"المشهد الإسرائيلي"- خاص
توصل ممثلون عن مصر وإسرائيل إلى اتفاق مبدئي يقضي بأن تزود مصر قطاع غزة بالكهرباء بكميات تمكن إسرائيل من التوقف عن تزويد القطاع بالكهرباء في غضون العامين المقبلين. وأفادت صحيفة هآرتس اليوم الخميس- 20/3/2008- بأن الاتفاق المبدئي ينص على أن تمد مصر خط كهرباء جديدا يوصل الكهرباء من مدينة العريش في سيناء إلى القطاع بكلفة تصل إلى 32 مليون دولار.
ويتوقع أن يزود خط الكهرباء المصري القطاع ب150 ميغاواط، علما أن مصر تزود القطاع اليوم بحوالي 17 ميغاواط وإسرائيل تزوده بحوالي 124 ميغاواط من خلال عشرة خطوط كهرباء وذلك إضافة إلى كميات كهرباء يتم إنتاجها في القطاع.
وكانت إسرائيل قد قلصت كميات الكهرباء التي تمد القطاع بها بعد قرار اتخذه وزير الدفاع ايهود باراك خلال فترة التصعيد الأمني في الاشهر الماضية بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في القطاع الخاضع لسيطرة حركة حماس وفي محاولة إسرائيلية للضغط على حماس لتوقف إطلاق القذائف الصاروخية باتجاه جنوب إسرائيل. لكن تقليص كميات الكهرباء أدى من الجهة الأخرى إلى تزايد القلق الدولي من حدوث أزمة إنسانية في القطاع واعتبر قطع التيار الكهرباء تارة وتقليص كميات الكهرباء تارة أخرى، أنه يشكل عقوبة جماعية بحق المدنيين الفلسطينيين يحظره القانون الدولي بالمطلق.
ونقلت هآرتس عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن الاتفاق لا يشمل تطرقا واضحا لوقف إمداد إسرائيل القطاع بالكهرباء، لكن بعد تشغيل الخط المصري لن تكون هناك جدوى من مواصلة إسرائيل إمداد الكهرباء. وأضافت المصادر ذاتها أنه على الرغم من أن الاتفاق الجديد "سيفقدنا القدرة على التحكم بالتيار الكهربائي في القطاع لكن يكمن في ذلك حسنة كبيرة".
وجرت المفاوضات مع مصر حول موضوع الكهرباء منذ وقت طويل ومن خلال وزارة البنية التحتية الإسرائيلية وبالتنسيق مع وزارة الدفاع وخصوصا مع باراك الذي يرى في الاتفاق "مرحلة متقدمة في استكمال عملية الانفصال عن قطاع غزة".
مصر تبني جدارا بينها وبين القطاع
من جهة أخرى كشفت القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي في تقرير ميداني مصور بثته مساء أمس عن أعمال تنفذها مصر عند محور فيلادلفي لبناء جدار على طول حدودها مع القطاع بعد هدم الجدار الذي كانت إسرائيل قد بنته في المكان.
وقال تقرير القناة العاشرة إن عناصر من حركة حماس تراقب أعمال بناء الجدار الجديد، ورغم أنهم لا يشاركون في هذه الأعمال لكنهم يعرفون عن قرب مبنى هذا الجدار. وبحسب القناة العاشرة فإن هذا الخط الحدودي مكون من جدارين ويهدف شكل البناء إلى عدم تمكين أية جهة من هدمه بواسطة تفجيره مثلما حدث للجدار الفولاذي الذي بنته إسرائيل.
وفيما تساءل التقرير الإسرائيلي حول ما إذا كان الجدار الجديد سيضع حدا لظاهرة الأنفاق التي من خلالها يتم تهريب أسلحة للقطاع قال مصدر من حركة حماس يتواجد عند محور فيلادلفي إن حماس نفسها تحارب الأنفاق وقامت بإغلاق قسم منها.
وخلال ذلك قالت هآرتس إن إسرائيل مستمرة في التنسيق مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشأن عبور الأفراد والبضائع إلى القطاع، وإن موظفين من وزارة الشؤون المدنية الفلسطينية برئاسة القيادي في حركة فتح حسين الشيخ هم الذين يشغلون الجانب الفلسطيني من معبر ايرز (بيت حانون) في شمال القطاع لتمكين مغادرة مرضى وصحافيين وحاملي تصاريح خاصة من مغادرة القطاع. وتابعت هآرتس أن حماس وافقت على هذا النشاط ونشرت عناصرها على بعد بضع مئات من الأمتار من المعبر.
كذلك تشغل جهات خاصة وأخرى من جانب السلطة الفلسطينية الجانب الفلسطيني من معبري كيرم شالوم (كرم أبو سالم) في جنوب القطاع و"صوفا" لإدخال بضائع للقطاع، لكن إسرائيل ما زالت تمارس حصارها على القطاع حيث تسمح الآن بدخول 100 شاحنة للقطاع يوميا فيما كان يدخل القطاع قبل اندلاع الانتفاضة الثانية 1000 شاحنة يوميا.