أجرى المقابلة: فراس خطيب
كانت المظاهرة المركزية إحياءً ليوم الأرض، التي دعت لها لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في قرية عرابة، ناجحةً في قسطها الأكبر، فعدد المشاركين الذي تعدى الـ 15 الفا، كان دليلاً واضحاً على النجاح من جهة، وعلى حاجة الشارع العربي لمثل هذا النشاط في ظل ما يعانيه من تصعيد في حقه، من جهة أخرى.
نُظّمت، الى جانب المظاهرة المركزية، مظاهرتان، واحدة في النقب (عانت من شح الحضور)، وأخرى في قرية كفر كنا تمتعت بحضور متوسط. لكن نهاية المظاهرات كانت واحدة ومن دون أحداث تجمع الشرطة والمواطنين على حلبة واحدة، نتيجة عدم تواجد الشرطة في أماكن المظاهرات.
بعد إنتهاء نشاط لجنة المتابعة فيما يخص يوم الأرض تلقى سكرتيرها، عبد عنبتاوي، دعوةً شفهيةً للتحقيق معه من قسم شرطة الناصرة، على خلفية برامج لجنة المتابعة التي شهدها الوسط العربي، لكنه رفض هذه الدعوة وطلب دعوةً مكتوبةً، وبعد ساعة ونصف الساعة أرسلت له دعوة رسمية مكتوبة للمثول هناك، لم تتضمن في طياتها نقاطاً واضحة للتحقيق، وكانت عامة في مجملها، وبعد مشاورات قضائية رفضها عنبتاوي مرة أخرى معتبراً إياها وسيلة إستفزازية، من أجل ردع نشاطات لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، وغير قانونية...
في حديث خاص لـ "المشهد الإسرائيلي" قال عبد عنبتاوي عن دعوته للتحقيق: "هذه خطوة إستفزازية ذات أهداف سياسية من الدرجة الاولى. لا ترتكز على حقائق تذكر، هذا ما عودتنا عليه الأجهزة الأمنية الإسرائيليةً. أنا أرفض مثل هذه التصرفات ولن أمثل امام المحققين، فهناك محاولة غير معقولة لجرّ الجماهير العربية وراء إدعاءات لا أصل لها.
(*) "المشهد الإسرائيلي" :هل رفضك قانوني؟
* هذا قانوني جداً، أنا مقتنع جداً بعدم المثول امام الشرطة، ولا يوجد هناك قرار محكمة يجبرني، ولي الحق برفض المثول.
(*) "المشهد الاسرلئيلي":هل دعي قياديون آخرون؟
* سمعت أنه من المفروض ان تستدعي الشرطة عدداً من القياديين العرب، ولكن كما قلت مسبقاً هذا موضوع معروف والهدف منه كسر شوكة القيادة العربية، كي لا تستمر في نشاطها الذي يناقض موقف السلطة.
(*) "المشهد الإسرائيلي": كيف تقيم النشاطات في يوم الأرض؟
* كانت النشاطات ناجحة نسبياً، فنسبة الملتزمين بالإضراب فاقت المعدل الذي تعودنا عليه دائما، وهذا يعود الى حملة التصعيد ضد الجماهير العربية. ولا بد من بعض الثغرات هنا هناك، فالأحزاب عملت على تجنيد الجمهور بشكل متفاوت، هناك تيارات عملت بشكل جدي على الموضوع وكان حضورها كبيرًا، وهناك تيارات فعلّت جماهيرها بقوة أقل، لكن النتيجة مرضية. أنا لا أتهم أحداً بعدم الإلتزام، بل على العكس الجميع إلتزم ولكن بنسب متفاوتة.
(*) "المشهد الإسرائيلي": أين كان ضعف التجنيد واضحاً؟
* كان هناك ركود في نشاط سكان المدن المختلطة، مثل حيفا، يافا، عكا، على الرغم مما يعاني منه المواطنون فيها من تمييز، انا الوم الاحزاب السياسية على عدم تجنيد الجمهور بالشكل الكافي. وأنا لا أقصد كل المدن المختلطة فقد كان نشاط في مدن مختلطة مثل اللد والرملة، والتزم المواطنون هناك بشكل شبه تام، وهذا يعود لحاجة التصدي لمخططات السلطة، ففي هذه المدن التي تعاني من العنصرية هناك حاجة لأن يسمعوا صوتهم.
(*)"المشهد الإسرائيلي": هل توجد نشاطات أخرى قريبة للجنة المتابعة؟
* نحن في نشاط مستمر، لن نتوقف، سنعقد في الاسبوع المقبل إجتماعاً تلخيصياً نتطرق من خلاله الى كل نشاطات يوم الارض، وسنضع برنامجاً مستقبلياً يأتي إستمراراً للنشاط.
(*)"المشهد الإسرائيلي": هل إلتزمت جميع التيارات بشعارات لجنة المتابعة؟
* بعض الفئات خرجت عن السياق هنا وهناك، ولكن هذا العام شهد إلتزاماً أكثر من أعوام مضت. الهتافات أخذت طابع الحال الواحد، فنحن نعاني القضايا نفسها، ولا يخلو الامر من بعض التشويشات نتيجة مواقف سياسية لبعض الاحزاب تختلف مع الموقف الموّحد.
(*)"المشهد الإسرائيلي": أين حسب رأيك لم تكن هناك حركة منظمة؟
* نحن لم نلق ضوءاً كافيا على قرى النقب، على الرغم من المظاهرات التي نظمت هناك إلا أننا كنا بحاجة ماسة الى تجنيد جمهور أكبر. فالتعاون بين الاحزاب لم يكن موفقاً .
(*)"المشهد الإسرائيلي": الشرطة تلتزم للمرة الثانية بعدم الحضور؟
* نعم هذا صحيح، نحن كنا دائما نطلب من الشرطة ألا تتواجد في مكان الحدث لأن وجودها يزيد من التوتر. فهم يستفزون الجماهير بشكل واضح.