"المشهد الإسرائيلي" - خاص
حذر مبعوث الرباعية الدولية إلى الشرق الأوسط، توني بلير، ورئيس البنك الدولي، روبرت زوليك، ومدير عام صندوق النقد الدولي، دومينيك شطراوس كوهين، برسالة بعثوها إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية، ايهود أولمرت، من تأثير توقف البنوك الإسرائيلية عن تحويل أموال إلى البنوك في قطاع غزة. وذكرت صحيفة هآرتس، اليوم الاثنين – 15.12.2008، إن الرسالة، التي حصلت الصحيفة على نسخة منها، حذرت من انهيار الجهاز المصرفي الفلسطيني وطالبت أولمرت بمواصلة تحويل أموال إلى البنوك في القطاع.
وجاء في الرسالة "أننا ندرك ونحترم القلق الأمني الشرعي لدى إسرائيل، لكن التحليل المشترك الذي أجرته مؤسساتنا تشير إلى أنه بدلا من التعامل مع هذا القلق الأمني فإن هذه الخطوات (عدم تحويل أموال إلى غزة وقطع العلاقات بين البنوك الإسرائيلية والبنوك في غزة) يقوض بقاء القطاع المصرفي الفلسطيني برمته ويقلص إلى حد كبير التجارة الفلسطينية الإسرائيلية ويحرف موارد من الجهاز المصرفي إلى قنوات غير رسمية وغير مراقبة". وأضاف المسؤولون الدوليون الثلاثة أن الأمر أخطر من ذلك وأشاروا إلى أن "النتيجة الحتمية لفرض قيود نقدية على المدنيين في قطاع غزة يشكل مسا خطيرا بقدرتهم على التزود باحتياجاتهم الأساسية".
وشددوا على أن عدم تحويل أموال إلى البنوك في غزة سيقوي السوق السوداء التي تعمل في القطاع. كذلك حذروا من أن قرار البنوك الإسرائيلية وقف علاقاتها مع البنوك في غزة بحلول نهاية الشهر الجاري "سيمنع التجار الإسرائيليين والفلسطينيين من استخدام بنوكهم لإبرام صفقات تجارية بعملة الشيكل، وسيضطرهم إلى الانتقال إلى صفقات نقدية أو التوجه إلى قنوات مالية أخرى وغير مباشرة".
وشددت الرسالة على أن "خطوة كهذه ستمس بنجاعة المؤسسات المصرفية الفلسطينية التي استثمرت كثيرا في جهاز مالي مراقب بصورة جيدة وفرضت قوانين صارمة ضد تبييض الأموال وتمويل الإرهاب". وأشاروا إلى أن الخطوة الإسرائيلية بوقف التعامل مع البنوك في القطاع "ستمنع عددا من الاستثمارات الإقليمية والدولية في قطاع البنوك الفلسطينية".
