"المشهد الإسرائيلي"- خاص
ذكرت تقارير صحافية إسرائيلية اليوم الخميس- 20/3/2008- أن الجيش الإسرائيلي أنهى أمس الاربعاء مناورتين عسكريتين تناولت إحداها "سيناريوهات متطرفة" وجرت بالمشاركة مع الجيش الأميركي فيما جرى في المناورة الثانية التدرب على احتلال قطاع غزة.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت اليوم إن الجيش الإسرائيلي أنهى أمس مناورة عسكرية واسعة النطاق تدربت القوات الإسرائيلية خلالها على احتلال القطاع، وتم تسمية هذه المناورة "رفّاص متأهب" وهي واحدة من أكبر المناورات من نوعها التي جرت في السنوات الأخيرة. وجرت هذه المناورة على شكل تدريبات لقيادات، غايتها شن عملية عسكرية برية واسعة متخيلة في القطاع. وشارك فيه ضباط كبار من جميع الوحدات القتالية في القوات النظامية وقوات الاحتياط الذين سيتم تكليفهم بشن عملية كهذه في حال تقرر تنفيذها.
وتهدد إسرائيل، على لسان قادتها السياسيين والعسكريين، بإعادة احتلال قطاع غزة بدعوى وقف إطلاق مسلحين فلسطينيين قذائف صاروخية باتجاه جنوب إسرائيل، علما أن إطلاق هذه الصواريخ قد تقلص بصورة كبيرة في الأسابيع الماضية.
وبدأت هذه المناورات يوم الأحد الماضي في قاعدة التدريبات البرية "تسيئيليم" في جنوب إسرائيل، وشكلت الجزء الأخير من سلسلة تدريبات طويلة شاركت فيها قوات مشتركة من أذرع البرية والمدرعات والهندسة، خلال العام الأخير.
ونقلت يديعوت أحرونوت عن مصادر عسكرية قولها إنه خلال المناورة الأخيرة "جرى التعبير عن التخوف في قيادة الجيش الإسرائيلي من أن تفقد عملية عسكرية واسعة في غزة الشرعية الدولية ويتم وقف العملية بسبب ضغط دولي على إسرائيل". وأضافت المصادر ذاتها أنه على ضوء هذا "التخوف" تم وضع هدف أمام قيادة الجبهة الجنوبية يقضي بتحقيق إنجازات سريعة، وفي موازاة ذلك العمل على منع حدوث أزمة إنسانية في القطاع، ولذلك فإنه تم خلال "العمليات القتالية" في المناورات إدخال عشرات الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية للقطاع خلال المعارك الضارية أيضا.
وألمح تقرير يديعوت أحرونوت إلى أنه سيتم شن عملية عسكرية واسعة في القطاع في أعقاب إطلاق قذائف صاروخية وقذائف هاون بصورة كثيفة من القطاع باتجاه البلدات الإسرائيلية المحاذية للشريط الحدودي مع القطاع وباتجاه مدينة سديروت، وأيضا عقب إطلاق صواريخ غراد باتجاه مدينة عسقلان تسفر عن إصابة عدد كبير من الإسرائيليين، وعندها ستأمر الحكومة الإسرائيلية الجيش بشن عملية بهدف تقليص حجم إطلاق الصواريخ.
ويشار إلى أن معظم المعلومات حول مناورات "رفاص متأهب" سرية، ورغم ذلك فإن القوات تدربت خلالها على عمليتين هجوميتين وقعت خلالهما عشرات الاشتباكات المسلحة وأطلق فيها المسلحون الفلسطينيون قذائف مضادة للمدرعات وفجروا سيارات مفخخة وعبوات ناسفة. كذلك تبين من المناورات أن القوات الإسرائيلية ستتكبد خسائر كبيرة بالأرواح بينها عشرات كثيرة من القتلى وذلك وفقا لتقديرات مسبقة وضعها المشرفون على المناورات وليس بالاستناد إلى تحقيق واقعي للعمليات العسكرية. وقد تم إطلاق أسماء وهمية على "الجنود القتلى" لإضفاء شعور بالمصداقية.
وبحسب مجريات المناورات فإن إطلاق القذائف الصاروخية باتجاه إسرائيل تواصل خلال "المعارك" في القطاع لكن حجمها تقلص كلما تقدم القتال. واستخلص الجيش الإسرائيلي خلال المناورات عبرا من حرب لبنان الثانية وتم التشديد على موضوع ضمان سرية المعلومات وجرت مطالبة الضباط الذين شاركوا في التدريبات بتسليم هواتفهم الخليوية والحفاظ على السرية.
وأشرف على هذه المناورات قائد الجبهة الجنوبية اللواء يوءاف غالانت وقائد فرقة غزة العسكرية العميد موشيه تامير، كما زار وزير الدفاع ايهود باراك ورئيس هيئة أركان الجيش غابي أشكنازي القاعدة العسكرية التي تجري فيها المناورات يوم الثلاثاء الماضي. كما شاهد هذه المناورات جميع أعضاء هيئة الأركان العامة من ذوي العلاقة وبينهم رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية اللواء عاموس يدلين ورئيس شعبة العمليات اللواء طال روسو. وأوضحت مصادر في الجيش الإسرائيلي أن هذه المناورات كانت مقررة مسبقا ولا علاقة لها بالتهدئة الحاصلة في القطاع حاليا ولا ترمز أيضا إلى عزم الجيش شن عملية واسعة.
من جهة أخرى أفادت صحيفة هآرتس اليوم بأن الجيش الإسرائيلي أنهى أمس أيضا مناورات مشتركة "لسيناريوهات متطرفة" مع قيادة جبهة أوروبا في الجيش الأميركي جرت في تل أبيب وغايتها توثيق التعاون بين الجيشين في حالة الطوارئ وأطلق عليها اسم "جونيفر فالكون".
واستمرت هذه المناورات، وهي عبارة عن تدريبات مقرات قيادة وحدات عسكرية، أربعة أيام وذلك في القاعدة العسكرية "أفيف" في تل أبيب. وترأس الطاقم الإسرائيلي رئيس دائرة التخطيط الاستراتيجي والعلاقات الخارجية في شعبة التخطيط العميد يوسي هايمان، فيما ترأس الطاقم الأميركي ضابط العمليات في قيادة جبهة أوروبا الجنرال مارك بريلكيس. وجرت مناورات "جونيفر فالكون" في إطار اتفاقية التعاون الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وإسرائيل التي تم التوقيع عليها منذ سنة 1984.
وذكرت هآرتس أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تم شملها في جبهة أوروبا فيما تم نقل سورية ولبنان إلى جبهة الوسط إلى جانب مصر والأردن والعراق وإيران والسعودية.
وأفاد الجانبان في نهاية المناورات أنه تم تناول سيناريوهات متطرفة خلالها، دفعت الجيشين للتعاون فيما بينهما. إلا أن الجانبين الإسرائيلي والأميركي امتنعا عن ذكر دول عربية أو تنظيمات هي هدف المناورة رغم أنها تناولت أحداثا في الحاضر وأخرى حدثت في السنوات الأخيرة أو كتلك التي قد تحدث في المستقبل القريب.
وشارك في الطاقم الإسرائيلي ممثلون عن شُعب التخطيط والعمليات والاستخبارات واللوجيستية وضباط من سلاحي البحرية والجو كما شارك فيه رئيس "طاقم مكافحة الإرهاب" العميد نيتسان نوريئِيل الذي تولى خلال خدمته العسكرية رئاسة العلاقات الخارجية في الجيش الإسرائيلي.