تهدد إسرائيل بمنع وصول أسطول حرية جديد لكسر الحصار عن قطاع غزة من الوصول إلى غزة. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن سلاح البحرية سيتدخل وستمنع زوارقه الحربية سفن الأسطول من الوصول إلى غايته. وتعتبر إسرائيل أن أسطول الحرية الجديد، الذي انطلق من السويد، هو نشاط "استفزازي"، فيما أبرزت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أمس الاثنين، مشاركة عضو الكنيست من القائمة المشتركة، باسل غطاس في الأسطول.
وتطرق رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، خلال مؤتمر للوكالة اليهودي عقد في تل أبيب، أمس، وقال إنه "يدهشني أن هناك من يرسل أساطيل إلى غزة وليس إلى سوريا"، معتبرا أن "إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي تشجع إعادة إعمار غزة".
وتشير التقديرات في إسرائيل إلى أنه ستشارك في الأسطول سفينتين أو ثلاثة من الحجم الصغير، وسيكون على متنها ما بين 50 إلى 70 ناشطا. ومن بين المشاركين في الأسطول، إضافة إلى غطاس الذي سافر في هذه الأثناء إلى اليونان ليصعد إلى إحدى السفن من هناك، عضو البرلمان الأوروبي، الإسبانية آنا ميريندا، والناشط اليساري الإسرائيلي درور فايلر، الذي شارك في أسطول الحرية السابق، في العام 2010.
وقال النائب غطاس في بيان، إنه بعث رسالة إلى رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتانياهو، وطالبه بعدم التعرض لأسطول الحرية الثالث الذي ينطلق من السويد باتجاه غزة. وجاء في الرسالة أنه "بعد وقت قصير يبحر أسطول الحرية من أثينا باتجاه غزّة. سأكون هناك، بمشاركة ألف ناشط، من بينهم العشرات من البرلمانيين والمسؤولين من كل أصقاع الأرض".
وأوضح غطاس أن "أسطول الحريّة هو أسطول لكسر الحصار، ولتسليط الضوء العالمي على قضية 1.8 مليون فلسطيني يعيشون في ظروف أشبه بالسجن، وبشروط حياتيّة قاسية، نتيجة للحصار البحري والبري الذي تفرضه إسرائيل على غزّة، والذي يشكل جريمة ضد الإنسانية". وشدد على أن "أسطول الحرية الثالث يحمل المعونات الإنسانية لسكان القطاع" وأنه "ليس هناك أي سبب لمنعنا من الوصول إلى غزة وتقديم هذه المساعدات"، وطالب غطاس بإصدار أوامر لقوات الأمن الإسرائيلية بالابتعاد عن الأسطول، وضمان استمراره في طريقه إلى غزة.
من جانبه، قال الناشط فايلر لموقع "واللا" الالكتروني، أمس، "أنا موجود على متن إحدى سفن الأسطول الآن. أبحرنا قبل شهر وعشرة أيام من السويد، ونحن الآن في منطقة اليونان. ونأمل بأن نصل إلى في نهاية الشهر الحالي، ربما في 29 حزيران". وأضاف أنه "يوجد هنا أشخاص من عشرين دولة، من أوروبا وجنوب أفريقيا وأستراليا. وسنكون ثلاث سفن على الأقل وعلى متنها 60 شخصا".
وفي تعقيبها على الأسطول، قالت نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي، تسيبي حوطوفيلي، إنه "على عكس الصورة التي يحاول الفلسطينيون رسمها، فإن دولة إسرائيل تسمح بدخول بضائع وطعام ومواد بناء إلى القطاع. وأسطول كهذا الذي يتجه إلى إسرائيل هو ثمرة جهد استفزازيين، الذين يسعون إلى تسويد وجه إسرائيل".
وهاجمت حوطوفيلي نية غطاس المشاركة في الأسطول، ووصفت ذلك بأنه "نشاط في خدمة العدو تحت غطاء الحصانة البرلمانية". وأشارت إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية تعمل منذ فترة طويلة عبر كافة القنوات الدبلوماسية من أجل منع وصول الأسطول إلى المياه الإقليمية الإسرائيلية.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن إسرائيل تحاول إقناع السلطات اليونانية بعدم السماح للأسطول بالرسو في موانئها. وأشارت الصحيفة إلى أن اليونان كانت قد استجابت في الماضي إلى طلب إسرائيلي كهذا، لكن ليس واضحا كيف سيكون رد الحكومة اليونانية الجديد واليسارية الآن.
وأشار المحلل العسكري في القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي، روني دانيال، إلى أنه حدث في الماضي أن أصاب خلل سفينة ترسو في اليونان وكانت تعتزم التوجه إلى غزة لكسر الحصار، ملمحا بذلك إلى أن هذا الخلل كان متعمدا وربما الاستخبارات الإسرائيلية سببته.
وهاجمت قائمة "المعسكر الصهيوني" برئاسة إسحاق هرتسوغ، واعتبرت أنه "مثلما أن الأسطول إلى غزة ليس إنسانيا وإنما هو خطوة سياسية، فإن انضمام عضو الكنيست غطاس إليه هو أمر مؤسف وغير إنساني وإنما سياسي، وسيصب الزيت على النار داخل إسرائيل" في إشارة إلى العلاقات بين اليهود والعرب.
كذلك اعتبر رئيس حزب "يسرائيل بيتينو"، عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان، أن مشاركة غطاس في الأسطول "دليل على أن القائمة المشتركة هي سفينة إرهاب واحدة كبيرة، وكل جوهرها هو المس بإسرائيل واستخدام الديمقراطية الإسرائيلية من أجل هدم الدولة".
المصطلحات المستخدمة:
يديعوت أحرونوت, الكنيست, بنيامين نتنياهو, باسل غطاس, أفيغدور ليبرمان