كشفت كراسة وزعتها جمعية "عطيرت كوهانيم" الاستيطانية عن تفاصيل مخطط أعدته للاستيلاء على بيوت وعقارات الفلسطينيين في البلدة القديمة في القدس، وعن أن عدد المستوطنين اليهود هناك بلغ ألف مستوطن وأن هذا العدد لا يشمل المستوطنين في الحي اليهودي. وأفادت صحيفة هآرتس، اليوم الأحد – 27.9.2009، بأن الكراسة، التي وزعتها "عطيرت كوهانيم" على المتبرعين للجمعيات الاستيطانية، شملت تفاصيل حول ستة بيوت في أماكن متفرقة في الحي الإسلامي وتعتزم الجمعية الاستيطانية شرائها. كما شملت الكراسة مخططات توسعية للاستيطان اليهودي في الأحياء المحيطة بالبلدة القديمة.
وأطلقت "عطيرت كوهانيم" أسماء عبرية على كل واحد من البيوت الفلسطينية التي تخطط لشرائها كما أشارت إلى ثمن كل بيت، وأنه سيسكن في هذه البيوت الستة 22 عائلة، وسيؤدي ذلك إلى وصول عدد المستوطنين داخل البلدة القديمة إلى قرابة ألف مستوطن وأن هذا العدد لا يشمل المستوطنين في الحي اليهودي في البلدة القديمة.
وخاطبت "عطيرت كوهانيم" عبر كراستها المتبرعين للجمعية الاستيطانية بالادعاء أنه "في الوقت الذي تخطط في الأمم المتحدة ودول من جميع أنحاء العالم لأخذ القدس والأماكن المقدسة بالقوة من أيدي اليهود، فإنه من شأن وجود يهودي مستقر داخل البلدة القديمة أن يكون هاما لتعزيز قدرتنا كأمة على الحفاظ والسيطرة على المركز الروحاني، وعطيرت كوهانيم وأنت قادرين على تحقيق ذلك".
ويشار إلى أن "عطيرت كوهانيم" هي واحدة من الجمعيات الاستيطانية الأكثر نشاطا في استيطان القدس الشرقية وخصوصا البلدة القديمة والأحياء المحيطة بها.
ونقلت هآرتس عن عضو بلدية القدس، الدكتور مائير مرغليت، الذي كشف كراسة "عطيرت كوهانيم"، بواسطة دراسة أجراها عن الاستيطان في القدس الشرقية، تأكيده أن غاية الجمعية الاستيطانية هي تهويد البلدة القديمة. وأضاف مرغليت أن "الهدف المعلن هو الدخول إلى المناطق التي لا يوجد فيها يهود ومنع أية إمكانية لتقسيم المدينة" في حال التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
وتبين من الكراسة أن أحد البيوت الفلسطينية التي تعتزم "عطيرت كوهانيم" شراءه، وهو "بيت باب الزاهرة" البالغة مساحته 400 متر مربع وثمنه 1.7 مليون دولار ومعد لإسكان أربع عائلات يهودية فيه، سيتحول إلى حي يهودي بحيث يتم لاحقا شراء بيوت حوله. وذكرت الكراسة أن "عطيرت كوهانيم" تخطط لتوسيع البؤرة الاستيطانية "كيدمات تسيون" في حي رأس العامود القريب من البلدة القديمة من خلال 300 وحدة سكنية جديدة في المرحلة الأولى.
وقال مرغليت أنه يعتزم إطلاع ممثلي الدول الأجنبية في إسرائيل على مخططات "عطيرت كوهانيم" وأنه طلب عقد لقاء مع ممثلين عن الاتحاد الأوروبي والقنصلية الأميركية في القدس لهذا الغرض. وأضاف أنه "كنت دائما ارى بعطيرت كوهانيم وغيرها من المنظمات الاستيطانية على أنها عقبة أمام السلام، وأجندتهم المسيحانية والقومية المتطرفة تعرقل أي احتمال للتعايش (بين اليهود والعرب) في هذه المدينة". ولفت مرغليت إلى أن "الأزمة الاقتصادية تدفع عددا متزايدا من الفلسطينيين في القدس الشرقية إلى عدم الصمود أمام إغراءات جمعيات المستوطنين التي تدفع أثمانا كبيرة مقابل بيوتهم".
من جانبه اعتبر رئيس "عطيرت كوهانيم" دان ميسر أن "نشاطنا هو جزء من العملية الطبيعية المتمثلة بعودة شعب إسرائيل إلى بيته وغلى المكان الذي تم طرده منه، وهذا هو الأمر الإلهي وأقوال الأنبياء، ولا توجد هنا توجهات سياسية فبناء القدس هي الهوية الوطنية لهذا الشعب".
من جهة أخرى ذكرت هآرتس أن مسؤولين في جهاز الأمن الإسرائيلي غاضبون جدا من أداء السلطة الفلسطينية في الآونة الأخيرة، بسبب قيامها بأنشطة متفرعة في القدس الشرقية وفي البلدة القديمة خصوصا، وأن هذه الأنشطة تشمل تجنيد أموال لشراء بيوت خوفا من تسلل هذه البيوت إلى أيدي يهودية في المنظمات الاستيطانية. وزعمت هآرتس في تقريرها، الذي لم يخلُ من الدس المخابراتي، أن السلطة الفلسطينية تعهدت بعدم ممارسة أية نشاطات في القدس الشرقية، علما أن اتفاق أوسلو ينص على مشاركة الفلسطينيين المقدسيين في كافة الانتخابات للمؤسسات الفلسطينية وفي الحياة العامة الفلسطينية.