أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، على رفضه الانسحاب إلى حدود العام 1967 في إطار اتفاق دائم بين إسرائيل والفلسطينيين، وقال إن إسرائيل ستعرف كيف تدافع عن نفسها أمام إيران وفي جميع الأحوال. وقال نتنياهو في مقابلة أجراها معه موقع يديعوت أحرونوت الالكتروني ونشرها اليوم، الخميس 24.9.2009، إن "الحكومات (الإسرائيلية) السابقة لم توافق على العودة إلى حدود 67 وبالتأكيد فإن حكومتي أيضا لن توافق على القيام بذلك". وكان نتنياهو يعقب بذلك على تصريح الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال خطابه في الأمم المتحدة أمس بأنه "ينبغي إنهاء الاحتلال الذي بدأ في العام 1967".
واعتبر نتنياهو أن "أوباما يقل أنه يجب العودة إلى حدود 67 وإنما هو استند إلى معادلة موجودة في خارطة الطريق وتستند إلى القرار 242" الصادر عن الأمم المتحدة ويقضي بوجوب انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة فيما تعتبر إسرائيل أن نص القرار يقضي بوجوب انسحابها من "أراض محتلة" وليس من كل الأراضي المحتلة.
وفي موازاة ذلك رفض نتنياهو التحدث عن "تنازلات" سيقدمها خلال المفاوضات مع الفلسطينيين وقال "لن أتحدث عن تفاصيل التنازلات مسبقا، وأعتقد أني أفاوض بصورة افضل من الماضي فيما يتعلق بالنتيجة النهائية التي نريد جميعا الوصول إليها والهدف هو (تحقيق) السلام والأمن لدولة إسرائيل". واوضح أن "هذا يحتم هوامش أمنية وحدود أمنية وترتيبات أمنية، وقوتنا في هذه المفاوضات نابعة من وجود إجماع وتوافق إسرائيليين حول السلام الحقيقي".
وفي رده على سؤال حول احتمالات اعتراف الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) بإسرائيل على أنها "الدولة القومية للشعب اليهودي" قال نتنياهو إن "هذا السؤال وجهته إليه خلال لقائنا (في القمة الثلاثية في نيويورك أمس الأول) وقلت له إن السلام سيتحقق فقط في حال اعترف الفلسطينيون، الذين يطالبوننا بالاعتراف بفلسطين على أنها الدولة القومية لشعبهم، بدولة إسرائيل على أنها الدولة القومية للشعب اليهودي، ويعني ذلك بالنسبة لي ألا نغرق باللاجئين (الفلسطينيين) أو نسلهم وألا تكون هناك مطالب لاقتطاع أجزاء مختلفة من إسرائيل أو أجزاء من سكانها". وتابع "نهاية الصراع تعني نهاية الصراع وامتحان أبو مازن سيكون إذا أراد أن يكون مثل (الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر) عرفات أو (الرئيس المصري السابق أنور) السادات، وهذا هو القرار الكبير الذي يتعين عليه اتخاذه". وأضاف "لقد قلت خلال الشهور القصيرة الماضية إنني مستعد لأن أقول للجمهور في إسرائيل ما أراه بأنه حاجة أساسية للسلام والأمن ومن دون مراوغة، واعتقد أن ثمة حاجة لكي يفعل أبو مازن الأمر ذاته أمام شعبه، وستظهر الايام أو الشهور المقبلة ما إذا كان سيفعل ذلك".
وخلافا للتقارير الصحفية الإسرائيلية التي تتحدث عن توتر في العلاقات بين نتنياهو وأوباما وأنها تصل حد الأزمة شدد نتنياهو على أن العلاقة بينهما جيدة جدا وأنه "خلال الأشهر الأخيرة حصل تقارب وتجري اتصالات يومية تقريبا بين إسرائيل والولايات المتحدة". لكن نتنياهو قال "أنا شخصيا تحدثت مع الرئيس مرتين فقط، بعد خطاب القاهرة وخلال اللقاء (أمس الأول) لكن المسؤولين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية والمسؤولين في مكتب رئيس الحكومة يجرون اتصالات وثيقة وجيدة"، وتجدر الإشارة إلى أن نتنياهو التقى أوباما في البيت الأبيض قبل ثلاثة شهور.
وتطرق نتنياهو إلى القمة الثلاثية التي جمعته مع أوباما وعباس، أمس الأول، ودعوة أوباما على "لجم" الاستيطان وقال "لم نحتفل بذلك وأنا شخصيا راض جدا من أن رئيس الولايات المتحدة أزال مطلب الفلسطينيين بتحديد شروط مسبقة (في إشارة إلى مطلب تجميد الاستيطان)". وأضاف "هناك خلافات بين إسرائيل والولايات المتحدة حول موضوع الاستيطان وهذا ليس بالأمر الجديد وإنما هو موجود منذ اربعين عاما، وقد قال رئيس الولايات المتحدة بصورة واضحة أن هذا ليس موضوعا من شأنه أن يمنع الشروع في مفاوضات وفي جميع الأحوال سيتم بحث هذا الموضوع في مفاوضات الحل الدائم... وسوف يطرح الفلسطينيون مواقفهم وسنطرح نحن أيضا مواقفنا وقد قلت لأبو مازن أننا لن نتفق مسبقا وقد تكون هناك خلافات كبيرة وشديدة خلال هذه المفاوضات لمن ثمة أهمية للشروع فيها".
وفيما يتعلق بالموضوع النووي الإيراني قال نتنياهو "لن أدخل في تفاصيل المحادثات التي أجريتها مع أوباما لكني أعتقد أن أوباما يعي ذلك وكرر عدة مرات التزام بلاده بأمن إسرائيل، وحقيقة أنه التزم بذلك في (خطاب) القاهرة وأمام العالم الإسلامي هي مؤشرة على قوة هذا الالتزام".
وتطرق نتنياهو إلى تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك مؤخرا بأن إيران لا تشكل تهديدا على وجود إسرائيل، وقال إن "وزير الدفاع وأنا نتحدث عن هذا التهديد كثيرا وأؤكد أننا متفقان حياله وما اراد وزير الدفاع توضيحه هو أنه في أي حالة ستعرف دولة إسرائيل كيف تدافع عن نفسها".
وقال نتنياهو أنه سيلقي خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت لاحق من اليوم باللغة الانجليزية "لأني أريد أن يسمعوني ويفهموني من دون أن تكون هناك حاجة إلى الترجمة وأريد أن تكون الأمور واضحة وصافية وحادة أيضا".