أولمرت طرح فكرة هذا المؤتمر الدولي خلال لقائه مع ميركل يوم الاثنين الماضي بهدف تجنيد الرأي العام الدولي لممارسة ضغوط على إيران * إسرائيل ترفض مبادرة روسية لعقد مؤتمر سلام دولي في موسكو * أزمة دبلوماسية بين إسرائيل وسويسرا بعد صفقة غاز لهذه الأخيرة مع إيران
"المشهد الإسرائيلي"- خاص
اتفق رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت والمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، التي زارت إسرائيل هذا الأسبوع، على عقد مؤتمر دولي حول إيران في ألمانيا. وقالت صحيفة هآرتس، اليوم الجمعة- 21/3/2008، إن أولمرت طرح موضوع عقد المؤتمر الدولي حول إيران خلال لقائه مع ميركل يوم الاثنين الماضي.
ويهدف المؤتمر إلى وقف البرنامج النووي الإيراني من خلال تجنيد الرأي العام الدولي لممارسة ضغوط على إيران في هذا الاتجاه، وستعمل إسرائيل وألمانيا على إقناع دول أخرى للانضمام إليهما وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين ودول أوروبية أخرى. وتأمل إسرائيل بانضمام دول عربية لهذه المبادرة، مثل السعودية والإمارات العربية المتحدة والأردن ومصر.
وقال أولمرت، لدى عرضه الاقتراح على ميركل، إن مؤتمرا دوليا واسعا سيكون رافعة لممارسة ضغوط سياسية على إيران لوقف مشروعها النووي. ونقلت هآرتس عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن مؤتمرا كهذا يمكنه أن يتناول اقتراحات عملية لمواجهة البرنامج النووي الإيراني وستصدر عنه "رسالة مهمة". ويسود الاعتقاد في إسرائيل أنه حتى لو لم يتم صدور قرارات عملية عن المؤتمر فإن مثل هذا الحدث سيبرز الفجوة بين "المعسكر المتطرف" و"المعسكر المعتدل" في الشرق الأوسط خصوصا وفي العالم عموما، وهذا الأمر بحد ذاته سيزيد الضغوط على إيران.
وفي سياق متصل، نقلت هآرتس عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن إيران مررت لسورية أكثر من مليار دولار لشراء أسلحة "الأمر الذي يعكس وجود نهج لدى دمشق يتجه نحو زيادة القوة العسكرية في العام الأخير وتوثيق العلاقات بين الدولتين". وبحسب إسرائيل فإن سورية ستشتري بواسطة الأموال الإيرانية صواريخ وقذائف صاروخية أرض- أرض، ومنظومة دفاعات جوية بينها قذائف مضادة للطيران، وقذائف مضادة للمدرعات.
وأضاف المصدر الإسرائيلي أن سورية زادت بشكل ملموس مقتنياتها العسكرية خلال العام الأخير وأنها تفضل إعطاء أولوية للصواريخ على الدبابات، باعتبار أن ضرب الجبهة الداخلية بواسطتها، في حالة نشوب حرب، سيؤدي لنشوء قوة ردع من جهة، وستحسم الحرب من الجهة الأخرى. وقال المصدر الإسرائيلي إنه يظهر واضحا أن "إيران ترصد جهودا بالغة في تحسين الجهاز العسكري السوري"، واعتبر أن "العلاقة الوثيقة بين إيران وسورية يفسر سبب الصعوبة التي تواجهها دمشق في فك حلفها الاستراتيجي مع إيران".
إسرائيل ترفض عقد مؤتمر سلام في موسكو
في غضون ذلك رفض أولمرت، خلال لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي وصل إسرائيل أمس قادما من دمشق، اقتراحا روسيا بعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط في موسكو. وفيما أكد لافروف أن المؤتمر في موسكو سيكون "استمرارا مباشرا" لمؤتمر أنابوليس، الذي عقد في الولايات المتحدة في شهر تشرين الثاني الماضي، بررت إسرائيل رفضها المؤتمر بأن روسيا ستركز خلاله على استئناف مسار مفاوضات السلام الإسرائيلي السوري المتوقف منذ بداية سنة 2000. رغم ذلك قال أولمرت إنه مستعد للبحث في طرق للتقدم في المسار السوري.
وقال أولمرت للافروف إن إسرائيل قلقة من استمرار تمرير أسلحة من إيران إلى حزب الله في لبنان عبر سورية وإن "إسرائيل تتابع بقلق استمرار تمرير الأسلحة من سورية إلى حزب الله".
وتطرق اجتماع أولمرت ولافروف إلى العملية السياسية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وقال أولمرت إنه يعتزم لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس قريبا. ولم يستأنف أولمرت وعباس لقاءاتهما كل أسبوعين في أعقاب العملية العسكرية الإسرائيلية "شتاء حار" في قطاع غزة، قبل أكثر من أسبوعين، والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 130 فلسطينيا وجرح مئات الفلسطينيين.
وفيما خفت حدة القتال بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة في الأسبوعين الماضيين وانخفض بصورة كبيرة عدد الصواريخ التي يتم إطلاقها من القطاع باتجاه جنوب إسرائيل، إلا أن أولمرت اعتبر خلال لقائه الوزير الروسي أنه "لا يمكن أن يستمر الوضع في غزة. وإسرائيل لن تتحمل استمرار إطلاق الصواريخ على سكانها".
وقبل اجتماعه مع أولمرت اجتمع لافروف مع رئيس الدولة الإسرائيلية، شمعون بيريس. وقال الأخير إن "إسرائيل لا تثق بتصريحات سورية حول استئناف عملية سلام مع إسرائيل". وأضاف بيريس أن "تمرير أسلحة بكميات كبيرة من سورية مباشرة إلى حزب الله في لبنان مستمر وبكميات كبيرة". ورد لافروف على اقوال بيريس بالقول إنه "لا تتوفر أية معلومات لدى روسيا حول تهريب أسلحة من سورية إلى حزب الله ويسرنا أن نحصل على معلومات حول ذلك من إسرائيل وسنعرف كيف نعالج الأمر".
أزمة دبلوماسية بين إسرائيل وسويسرا
أثارت إسرائيل أزمة دبلوماسية مع سويسرا واستدعت وزارة خارجيتها السفير السويسري في تل أبيب، فولتر هابنر، واحتجت أمامه على صفقة الغاز التي أبرمتها بلاده مع إيران بحجم عشرين مليار دولار. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أمس الخميس، أن مسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية استدعوا هابنر "لمحادثة توبيخ" بسبب الصفقة.
وعبر المسؤولون في الخارجية الإسرائيلية أمام السفير السويسري عن غضبهم الشديد أيضا حيال زيارة وزيرة الخارجية السويسرية لطهران مطلع الأسبوع الحالي. وتم استدعاء هابنر، الذي بدأ مزاولة مهامه في تل أبيب أول من أمس الأربعاء، لـ"محادثة توبيخ" في وزارة الخارجية قبل أن يقدم أوراق اعتماده إلى الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس. ويخشى المسؤولون في إسرائيل من أن يؤدي "الشرخ الجديد" الذي أحدثته الصفقة السويسرية الإيرانية إلى إنقاذ الاقتصاد الإيراني ويمنحها موطئ قدم في الدول الأوروبية.