أدلى رئيس الوزراء الإسرائيلي أريئيل شارون بمقابلات خاصة للصحف الإسرائيلية الثلاث ظهرت يوم الخميس، 30/6/2005، وذلك غداة أعمال الاحتجاج العنيفة التي شهدتها إسرائيل من طرف نشطاء المستوطنين واليمين المتطرف.
وفي المقابلة الخاصة التي أدلى بها للمعلق السياسي في صحيفة "معاريف"، بن كسبيت، قال شارون إنه سيتم قريباً اتخاذ قرار بإغلاق قطاع غزة (وهو ما تم فعلا يوم الخميس).
وأضاف شارون أنه أصدر توجيهات حازمة إلى الجهات المعنية لوقف جميع مظاهر الفلتان وأعمال الشغب التي يقوم بها نشطاء اليمين المتطرف موضحاً أن حكومته "ستتخذ جميع الخطوات المطلوبة لكي تحيا إسرائيل حياة طبيعية". كما أكد شارون أنه أصدر تعليمات لتحديد الأشخاص الذين نفذوا إعتداء دموياً على فتى عربي في منطقة المواصي.
وشدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي، في سياق آخر، على أنه يتوقع من وزراء حكومته كافة، دون استثناء، أن يحذروا من الأخطار الكامنة في فعاليات نشطاء اليمين المتطرف.
وفي مقابلة أخرى أدلى بها للمعلق السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، شمعون شيفر، قال شارون إن ما هو حاصل هو "معركة على صورة الدولة" مؤكداً أن الوضع غير ميئوس منه و"أننا سننتصر". كذلك شدّد شارون في هذه المقابلة على أهمية أن يتحرك جميع وزراء حكومته ضد ما يجري منتقداً صمت غالبيتهم. وأضاف أن الإنفصال يُشكل "إجراء جيداً لإسرائيل وسيجري تنفيذه حسب ما هو مقرّر".
أما في المقابلة التي أدلى بها للمعلق السياسي في "هآرتس"، ألوف بن، فقد ركّز شارون على عدم ممكنية استمرار الوضع الذي لا يعبر فيه جميع وزراء الحكومة عن رأيهم الحاد والحاسم ضد المسّ بأفراد الشرطة والجيش باعتبارهم مندوبي سلطة القانون.
من ناحية أخرى نشرت الصحف الإسرائيلية أنباء عن التقديرات التي قدمتها أجهزة الأمن الإسرائيلية إلى جلسة المجلس الوزاري المقلص للشؤون الأمنية والسياسية بخصوص وضعية رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس (أبو مازن).
ومما جاء في هذه التقديرات، وفقاً لما نشرته صحيفة "هآرتس"، فإن أبو مازن "ليس ضعيفاً كما يدعي، وإنما يحاول إبداء الضعف لكي يمتنع عن العمل ضد المنظمات الإرهابية وكي يضغط على إسرائيل لتعمل من أجل تقويته". كما جاء فيها أن أبو مازن يمتنع عن اتخاذ قرارات حاسمة، ولذا تظهر عليه علامات ضعف مقابل تعزز قوة "حماس".
وأوضحت "هآرتس" أن رئيس جهاز الأمن العام (شاباك)، يوفال ديسكين، عرض في الاجتماع استطلاعاً للرأي أجراه "معهد الشقاقي" في رام الله أظهر أن نسبة المؤيدين لأبو مازن هي 65 بالمئة "وهي نسبة لا يحظى بها كثير من الزعماء في العالم"، كما قال ديسكين. وبحسب ما يقوله فإن ما يسود في المناطق ليس هدوءاً وإنما تهدئة (أي بفعل فاعل) بينما يترقب الفلسطينيون الانسحاب الإسرائيلي من غزة.
أما قائد هيئة أركان الجيش، الجنرال دان حالوتس، فقد أكد أنه "لا ينبغي الوصول إلى وضع نقول فيه إن أبو مازن ضعيف. لا ينبغي قبول ذلك".