مصطلح له علاقة بسياسة حكومات إسرائيل تجاه حاضر ومستقبل منطقة الجليل شمالى فلسطين التاريخية. فمنذ تولي بن غوريون رئاسة حكومة إسرائيل كانت مسألة التفوق البشري (الديمغرافي) للعرب الفلسطينيين الساكنين في الجليل تقض مضاجع حكام إسرائيل، لهذا رأى بن غوريون ومن خلفه في رئاسة الوزراء ضرورة سعي الحكومات الإسرائيلية من أجل قلب موازين القوى البشرية في الجليل ليصبح اليهود أكثر عدداً من العرب. شملت الخطة مصادرة مساحات شاسعة من أراضي العرب في الجليل بواسطة اللجوء إلى استخدام انواع عديدة من القوانين وأنظمة الطوارىء في سبيل السيطرة على الأراضي وتحويلها إلى سلطة دائرة أراضي إسرائيل، والتي بدورها تمنحها للسلطات المحلية لتقيم عليها المساكن والمناطق الصناعية، بالاضافة إلى أن حكومات إسرائيل المتعاقبة لم تكتف بذلك، بل إنها خصصت ميزانيات هائلة في سبيل تحقيق غاية السيطرة على الأرض. وبسبب إمكانية تأثير مصطلح (تهويد الجليل) سعت الحكومة الإسرائيلية إلى اطلاق اسم آخر أقل تأثيراً على الوسط العربي في إسرائيل، وهو مصطلح (تطوير الجليل) والقصد المعلن عنه أنه جاء لتطوير منطقة الجليل بكاملها بغض النظر عما إذا كان في المنطقة يهود أم لا، ولكن الواقع أشار إلى عكس ذلك عندما افتُضح أمر المصادرات في العام 1976 والتي كانت نتيجتها وقوع يوم الأرض الذي سقط فيه ستة شهداء دفاعاً عن الأرض الفلسطينية، ومواجهة المخططات الصهيونية - الإسرائيلية الهادفة إلى السيطرة على الأراضي وترحيل سكانها. ورغم محاولات الحكومات الإسرائيلية توجيه الميزانيات الهائلة لدعم كافة أشكال الاستيطان الإسرائيلي في الجليل إلا أن عدد العرب ما زال متفوقاً.