أصدر رئيس حزب شاس ووزير الداخلية الإسرائيلي، إلياهو يشاي، تعليمات إلى المسؤولين في الوزارة طالبهم فيها بإنشاء "مسار التفافي" لمواصلة أعمال البناء في المستوطنات رغم ضغوط أميركية لتجميد أعمال البناء هذه. وذكرت صحيفة هآرتس، اليوم الاثنين – 8.6.2009، أن يشاي أمر الجهات المهنية في وزارة الداخلية بدفع مخططات لصالح توسيع المستوطنات ومساعدة المستوطنين تكون بمثابة "مسار التفافي" يتيح الاستمرار في أعمال البناء داخل الكتل الاستيطانية وهي أعمال تم تجميدها مؤخرا في أعقاب ضغوط أميركية.
وأضافت الصحيفة أن يشاي يعمل على رصد موارد وزارة الداخلية "بكافة أذرعها وتأثيرها على الحكم المحلي" من أجل توسيع المستوطنات، على ضوء قلق في حزب شاس من تجميد أعمال البناء في المستوطنات منذ بدء ولاية حكومة نتنياهو وهو ما وصفه يشاي بأنه "طرد فعلي من المستوطنات". وتدعي إسرائيل أن أعمال البناء لتوسيع المستوطنات تأتي على خلفية "النمو الطبيعي" وأن عدم تجميد هذه الأعمال ستدفع أبناء المستوطنين إلى مغادرة المستوطنات والسكن خارجها وهو ما يصفه المستوطنون بأنه "عملية طرد الأبناء".
وتمارس الإدارة الأميركية ضغوطا على الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو من أجل تجميد الاستيطان في كافة المستوطنات في الضفة الغربية والأحياء الاستيطانية في القدس الشرقية. لكن نتنياهو ووزراء إسرائيليين كبار أعلنوا أن إسرائيل لا تعتزم تجميد الاستيطان فيما أعربوا عن نيتهم إخلاء عدد من البؤر الاستيطانية العشوائية. وأعلن نتنياهو خلال الاجتماع الأسبوعي لحكومته، أمس، عن أنه يعتزم استعراض سياسة حكومته، وخصوصا فيما يتعلق بالعملية السياسية مع الفلسطينيين، خلال خطاب سيلقيه على ما يبدو، يوم الثلاثاء من الأسبوع المقبل، في جامعة بار إيلان قرب تل أبيب لدى تسلمه دكتوراه فخرية.
وبحسب هآرتس فإن يشاي يعتزم تعديل "الخط الأزرق"، الذي يشكل مناطق نفوذ المستوطنات، من خلال توسيعه وهي صلاحية بأيدي وزارة الداخلية وتقضي بزيادة أو تقليص بضعة كيلومترات مربعة من أية مستوطنة. وبموجب التعليمات التي أصدرها يشاي فإنه سيتم توسيع العديد من المستوطنات بكيلومترين مربعين أو أكثر بهدف تنفيذ أعمال بناء بحجة "النمو الطبيعي". كذلك يعتزم يشاي رصد ميزانيات من وزارته للمستوطنات من خلال ما يسمى "احتياطي وزير الداخلية" في الموازنة والتي يصل حجمها إلى مئات ملايين الشواقل التي بإمكان وزير الداخلية توزيعه وفقا لرؤيته الخاصة. ونقلت هآرتس عن قياديين في المستوطنات قولهم إن لقاء جمعهم بيشاي مؤخرا ترك لديهم الانطباع بأنه يعتزم رصد ميزانيات للمستوطنات "لتصحيح الظلم الحاصل".
ونقلت الصحيفة عن يشاي قوله إن "مستوطنات يهودا والسامرة (أي الضفة الغربية) عانت طوال سنين من التمييز والغبن، وأنا لا أعتزم التدقيق في الأسباب ومن المسؤول عن ذلك وإنما تصحيح الوضع وأعتقد أنه لا ينبغي علينا التوصل إلى مسار تصادم مع الأميركيين فقد كانت هناك تفاهمات مع الإدارات الأميركية التي مكنتنا من البناء بما يتناسب مع النمو الطبيعي".
ويذكر أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون نفت، أمس، وجود تفاهمات بين إسرائيل والإدارة الأميركية السابقة حول توسيع المستوطنات. كما أكدت رئيسة حزب كديما ووزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة، تسيبي ليفني، أمس أيضا، على أن الولايات المتحدة عارضت الاستيطان دائما.