يعتزم رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مطالبة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، خلال لقائهما في واشنطن، في بداية أيار المقبل، بضرورة تنفيذ خطوات حازمة ضد إيران في موازاة حوار الدول الغربية معها. ونقلت صحيفة هآرتس، اليوم الجمعة – 10.4.2009، عن مسؤولين في مكتب نتنياهو قولهم، إن رئيس الوزراء سيطالب أوباما "بضرورة تنفيذ خطوات حازمة من أجل الإيضاح لإيران الثمن الذي ستدفعه في حال عدم موافقتها على تغيير سياستها" فيما يتعلق بالبرنامج النووي.
وأضاف المسؤولون في مكتب نتنياهو أن "إسرائيل لا تعارض حوار الدول الغربية مع إيران، الهادف إلى وقف المشروع النووي الإيراني، شريطة ألا يتم استغلال الحوار بصورة سلبية من جانب إيران". وتابع المسؤولون ذاتهم أن "إسرائيل تتوقع من المجتمع الدولي أن يعمل بحزم من أجل منع حيازة إيران على سلاح نووي، الذي تُعتبر أهميته مصيرية بالنسبة لمستقبل المنطقة".
وأشار المسؤولون إلى أن التقدير الإسرائيلية هي أن هذه السياسة مشابهة لمواقف دول عربية عدة وأن "القضية ليست إسرائيلية وحسب وإنما هي قضية دول عربية التي ترى بإيران مشكلة". ولفت المسؤولون في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى أن القضية الإيرانية ستكون في مركز المحادثات التي سيجريها نتنياهو مع أوباما في واشنطن، في بداية أيار المقبل، إضافة إلى العملية السياسية مع الفلسطينيين والعلاقة بين الموضوع الإيراني والفلسطيني.
وفي غضون ذلك ألقى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد خطابا، أمس، كشف فيه عن اختبار بلاده نوعين جديدين من أجهزة الطرد المركزي، اللذين لديهما قدرة أعلى وأسرع لتخصيب اليورانيوم وإنتاج الوقود النووي.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم، عن مسؤولين سياسيين إسرائيليين تعقيبهم على أقوال أحمدي نجاد، بالقول إن "هذه الاختبارات لا تدل على حدوث تقدم كبير، لكنها تدل على وجود تقدم تدريجي ومثير للقلق. إذ كلما كان بحوزة الإيرانيين عدد أكبر من أجهزة الطرد المركزي، يصبح الوقت أقصر لإنتاج قنبلة نووية أولى". وأضافوا أن إسرائيل بعثت برسائل إلى الولايات المتحدة تتعلق بالحوار مع إيران، شددت فيها على وجوب التيقن من أن لا تستمر إيران في تخصيب اليورانيوم تحت غطاء حوارها مع الغرب، وألا يؤدي الحوار إلى إضعاف نظام العقوبات ضد إيران.
وقال المسؤولون السياسيون الإسرائيليون "إننا مقتنعون بأن الأميركيين سيجندون المجتمع الدولي لاحتمال أن يكون هناك تعاونا لممارسة ضغط كبير على إيران في حال فشل الحوار معها". وشددوا على "أننا لا نرى أن الحوار يعكس ليونة أميركية، إذ أن إدارة أوباما توصلت إلى نتيجة مفادها أن سياسة الإدارة الأميركية السابقة لمواجهة الخطر لم تنجح وينبغي تجربة الحوار. لكن إذا لم ينجح الحوار فإنه من الجائز أن إدارة أوباما تبني الشرعية لتصعيد العقوبات وحتى مواجهة عسكرية".
من جهة ثانية نقلت صحيفة معاريف، اليوم، عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله إن "الأميركيين تحدثوا عن إجراء حوار مع الإيرانيين فور بدء عهد إدارة أوباما، وإسرائيل تتوقع من الأميركيين أن يحددوا الحوار بفترة زمنية. وقد تحدث الأميركيون في اجتماعات مغلقة عن أن هذه الفترة ستمتد ما بين 12 إلى 14 أسبوعا ونحن نتوقع، بكل تأكيد، أن تكون فترة الحوار قصيرة".