام إلى "داعش" تحت غطاء السفر لأداء العمرة. وهو متهم بالتآمر على تنفيذ جريمة ومحاولة العمل في تنظيم محظور والمشاركة في اجتماع لتنظيم محظور ومحاولة الخروج من البلاد بصورة غير قانونية.
كذلك اعتقل الشاباك شريف أبو القيعان (23 عاما) من سكان قرية عتير غير المعترف بها. وهو متهم بالتآمر على تنفيذ جريمة وممارسة نشاط في تنظيم محظور والمشاركة في اجتماع لتنظيم محظور ومحاولة الخروج من البلاد بصورة غير قانونية.
والمعتقل الأخير هو حمزة أبو القيعان (26 عاما) وهو معلم، وبحسب الشاباك فإنه تبين من التحقيق معه أنه يؤيد "داعش" وشارك في اجتماعات لمؤيدي التنظيم عقدت في حورة.
وقال الشاباك في بيانه إن "الغالبية الساحقة من الجمهور العربي في إسرائيل تعارض داعش إلى درجة النفور من هذا التنظيم. وضلوع معلمين في نشر أفكار داعش والنشاط المنسوب إليهم، يشكل استغلالا سافرا لوظيفتهم ومسا بالثقة الممنوحة لهم من جانب جهاز التعليم والأهالي والتلاميذ".
من جانبه، أصدر وزير التربية والتعليم الإسرائيلي، نفتالي بينيت، تعليمات بسحب رخص التعليم من المعلمين الضالعين في القضية وانتهاج سياسة "صفر تسامح" تجاههم، رغم أنهم لم يدانوا بعد. وقال بينيت "سنعمل بصورة متشددة للغاية تجاه المعلمين الذين استغلوا وظيفتهم وبدلا من الحفاظ على تلاميذهم، ألحقوا الأذى بهم. ويوجد لدينا صفر تسامح تجاه من يريدون إلحاق الأذى بنا في بلادنا. وسنحافظ على جهاز تعليم نظيف ولن نسمح لأحد بأن يلوث أولادنا".
وأعلنت وزارة التربية والتعليم أنها ستقوم بنشاط داخل المدارس التي كان يعمل فيها المعلمون المتهمون في هذه القضية في الأيام القريبة المقبلة، وأنها ستعمل "من أجل إعادة الثقة والاستقرار بين المربين والتلاميذ"، علما أن جهاز التعليم العربي في النقب يعاني من تمييز صارخ، سواء من حيث توفر المدارس وبعدها عن التجمعات السكنية ومن حيث مباني المدارس وخاصة في القرى غير المعترف بها. وتمارس وزارة التربية والتعليم باسم حكومات إسرائيل هذا التمييز منذ عشرات السنين.