فتح تقرير صحفي إسرائيلي نشرته صحيفة "هآرتس" اليوم الجمعة 9/9/2005 من جديد ملف الأسباب الكامنة وراء وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في 11 تشرين الثاني من العام 2004 ليعزز الرواية حول احتمالات وفاة عرفات نتيجة تسميمه.
ويشار الى ان التقرير الصحفي عبارة عن تلخيص لفصل جديد في كتاب "الحرب السابعة" من تأليف الصحفيين عاموس هرئيل وهو المراسل العسكري لصحيفة هآرتس وآفي يساسخاروف مراسل الاذاعة الاسرائيلية العامة للشؤون العربية.
ويأتي النشر عن الفصل الجديد في الكتاب عشية صدور نسخة جديدة ومنقحة منه في نهاية شهر ايلول/سبتمبر الجاري تتضمن فصلا عن الايام الاخيرة لحياة الرئيس الفلسطيني الراحل في مستشفى بيرسي العسكري قرب باريس واسباب وفاته.
والامر الجديد والمثير في الفصل الجديد من الكتاب عن عرفات انه يستند الى نسخة عن التقرير الطبي الذي اعده اطباء عرفات في المستشفى الفرنسي بعد وفاته.
ويذكر ان التقرير الطبي وما جاء فيه لم ينشر على الملأ.
وأكد احد مؤلفي الكتاب آفي يسسخاروف في حديث خاص انه وشريكه في تأليف الكتاب حصلا على نسخة من التقرير الطبي الذي اعده الاطباء الفرنسيون بعد وفاة عرفات.
ورفض يسسخاروف الافصاح عن المصدر الذي سرب له التقرير الطبي الفرنسي قائلا "هذا امر سري للغاية".
واضاف انه بعد الحصول على التقرير الطبي تم عرضه على اطباء اخصائيين في اسرائيل.
وقال يسسخاروف ان "النتيجة التي توصلنا اليها في اعقاب تقييمات الاطباء الاخصائيين هي ان هناك ثلاث امكانيات لوفاة عرفات وهي اولا حدوث تلوث عادي في الدم سببه طعام فاسد والامكانية الثانية هي التسميم والامكانية الثالثة والاقل احتمالا اصابته بالايدز".
وقد اثار النشر في "هآرتس" عن احتمال وفاة عرفات جراء اصابته بمرض الايدز استياء عارما في اوساط الفلسطينيين.
وقال النائب د. عزمي بشارة ان "موضوع الايدز لا يستحق التعليق لانه عبارة عن تكهنات أشك ان لها علاقة بترويج كتاب دعائي بعناوين مثيرة في الصحف كما اعتدنا من دور النشر.
"فعندما تفحص تحت العناوين الكبيرة تجد ان هذه الاثارة ليس لها اي اساس جدي سوى ان هذا احتمالا واحدًا من بين الف احتمال وبالتالي فهو ليس احتمالا حقيقيا".
ورأى بشارة ان الرئيس عرفات قد اغتيل.
وقال ان "موضوع اغتيال عرفات يستند الى العديد من الوقائع، فهناك التكتم والسرية التي تلف وفاته من جهة ووجود دوافع لاغتياله من جهة اخرى ووجود تهديدات اسرائيلية حقيقية ومتوالية ومستمرة في موضوع قتل عرفات.
"بالعكس كانت هناك توقعات اسرائيلية رسمية انه لن يكمل العام 2004 وهو على قيد الحياة.
"كل هذه كانت تؤكد ان هناك من لديه مصلحة وربما من لديه نية وربما هناك من خطط لاغتيال ياسر عرفات وهذا وارد ولا يمكن نفي هذا الاحتمال".
ولفت بشارة الى انه "لم يصدر تقرير طبي واضح يشير الى سبب واضح للموت ينفي حالة الاغتيال بالتسميم".
واستذكر ان "هناك سوابق معروفة في المنطقة منها محاولة اسرائيل اغتيال خالد مشعل القيادي في حركة حماس بواسطة تسميمه ولذلك نحن لم نستثن احتمال تسميم عرفات".
واضاف ان "ما هو جدي ان ياسر عرفات توفي وثانيا ان ياسر عرفات توفي على اثر اعراض شبيهة بالتسمم وثالثا ان امكانية الاغتيال لم يتم نفيها".
من جانبه قال يسسخاروف ان "المشكلة في التقرير الطبي للمستشفى الفرنسي تكمن في انه لا يضع استنتاجات واضحة وكأن احدا ما لا يريد تحديد سبب الوفاة.
"ورغم ان التقرير يشير الى ان سبب الوفاة الفوري هو حدوث نزيف دموي في الدماغ ادى الى تخثر في الدم لكنهم لم يقولوا ما الذي سبب ذلك".
واضاف انه "من جهة اخرى قال الاطباء في التقرير الطبي امرا غريبا للغاية وهو ان هناك مؤشرات لتلوث صعب جدا لكنهم لم يجدوا في المقابل اي نوع من الجراثيم ولذلك فان احتمال التلوث يبقى مفتوحا.
"وهناك تكهنات حول ان المضادات الحيوية ازالت الجراثيم لكنها لم تؤد الى ازالة المرض وهذا الامر يضع علامات سؤال كثيرة".
وتابع يسسخاروف ان "الاحتمال الاخر هو ان يكون عرفات قد تعرض للتسميم وذلك بسبب الاعراض المتعلقة بتدهور حالته الصحية بشكل سريع وحالات الاسهال والتقيوء ومشاكل تخثر الدم وتوقف الكبد عن القيام بوظائفه".
واشار الى ان طبيبا متخصصا اسرائيليا اطلع على التقرير الطبي الذي اعده المستشفى الفرنسي بعد وفاة عرفات "وتحدث عن احتمال وفاة عرفات نتيجة ادخال سم من نوع ريسين الذي استخدم في الماضي كسلاح بيولوجي".
وقال يسسخاروف انه لم يتم الكشف عن هوية هذا الطبيب لكنه طبيب اسرائيلي خبير في مرض الايدز ويعمل في مستشفى اسرائيلي وان المستشفى ارغمه على عدم نشر اسمه في الكتاب.
واضاف ان "هذا الطبيب قال ان احتمال اصابة عرفات بمرض الايدز ضئيل للغاية لان تدهور صحته حدث بسرعة كبيرة للغاية فلو حدث التدهور في صحته خلال شهرين مثلا لكان بالامكان عدم استبعاد ان سبب الوفاة هو الايدز ولكن لان تدهور صحته حدث خلال أسبوعين فانه من غير المعقول ان يكون الايدز هو سبب الوفاة.
"وقال الطبيب ان الاحتمال الاكبر هو ان الوفاة ناجمة عن تسميم. إذ رغم وجود ثلاثة معاهد متخصصة في انواع السموم في فرنسا فان ايا منها لم تكشف وجود سم. من جهة اخرى قال الطبيب ذاته ان هناك انواع سموم غير معروفة للفرنسيين مثل سم ريسين الذي لم يتم فحصه لأنه غير معروف للفرنسيين اصلا ويمكن ادخاله للجسم عن طريق الطعام ويسبب الأعراض ذاتها التي كانت لدى عرفات مثل التسبب في تخثر الدم والمشاكل التي أصابت كبده وغيرها".