كتب وديع عواودة:
رغم التصريحات الصادرة عن حزب العمل حول تعثر المفاوضات مع الليكود للانضمام الى الائتلاف الحكومي غير ان حكومة "الوحدة القومية" بمشاركة حزب "أغودات يسرائيل" الاصولي باتت حقيقة واقعة في واقع الامر ما يعني تغير المشهد السياسي الاسرائيلي في الايام القريبة، شكلا على الاقل. حول دلالات هذه الاصطفافات الجديدة وانعكاساتها على المسيرة السلمية التي تنتظر الاحياء وعلى مستقبل الحلبة السياسية الداخلية في اسرائيل توجهنا بالاسئلة التالية للنائب يوسي سريد من " ياحد- ميرتس".
* كيف تبدو المعارضة في اسرائيل بعد مغادرة حزب شينوي لمقاعد الحكومة وانضمام حزب العمل اليها؟
- شينوي هو حزب يميني قومي متطرف يتظاهر احيانا كانه حزب وسط- يسار حسب الحاجة والفرص المتوفرة. سياسيا شينوي هو أسوأ من عناصر معينة ومعتدلة داخل حزب العمل ولذا فان مغادرته صفوف الائتلاف لا تبشر بالضرورة بتبلور معارضة أكثر ودية تجاه الخط السياسي المعتدل.
* ما هو مدى تأثير حكومة الوحدة القومية على مسيرة السلام؟
- من الصعب ان نعرف كيف سيؤثر ميلاد حكومة تكتل قومي على "مسيرة السلام" واننا نملك ذكريات سيئة من ايام حكومة الوحدة القومية السابقة والتي تفككت قبل نحو السنتين وفيها تعاون حزبا الليكود والعمل وليس على الخير بالذات. لا اعرف، ربما تعلما الدرس.
* وهل سيؤثر انتخاب محمود عباس رئيسا للسلطة الفلسطينية على الحالة الراهنة للصراع؟ كيف؟
- أخشى ان تكون التوقعات من ابو مازن عالية اكثر من المطلوب وبما يتعدى قدراته. وحيال التوتر الداخلي بين "وحدة الصف" في المجتمع الفلسطيني وبين التقارب مع اسرائيل والولايات المتحدة ارجح ان يفضل محمود عباس، كما يبدو حتى الان، "وحدة الصف" ولهذا التفضيل هناك ثمن.
* كان بوسع حزبكم الاسبوع الماضي اسقاط حكومة اريئيل شارون الذي طالما عارضتموه الا انكم فضلتم الامتناع عن المشاركة بالتصويت على اقتراح نزع الثقة عنها، لماذا؟ وهل هذا يعني انكم تؤمنون بخطة فك الارتباط وبقدرتها على شق طريق السلام؟
- لم نشارك في اسقاط حكومة اريئيل شارون كي لا نخدم اهواءه . لقد راقبنا بأسى اصرار الراحل ياسر عرفات على مساعدة شارون في سياسته غير المعقولة ولذا لن نسير في طريقه. وهذا الشيء الاخير الذي ينقصنا الان ..ان لا تنفذ خطة فك الارتباك وعندها يكون بوسع شارون اتهامنا بافشالها. في مثل هذه الحالة سيتم انتخاب اريئيل شارون مجددا والعودة الى الكنيست معززا بخمسين نائبا مؤيدا لا اربعين فيما سيتقلص حجم قوتنا.
* هل تغير اريئيل شارون من الناحية الاستراتيجية ام انه قام بتغيير التكتيك برأيكم؟
- لا اعرف فيما اذا تغير شارون. في الماضي هو اعتقد ان دعم المستوطنات مفيد له لأن المستوطنين وقتذاك كانوا يتمتعون بشعبية واسعة لدى الاسرائيليين. واليوم توصل الى استنتاج، على ما يبدو، بأن المستقبل لا يكمن بالمستوطنين والمستوطنات ورأى أن سحرهم تلاشى بمنظار اغلبية الجمهور الاسرائيلي ولذلك من المجدي ان يبدأ بالاخلاء الآن.
* هل تخشى من انفجار جديد بين الجانبين يشبه ذاك الذي اعقب فشل لقاء كامب ديفيد عام 2000 سيما في ضوء التوقعات الراهنة نتيجة المعطيات المؤثرة الجديدة محليا ودوليا؟
- الصراع الاسرائيلي الفلسطيني عميق وحله غير منسوج وفق مقاسات شخصية لهذا الشخص او ذاك حتى لو كان اسمه ياسر عرفات. المشاكل كانت ولا تزال ثقيلة وشروطه الاساسية لم تتغير . وانا لست شريكا للانفعالات وللشعور بالراحة الان وكأننا نقف على عتبة "مرحلة جديدة". على الجانبين ان يقدما تنازلات حقيقية قاسية ولا ادري ما اذا كانت لديهما القوة والرغبة الكافيين لتقديمها.
* هل تعتقد ان هناك احتمالا بعودة اليسار الى دفة الحكم في اسرائيل في المنظور القريب او البعيد؟
- لا اعتقد ان اليسار سيعود الى دفة الحكم في اسرائيل غدا. ولكن هنالك احتمال بذلك بعد بضع سنوات شرط ان نحسن طرح بديل حي للجمهور. اخشى ان "حكومة الوحدة" بموجب ماهيتها لا تسمح بطرح بديل ومن شأن انضمام حزب العمل لحكومة اريئيل شارون وبنيامين نتنياهو أن يؤجل عودتنا للحكم.
* كيف تقيم امكانيات التعاون السياسي بين اليسار والقوى العربية في اسرائيل بين الموجود والمطلوب وهل اصلا بوسع اؤلئك التأثير على صناعة القرار في دولة تعرف نفسها باليهودية؟
- كان بوسع الاحزاب العربية ان تؤدي وظيفة هامة لولا ان الرأي العام الاسرائيلي لم ير بهم كمن اصطف خلف طرف واحد هو الطرف الفلسطيني. ولا شك ان القليل من التوازن في سياستها كان من شأنه تقويتها وتعزيز مساهمتها في الحوار.
* كيف ترى تصاعد جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين الذي يثير مؤخرا نقاشا في الرأي العام الاسرائيلي حول ما تسمونه ب "طهارة السلاح"؟
- منذ سنوات طويلة وانا ازعم أن واقع الاحتلال هو واقع مفسد يدفع حتى بأشخاص طيبين إلى التصرف كسيئين. الحديث لا يجري عن "شواذ" أو "أعشاب ضارة" إنما عن واقع سيشهد المزيد من التدهور فيما إذا استمر الاحتلال بسرعة. والارهاب لا يبرر الاحتلال مثلما ان العكس صحيح وهما امران باطلان ولذا على الاسرائيليين والفلسطينيين النضال سوية من اجل وضع حد لكليهما.