المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

يعتزم الرئيس الأميركي، باراك أوباما، منح رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مهلة تتراوح ما بين 4 إلى 6 أسابيع لكي يعرض بعدها "موقفا معدلا" بخصوص البناء في المستوطنات وحل "الدولتين للشعبين". ونقلت صحيفة هآرتس، اليوم الأربعاء – 3.6.2009، عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله، إن أوباما مهتم بإنهاء صياغة خطة أولية للتقدم بعملية السلام في الشرق الأوسط خلال نصف العام المقبل، وعرضها في بداية شهر تموز المقبل.

ويطالب أوباما إسرائيل بتجميد أعمال البناء في المستوطنات والاعتراف بحل "الدولتين للشعبين" للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، فيما رفض نتنياهو هذين المطلبين وشدد على أن أعمال البناء في المستوطنات ستستمر بادعاء سد احتياجات "النمو الطبيعي" فيها.

وكان أوباما قد شارك بصورة مفاجئة ولعدة دقائق في اجتماع بين مستشار الأمن القومي الأميركي، جيمس جونز، ووزير الدفاع الإسرائيلي، ايهود باراك، في البيت الأبيض، أمس. وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن اللقاء القصير جدا والمفاجئ بين أوباما وباراك بث رسالة لإسرائيل مفادها أن الرئيس الأميركي أراد طمأنة إسرائيل، على خلفية التوتر في العلاقات بين الجانبين جراء عدم الاستجابة للمطلب الأميركي بخصوص تجميد الاستيطان والتقدم في العملية السياسية مع الفلسطينيين، وأن "الولايات المتحدة ما زالت الحليف الأقرب لإسرائيل". وأضافت يديعوت أحرونوت أن أوباما مرر عبر باراك رسالة شديدة اللهجة لإسرائيل، مفادها أن الولايات المتحدة لن تقبل وضعا تستمر فيه أعمال البناء في المستوطنات حتى لو كان ذلك بسبب "النمو الطبيعي".

من جانبه كرر باراك القول أن إسرائيل تعتزم إخلاء البؤر الاستيطانية العشوائية التي أقيمت منذ العام 2001 وتعهدت بإخلائها، علما أن تقارير منظمات حقوقية إسرائيلية تحدثت عن أن المستوطنين يقيمون باستمرار بؤر استيطانية جديدة. وأبلغ باراك كلا من نتنياهو ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غابي أشكنازي، بتفاصيل لقائه مع أوباما وجونز، ونقلت يديعوت أحرونوت عنه قوله "نحن غير موجودين في مسار تصادم مع الولايات المتحدة".

وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن المحادثات التي أجراها باراك مع المسؤولين الأميركيين، وبينهم أيضا نائب الرئيس، جو بايدن، ووزير الدفاع، روبرت غيتس، لم تحقق أي تقدم ولم يتم التوصل إلى تسوية بخصوص مطالب الولايات المتحدة بتجميد الاستيطان والاعتراف بحل الدولتين. ونقلت الإذاعة عن مصادر مقربة من باراك قولها إن المحادثات بين إسرائيل والإدارة الأميركية ستتواصل بواسطة المبعوث الأميركي الخاص على الشرق الأوسط، جورج ميتشل، الذي يتوقع أن يصل إلى إسرائيل، يوم الاثنين المقبل، لإجراء محادثات في إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

لكن وزراء من حزب الليكود، الذي يتزعمه نتنياهو، ما زالوا يطلقون تصريحات متعنتة. وقال وزير المواصلات، يسرائيل كاتس، لإذاعة الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم، إنه "لن يكون هناك أي تجميد في أعمال البناء في المستوطنات". كذلك يطالب قادة المستوطنين نتنياهو "بعدم الرضوخ للضغوط الأميركية بخصوص تجميد البناء في المستوطنات".

وقال رئيس حزب شاس ووزير الداخلية الإسرائيلي، إلياهو يشاي، لهآرتس إن حزبه "لن يوافق على تجفيف المستوطنات"، ولوح بإحداث أزمة ائتلافية قائلا "إننا لم نوافق على الانضمام لحكومة برئاسة (رئيسة حزب كديما تسيبي) ليفني، التي رفضت التعهد بالحفاظ على وحدة القدس واستمرار البناء في المستوطنات. ولذلك فإننا نعتزم العمل في الحكومة من أجل إعطاء رد للنمو الطبيعي".

وهاجم يشاي الإدارة الأميركية ووصفها بأنها تتمتع ب"أخلاقيات مزدوجة" وأنه "لا يعقل أن يطالبنا الأميركيون بالاعتراف بوعود سابقة في الوقت الذي يتجاهلون فيه رسالة الرئيس (الأميركي السابق جورج) بوش من العام 2004"، التي تعهد فيها بوش لرئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، أرييل شارون، بأن تعترف الولايات المتحدة بضم الكتل الاستيطانية لإسرائيل، وهو ما اعتبرته إسرائيل بأنه يمثل "ضوءا أخضر" لمواصلة أعمال البناء في المستوطنات وتوسيعها. وادعى يشاي أن "المطلب الأميركي الذي يرفض مواصلة البناء في المستوطنات يعني تنفيذ عملية طرد أخرى من المستوطنات. وخلال عملية الطرد الأولى من غوش قطيف (أي الكتلة الاستيطانية في قطاع غزة التي تم إخلاؤها في العام 2005) كنا في المعارضة. واليوم نحن في الحكومة ولن نسمح بذلك".

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات