تشير التقديرات في إسرائيل إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يعتزم الإعلان خلال خطابه المتوقع أن يلقيه، الأسبوع المقبل، عن اعترافه بحل الدولتين وذلك على أثر محادثات أجرياها معه الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيرس، ووزير الدفاع، ايهود باراك، وحثاه خلالها على الاعتراف بهذا الحل. وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الاثنين – 8.6.2009، أنه يتوقع أن يعلن نتنياهو خلال خطاب سيلقيه في "مركز بيغن – سادات" في جامعة بار إيلان قرب تل أبيب، الأسبوع المقبل، عن تبني حكومته لحل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني من خلال التوصل إلى اتفاق دائم يستند إلى مبدأ الدولتين.
ونقلت الصحيفة عن مصادر في ديوان الرئيس الإسرائيلي قولها إن نتنياهو وبيرس "يُعدان خطة (سياسية) مشتركة لتحريك المفاوضات مع الفلسطينيين في سياق اتفاقيات إقليمية وتطبيع العلاقات مع الدول العربية". وأضافت يديعوت أحرونوت أن باراك، الذي عاد من زيارة لواشنطن، في نهاية الأسبوع الماضي، يرى أن بإمكان نتنياهو أن يبدد التوتر مع إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، إذا أعلن أنه يتبنى "خارطة الطريق كمسار يقود الجانبين إلى محادثات حول اتفاق حل دائم يقضي بإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل". ويعتقد باراك أنه من الأفضل لنتنياهو أن يرتبط بفكرة الدولتين، التي لم يتوقف أوباما عن التحدث حولها، وذلك إذا كان نتنياهو يتطلع إلى استمرار الحوار الأميركي الإسرائيلي فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني.
وقال نتنياهو خلال اجتماع الحكومة الإسرائيلية الأسبوعي، أمس، أنه يعتزم إلقاء خطاب، الأسبوع المقبل، يستعرض فيه سياسته الخارجية، وأنه سيجري في هذه الأثناء مشاورات مع قادة الأحزاب المشاركة في حكومته لإعداد خطابه. ومن بين الأسماء المذكورة التي سيتم التشاور معها هي السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن، سالاي مريدور، واللواء في الاحتياط يعقوب عاميدرور، المعروف بمواقفه اليمينية، وقادة المستوطنين. وبحسب يديعوت أحرونوت فإن نتنياهو قد يجري مشاورات مع رئيسة حزب كديما تسيبي ليفني، وأن نتنياهو يرى أن الحديث في وسائل إعلام حول مشاورات بينه وبين ليفني من شأنه أن يخدمه في مواجهة شخصيات يمينية في حكومته ترفض استجابة إسرائيل لمطالب أوباما بخصوص الاعتراف بحل الدولتين، لكن ليفني تمتنع حتى الآن التراجع عن رفضها الانضمام لحكومة نتنياهو. وتجدر الإشارة إلى أن موقف بيرس وليفني وباراك يقضي بوجوب إجراء مفاوضات مع الفلسطينيين لرفع الضغوط عن إسرائيل فيما يتعلق بالتوسع الاستيطاني. كذلك يؤكد محللون إسرائيليون على أنه لا توجد في إسرائيل إستراتيجية للتوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين.
وأضافت الصحيفة أن مستشاري نتنياهو يأملون بأنه في أعقاب خطابه السياسي ستوجه الإدارة الأميركية ضغوطها نحو السلطة الفلسطينية. كما يقتبس هؤلاء المستشارون من أقوال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، العميد يوسي بايداتس، الذي قال خلال اجتماع لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، الأسبوع الماضي، إن "السلطة الفلسطينية ما زالت موجودة فقط بفضل استمرار وجود ونشاط الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية". وأضافوا إنه "في اللحظة التي تلقي فيها إسرائيل المفاتيح وينسحب من الضفة فإنه لن يبقى شيئا من السلطة الفلسطينية وستسيطر حماس على الضفة". وتابع المستشارون أن "السلطة الفلسطينية ليست قادرة على السيطرة وتحمل المسؤولية".
من جهة ثانية قالت مصادر في مكتب باراك إن "حماس مستمرة في ممارسة نشاط في الضفة والسلطة الفلسطينية لا تفعل ما فيه الكفاية من أجل تنفيذ تعهداتها في خارطة الطريق". ويذكر أن المرحلة الأولى من خارطة الطريق التي طرحها الرئيس الأميركي السابق جورج بوش تقضي بمنع السلطة الفلسطينية أعمال العنف في مناطقها في موازاة تجميد إسرائيل للاستيطان وهو ما لم تنفذه إسرائيل.
المصطلحات المستخدمة:
يديعوت أحرونوت, لجنة الخارجية والأمن, باراك, كديما, رئيس الحكومة, بنيامين نتنياهو