المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

رجح مقربون من القيادي في حزب الليكود وعضو الكنيست سيلفان شالوم، أن يبقى خارج الحكومة المقبلة التي يسعى لتشكيلها رئيس الليكود، بنيامين نتنياهو، ووصفوا هذه الحكومة بأنها حكومة "غير واقعية" في إشارة إلى كونها حكومة يمينية ضيقة. وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الثلاثاء – 10.3.2009، أن نتنياهو لا يعتزم تعيين شالوم وزيرا للمالية، ونقلت عن المقربين من شالوم قولهم إنه "في هذه الحالة يتوقع أن يبقى شالوم خارج الحكومة، وهي أصلا حكومة غير واقعية".

وأضافت الصحيفة أن نتنياهو سيعين "مرشحا مواليا" له في وزارة المالية. وكان نتنياهو قد اتفق مع رئيس حزب "إسرائيل بيتنا"، أفيغدور ليبرمان، على تعيين الأخير وزيرا للخارجية وهو المنصب الذي طالب شالوم بتوليه. ونقلت يديعوت أحرونوت عن مقربين من نتنياهو قولهم إن الأخير سيكون ضالع جدا في المجال الاقتصادي وأن المهمة الأولى التي سيعمل على تنفيذها بعد توليه رئاسة الحكومة ستكون إنقاذ الاقتصاد الإسرائيلي، ولذلك فإنه سيعين شخصا "مواليا" مثل عضو الكنيست يوفال شطاينيتس المقرب منه أو شخصا من خارج الحلبة السياسية وأن شالوم ليس مرشحا لهذا المنصب كونه "يدبر المكائد" ضد نتنياهو. كذلك يرفض نتنياهو تعيين شالوم قائما بأعمال رئيس الحكومة. وقال المقربون من نتنياهو إنه "سيقترح على شالوم حقيبة اقتصادية موسعة لكن منصب القائم بأعمال رئيس الحكومة ليس مطروحا ولن يتم إشغال هذا المنصب في هذه المرحلة".

وقال مقربون من شالوم إن "لا شيء لدى نتنياهو يعمل وفق المنطق... وبيبي (أي نتنياهو) هو شخص متوجس ويريد إلغاء لقب القائم بالأعمال لكي لا يستبدله شالوم وقت الحاجة لا قدّر الله". وأضافوا أن "ثمة أشخاص يقطرون السم لدى نتنياهو ضد سيلفان. وقد باع بيبي الخارجية إلى أكثر شخص غير ملائم للمنصب (أي ليبرمان) وهو يحتفظ بحقيبة المالية لنفسه ويريد إلغاء منصب القائم بالأعمال، وكل هذا من أجل طعن سيلفان".

من جهة أخرى ذكرت صحيفة هآرتس أن الشرطة تعتزم استدعاء ليبرمان إلى تحقيق جنائي الأسبوع المقبل. وتشتبه الشرطة بأن ليبرمان أسس شركة وهمية وسجلها باسم ابنته وأن هذه الشركة تلقت مبالغ كبيرة تصل إلى حوالي 12 مليون شيكل (أكثر من ثلاثة ملايين دولار) من مصادر مجهولة خارج البلاد وأنه صل على قسم من هذه الأموال خلال توليه منصب نائب رئيس الوزراء في العامين 2007 و2008. وتشتبه الشرطة بأن ليبرمان خالف قانون حظر تبييض الأموال. وكانت مصادر في الشرطة قد قالت مؤخرا إن ليبرمان سيضطر بعد شهور إلى الاستقالة من منصبه في الحكومة الجديدة لأنه سيتم تقديم لائحة اتهام ضده.

واعترف نتنياهو بمأزقه السياسي النابع من نيته تشكيل حكومة يمين ضيقة، بعدما رفض تليين مواقفه السياسية، خصوصا فيما يتعلق بحل "الدولتين للشعبين"، خلال المفاوضات القصيرة التي أجراها مع رئيسة حزب كديما تسيبي ليفني. وقال نتنياهو خلال اجتماع كتلة حزب الليكود في الكنيست، أمس الاثنين، إن "الواقع لم يكن سهلا منذ البداية" وأنه كان واضحا أن "هناك ضرورات" للتنازل في مسألة توزيع الحقائب الوزارية، في إشارة إلى استجابته إلى معظم مطالب ليبرمان. وأشار نتنياهو إلى أن "المفاوضات (الائتلافية) لم تنته وهي في أوجها، سواء في الموضوع الجوهري أو في موضوع (توزيع) الحقائب الوزارية، وينبغي أن نتذكر أن ليبرمان حصل على تفويض (في الانتخابات العامة بحصوله على 15 مقعدا في الكنيست)، وكديما لا يريد حكومة وحدة، بينما لدى (رئيس حزب العمل ايهود) باراك شروطا يريد من خلالها إجبارنا على الانفصال عن شركاء طبيعيين" في إشارة إلى "إسرائيل بيتنا".

وطالب نتنياهو قيادة حزبه بعدم إطلاق تصريحات علنية وإبداء مواقف معارضة لأدائه في المفاوضات على تشكيل الحكومة. وقال إن "النقاش العلني يضعفنا أمام الشركاء، وإذا كنا متكتلين، فسنتمكن من تحقيق نتائج أفضل. وأنا منفتح للاستماع إلى اقتراحات جيدة، إذا كان أحد ما يعتقد أن لديه حل" للقضايا المطروحة في عملية تشكيل الحكومة.

وصادقت كتلة الليكود بالإجماع على ترشيح عضو الكنيست عن الحزب رؤوفين ريفلين لمنصب رئيس الكنيست، وهو المنصب الذي أشغله ريفلين في الدورة قبل الأخيرة للكنيست.

وتؤكد التقارير الصحفية على أن الليكود يشهد أياما عاصفة في هذه الأثناء، على خلفية الانتقادات التي يوجهها قياديون في الحزب لشكل إدارة نتنياهو المفاوضات الائتلافية وعبّر قياديون في الليكود عن غضبهم من موافقة نتنياهو على التنازل عن حقائب وزارية ومنحها لحزبي "إسرائيل بيتنا" وشاس، وخصوصا حقائب الخارجية والأمن الداخلي والعدل ل"إسرائيل بيتنا" والداخلية والإسكان لشاس.

وفي سياق الاحتجاجات ضد نتنياهو عقد شالوم اجتماعا في بيته في مدينة رمات غان في وسط إسرائيل مساء أمس الأول شارك فيه نحول 300 ناشط مركزي في الليكود بينهم ثلاثة أعضاء كنيست. وقال شالوم خلال الاجتماع إنه "ينبغي أن يتم التعبير عن طريق الليكود في هذه الحكومة، فالليكود هو الذي فاز في الانتخابات وليس ليبرمان أو شاس أو يهدوت هتوراة".

ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن سكرتير فرع الليكود في مدينة رمات هشارون، عوفر كلير، الذي شارك في اجتماع شالوم قوله إنه "إذا لم يتم تعيين سيلفان وزيرا للخارجية وقائما بأعمال رئيس الحكومة، مثلما وعده بيبي (أي نتنياهو)، فإنه ستكون هناك حرب". وقال عضو المجلس المركزي لليكود، مائير كوهين، إنه "إذا احتاج الأمر، فإننا سوف نقلب الكنيست من أجل أن يحصل سيلفان على ما يستحق. وأمام بيبي خيارين: إما منح الخارجية إلى سيلفان، أو التناوب معه على رئاسة الحكومة".

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات