المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • ارشيف الاخبار
  • 636

تظاهر عشرات الإسرائيليين، نصفهم أساتذة وطلبة في جامعتي تل أبيب وحيفا والنصف الآخر من حركة "شجاعة الرفض" اليسارية، قبالة كلية "يهودا والسامرة" في مستوطنة "أريئيل"، قرب مدينة نابلس في الضفة الغربية احتجاجاً على قرار الحكومة الإسرائيلية منح الكلية مكانة جامعة "بهدف تقوية الكتل الاستيطانية" كما قال رئيس الحكومة أريئيل شارون.

 

وأشار المشاركون في التظاهرة إلى الإشكال السياسي الكامن في القرار وحقيقة أن "أريئيل" مستوطنة مقامة على أرض محتلة. وقال البروفيسور يعقوب كاتريئل "في منطقة محتلة لا يجوز إقامة موقع غير شرعي وفي داخله كلية غير شرعية تجعل الجامعة العتيدة غير شرعية...لا يجوز تبذير الأموال سدى، مثلما تم تبذير أموال على مستوطنات قطاع غزة". وتوقف المتظاهرون عند الأزمة المالية التي تعيشها الجامعات الإسرائيلية "التي لا تسمح بإقامة جامعات اضافية".

وفي رده على قرار الحكومة بإقامة جامعة في مستوطنة أريئيل، وصف مركز "مساواة" لحقوق المواطنين العرب دوافع القرار بـ"السياسية" وأكد أن القرار لا يلبي احتياجات المواطنين العرب، كما اتهم الحكومة ووزارة المعارف ومجلس التعليم العالي بعرقلة إقامة الكلية العربية التي كان من المفترض افتتاحها منذ خمس سنوات في الناصرة على أن تتطور إلى جامعة.

واستهجن المركز أن تبرر الحكومة عدم إقامة الكلية في الناصرة بحجة النقص في الميزانيات، بينما تستثمر أموالا طائلة لصالح كلية أريئيل وبالتالي لخدمة الاستيطان.

وأشار المركز أيضا إلى تجاهل الحكومة لاحتياجات المواطنين العرب بإقامة كلية تدرس بلغتهم، وذكر بأن هنالك 4000 شاب عربي يتلقون تعليمهم العالي في الأردن، مقابل مبالغ طائلة، لانعدام الأطر الملائمة في البلاد.

 

وكانت الحكومة الإسرائيلية قررت يوم الاثنين إقامة جامعتين إسرائيليتين جديدتين إحداهما في الضفة الغربية والأخرى في منطقة الجليل في شمال إسرائيل.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي أريئيل شارون انه يعتبر تحويل كلية "أريئيل" إلى جامعة عملية مهمة "لتعزيز الكتل الاستيطانية" في الضفة الغربية.

 

ونقل موقع "يديعوت أحرونوت" الألكتروني عن شارون قوله خلال اجتماع الحكومة الإسرائيلية إن تحويل الكلية إلى جامعة "يتطابق مع موقف الحكومة (الإسرائيلية) التي ترى في تعزيز الكتل الاستيطانية إحدى غاياتها".

يشار إلى أن كلية "أريئيل" مقامة في مستوطنة أريئيل القريبة من مدينة نابلس في عمق الضفة الغربية وتعمل هذه الكلية في هذه الأثناء تحت إشراف أكاديمي من جامعة بار ايلان الإسرائيلية.

ويذكر أن نقابة أساتذة الجامعات البريطانيين كانت قد أقرت قبل أسبوعين مقاطعة جامعة بار ايلان بسبب إقامة فرع لها في مستوطنة أريئيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

 

وبحثت الحكومة الإسرائيلية في إقامة جامعتين جديدتين في إسرائيل، وذلك بتحويل كلية أريئيل إلى جامعة وتحويل ست كليات في شمال إسرائيل إلى جامعة في منطقة الجليل.

وتعمل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على مشروع يهدف إلى "تهويد الجليل" من خلال زيادة عدد السكان اليهود في منطقة الجليل في شمال إسرائيل الذي تسكنه أغلبية عربية.

وفي إطار مساعي الحكومات الإسرائيلية وبضمنها الحكومة الحالية لـ"تهويد الجليل" تحاول أيضا إقامة مناطق صناعية بهدف جذب مواطنيها اليهود للسكن في الجليل.

وقال شارون إن "إقامة جامعة في الجليل هو أمر هام جدا ويتطابق مع سياسة الحكومة".

 

الجدير بالذكر أن القرار النهائي بإقامة الجامعتين بحسب القانون الإسرائيلي يجب أن يتخذه مجلس التعليم العالي في إسرائيل.

 

وأفادت الإذاعة الإسرائيلية العامة بأن مسؤولين كبار في مجلس التعليم العالي يعارضون إقامة جامعتين جديدتين مسوغين ذلك بعدم وجود حاجة لجامعات جديدة في إسرائيل والأهم من ذلك عدم توفر إمكانيات لتمويل الجامعتين الجديدتين من ميزانية التعليم العالي.

يذكر أن الجامعات الإسرائيلية القائمة اليوم تعاني من عجز كبير في ميزانياتها يصل إلى مئات ملايين الدولارات ووصل الأمر بجامعة تل أبيب إلى حد إلغاء 10 فروع تعليمية أكاديمية.

غير أن الحكومة الإسرائيلية تعتبر، على ما يبدو، تحويل كلية أريئيل إلى جامعة مهمة ذات "أهمية قومية".

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات