يبدو أن إسرائيل حسمت أمرها تماماً لجهة حثّ الانفصال عن الفلسطينيين، وفق خطة "الانطواء" (أو الانسحاب الأحادي)، فقد تم الانتهاء تقريباً من تشكيل الائتلاف الحكومي، الذي أقلع بأربعة أحزاب (كديما والعمل وشاس والمتقاعدون)، بعد التوافق على الخطوط العامة لسياسة الحكومة المقبلة، وضمنها خطة إيهود أولمرت للانسحاب الأحادي من الضفة.
تبدأ إسرائيل والولايات المتحدة هذا الأسبوع في محادثات حول "خطة التجميع" الأحادية الجانب التي أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت نيته تنفيذها في الضفة الغربية.
وأفادت صحيفة هآرتس بأن "فرضية العمل" التي يستند عليها أولمرت هي أن الإدارة الأميركية تدعم "خطة التجميع" وتعتبر أنها "اللعبة الوحيدة في المدينة".
اعتبر رئيس الحكومة الإسرائيلي أن الحرب التي شنتها إسرائيل ضد لبنان ستشكل رادعا أمام سوريا. وأضاف أن "شيئا قد تغير وسلم الأولويات الذي اعتقدت أنه صحيح في الماضي أصبح غير صحيح الآن"، فيما اعتبر أنه إسقاط نهائي لما عرف بـ"خطة التجميع". في هذه الأثناء نشرت وزارة الإسكان الإسرائيلية عطاء لبناء 690 بيتا في مستوطنات كبيرة في الضفة الغربية.
أفرزت الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية شرذمة إضافية للخارطة السياسية، وما بدا في انتخابات العام 2003 وكأنه بداية لاستعادة قوة الحزبين الأكبرين التقليدين بعد انهيارها، تم نسفه في هذه الانتخابات، ليظهر حزب "كديما"، وهو خليط من الحزبين، وبقوة هزيلة، من ناحية، وتثبيت محدودية قوة "العمل"، وانهيار منافسه التاريخي حزب الليكود، من ناحية أخرى.
الصفحة 592 من 1047