تناول أعضاء لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، في جلسة اللجنة يوم 12/2/2007، العلاقات المتوترة بين رئيس الحكومة، إيهود أولمرت ووزير الدفاع، عمير بيرتس، معربين عن مخاوفهم من أن تمس القطيعة بين قطبي الحكومة بأمن إسرائيل، إلا أن أولمرت رد مطمئنا إلى أن التوتر في العلاقات لا يؤثر قط في تصريف أمور الدولة وأنه لا يوجد أي قانون في إسرائيل يلزم بـ"علاقات حميمة" بين رئيس الحكومة ووزير دفاعه.
وكان موضوع هذه العلاقات قد احتل العنوان الرئيس في صحيفة "معاريف"، عشية جلسة لجنة الخارجية والأمن. وقالت الصحيفة إن رئيس حكومة إسرائيل ووزير دفاعها لا يسافران في طائرة أو حتى في هليكوبتر واحدة. كما أن التنسيق بينهما معدوم. وأضافت أنّ مستوى الكراهية بين إيهود أولمرت وعمير بيرتس "حطم منذ مدة كل الأرقام القياسية التاريخية التي عرفناها".
ورأى المراسل السياسي للصحيفة، بن كسبيت، أن المسؤولية عن هذا الوضع ملقاة على عاتق رئيس الحكومة. وخاطب أولمرت بقوله: "سيدي رئيس الحكومة إما أن تقيل وزير الدفاع وإما أن تعمل معه. أما الخيار الذي لجأت إليه، وهو التغاضي عن وزير الدفاع وعن جهاز الأمن، فهو خيار غير مقبول. إنه يهدد أمن الدولة، ويقوّض قدرتك على إدارة شؤون الدولة، ويحطم ما بقي من الاحترام الذي يكنه مواطنو الدولة لك ويطرح أسئلة حول جدارتك بإشغال المنصب الرفيع الذي وصلت إليه".
وأضاف أنّ بيرتس أيضًا غير معفي من المسؤولية، "فلا يجوز أن تصبح أجندته، منذ أن اتضح أن هناك 15 ألف منتسب عربي إلى حزب "العمل"، أجندة أحادية الجانب. فجأة هناك وزير عربي وفجأة يطالب بيرتس بإخلاء بؤر استيطانية وفجأة يخرج علانية ضد تنفيذ حفريات في الحرم القدسي"، على حدّ قوله.
وكان كسبيت قد نقل عن مصادر رفيعة المستوى في محيط رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، وفي المؤسسة السياسية اتهامها لوزير الدفاع، عمير بيرتس، بـ"أقصى درجات انعدام المسؤولية الأمنية"، وادعائها أن سلوك بيرتس "المتسيّب" شجّع انفجار أعمال الشغب في الحرم القدسي في نهاية الأسبوع الماضي. وبرأي هذه المصادر كان في وسع بيرتس أن يعبّر عن رأيه في الأعمال الجارية في الحرم، ضمن حلقات مغلقة ولدى المستويات المهنية، لكنه اختار بدل ذلك أن يوجّه رسالة إلى رئيس الحكومة سرّب بعضًا منها إلى وسائل الإعلام. وقال عدد من هؤلاء إن بيرتس "استباح أمن الدولة من أجل عدة أصوات عربية في الانتخابات الداخلية (برايمريز)". وبحسب تقدير هؤلاء فإن تصريحات بيرتس الداعية إلى وقف الحفريات في الحرم حرّكت الهواء في أشرعة قادة الحركة الإسلامية في إسرائيل الذين أثاروا الشغب.
لكنه أوضح أنه في محيط عمير بيرتس رفضوا بشدة الاتهامات الصادرة من طرف مقربي أولمرت. وقال بعض هؤلاء إن "العملية في الحرم القدسي لا حاجة لها وتمت في توقيت حسّاس للغاية". وادعى هؤلاء كذلك أن الأميركيين أيضًا احتجوا على توقيت العملية الإسرائيلية