أكد مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع الإسرائيلية، اليوم الاثنين – 1.6.2009، على عدم وجود نية لدى إسرائيل، في المرحلة الحالية بإخلاء، ال26 بؤرة استيطانية عشوائية التي تعهدت إسرائيل بإخلائها. ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن المسؤول ذاته قوله، إن إخلاء هذه البؤر الاستيطانية "سيتم فقط في نهاية محادثات مع قادة المستوطنين" وأشار إلى أن "هذه المحادثات لم تبدأ بعد" واضاف أنه "سيتم تطبيق القانون فقط لمنع بناء مباني جديدة" في البؤر الاستيطانية.
واللافت في أقوال المسؤول الأمني أنها تأتي غداة سفر وزير الدفاع الإسرائيلي، ايهود باراك، إلى واشنطن في محاولة لتليين موقف إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الداعي إلى تجميد الاستيطان بشكل مطلق. وتحدثت تقارير صحفية عن أن باراك سيستعرض أمام المسؤولين الأميركيين الذين سيلتقي معهم، وبينهم نائب الرئيس، جو بايدن، ووزير الدفاع، روبرت غيتس، خطة إسرائيلية تقضي بإخلاء البؤر الاستيطانية التي تعهدت إسرائيل بإخلائها. كذلك أكد باراك ورئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، خلال الأسبوعين الماضيين، على نيتهما إخلاء هذه البؤر.
وفي غضون ذلك اعتدى مستوطنون على مواطنين فلسطينيين في منطقة مدينة نابلس، صباح اليوم. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن هذا الاعتداء يأتي على خلفية تخوف المستوطنين من إخلاء بؤر. وألقى عشرات من شبيبة المستوطنين الملثمين الحجارة على السيارات المارة قرب مستوطنتي "كرني شومرون" و"قدوميم"، وأغلقوا شوارع وأشعلوا الإطارات المطاطية، كما حاولوا مهاجمة جنود إسرائيليين حضروا إلى المكان لتفريق المستوطنين. واعتقل الجنود ستة فتيان من شبيبة المستوطنين الذين شاركوا في الاعتداءات وأعمال الشغب. وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأنه خلال الليلة الماضية وصل المئات من المستوطنين ونشطاء اليمين الإسرائيلي المتطرف إلى التلال الواقعة في شمال الضفة الغربية في أعقاب شائعات تحدثت عن أن قوات الأمن الإسرائيلية تعتزم إخلاء بؤر استيطانية.
من جهة أخرى، قال تقرير أعدته حركة "سلام الآن" الإسرائيلية المناهضة للاحتلال والاستيطان إن 44 بالمائة من مساحة الأراضي المقامة فيها بؤر استيطانية عشوائية هي أراض بملكية فلسطينية خاصة، تم سلبها فيما دعا رئيس كتلة "الوحدة الوطنية" في الكنيست، عضو الكنيست يعقوب كاتس، الجنود الإسرائيليين إلى رفض تنفيذ أوامر عسكرية بإخلاء بؤر استيطانية. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أمس الأحد، أن تقريرا أعدته "سلام الآن"، ويستند إلى خرائط أعدتها "الإدارة المدنية" للضفة الغربية التابعة للجيش الإسرائيلي، أظهر أنه من بين المائة بؤرة المنتشرة في أنحاء الضفة الغربية هناك 80 بؤرة تمت إقامتها بصورة جزئية أو كاملة على أراض بملكية فلسطينية خاصة، فيما بقية الأراضي المقامة عليها البؤر تعتبر "أراضي اليهود" أو "أراضي الدولة" أو "أراض مشاع".
وقال مسؤولون في "سلام الآن" إن هذه المعطيات تصبح ذات صلة بالواقع في الوقت الذي تطالب فيه الإدارة الأميركية إسرائيل بإخلاء البؤر الواقعة في أراضي فلسطينية بملكية خاصة قبل أي شيء آخر.
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها أخلت، الليلة قبل الماضية، بؤرة "شيفوت عامي" في منطقة مدينة نابلس حيث تم إخلاء ستة نشطاء من شبيبة المستوطنين وهدم بيتين خشبيين. ويتوقع أن يعيد المستوطنون إقامة البؤرة في الوقت قريب مثلما حدث بعد الإعلان عن إخلاء بؤرتين في منطقة الخليل، الأسبوع الماضي، وبؤرة ثالثة في منطقة رام الله، قبل أسبوعين.
وقال سكرتير عام "سلام الآن"، ياريف أوبنهايمر، أنه "على مدار سنوات طويلة يحاولون إخفاء هذه المعطيات عن الجمهور. وقد أعلن وزير الدفاع منذ فترة وجيزة أن كل ما هو موجود (من بؤر استيطانية) على أرض فلسطينية يجب أن تتم إزالته وبموجب هذا التصريح فإن لديه عمل كثير".
ودعا عضو الكنيست اليميني المتطرف كاتس، خلال مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي، أمس، الجنود الإسرائيليين إلى رفض أوامر عسكرية بإخلاء أية بؤرة استيطانية ووصف عملية الإخلاء بأنها "اقتلاع". وقال كاتس إن "على الجندي أن يتوجه إلى قائده والقول له إنه لا يستطيع اقتلاع أشقائه اليهود وأن يرجو تكليفه بمهمات قتالية ضد العدو".