المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

الاتصالات بشأن الطيار المفقود لم تتوقف ولكن "ليست هناك أي معلومات جديدة"

أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية، أريئيل شارون، في مستهل جلسة الحكومة يوم الأحد، أن الاتصالات بشأن الطيار الإسرائيلي المفقود رون أراد لم تتوقف ولكن "ليست هناك أي معلومات جديدة". وأعلنت تامي أراد، زوجة الطيار، أنها وعائلتها سلمتا بالواقع ونقلتا راية النضال من أجل أراد إلى رفاقه في دورة الطيران. واتهم هؤلاء بدورهم في تظاهرة نظموها، الحكومة بعدم فعل ما يكفي لإعادة أراد إلى بيته.
وقال شارون في اجتماع الحكومة إن "النشاطات بشأن رون أراد تستمر من وراء الكواليس من دون توقف. ولكن للأسف ليست هناك إشارات جديدة". وأضاف أن الوسطاء الألمان يعملون طوال الوقت ولكن ذلك لم يقد إلى أي معلومات حول رون أراد. وخلص إلى أن المساعي هذه ستتواصل ولن تتوقف. وقال شارون، في رده على سؤال للوزير مودي زندبرغ من "شينوي"، إن الوسيط الألماني ارنست أورلاو يواصل عمله في هذا الملف، كما يتواصل النشاط الإسرائيلي للحصول على معلومات حول مصير أراد.


غير أن القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي أشارت إلى تسليم عائلة رون أراد بالواقع والكف عن النضال من أجل استعادته. وقالت زوجة الطيار، تامي، "إننا كعائلة نرفع أيادينا تسليما. فحقيقة أنهم نسوا رون والنضال المتواصل أنهكنا. ولقد نقلنا راية النضال من أجله لرفاقه في دورة الطيران".
وقد تجمع أمام مقر رئاسة الحكومة في القدس العشرات من الطيارين في تظاهرة تطالب ببذل جهد أكبر لاسترداد أراد. وقال بعضهم إنه "محظور على إسرائيل التراخي في المساعي لإعادة رون أراد. ونحن لن نسمح بحدوث ذلك". وأشار الطيارون إلى أملهم بأن يكون هذا العام عام تسلم رون أراد. وقد جرت التظاهرة ضمن مسعى لتذكير الوزراء بتعهد الحكومة الإسرائيلية منذ 18 سنة بإعادته.

وقال رونين ميراب، من منظمي التظاهرة إن "الحكومة تعهدت بإتمام أمر أراد. ووزير الدفاع قال قبل شهور إننا لم نكن أبدا أقرب من حل اللغز. وعندما جرت صفقة التبادل أعلن وزير الدفاع أن المرحلة الثانية ستنفذ خلال ثلاثة شهور. وقد مرت تسعة شهور ولم يتغير شيء".
وقال ميراب إن جميع حكومات إسرائيل تعتبر شريكة في الفشل بشأن أراد. وإن الأحاديث عن الثمن الواجب دفعه سابقة لأوانها. "إننا نضع العربة أمام الحصان. فالمهم ليس الثمن الآن وإنما الجوهر نفسه. والجوهر هو أن على الحكومة بذل كل جهد مستطاع من أجل الحصول على معلومات حول مصير رون أراد".
ونقل موقع "يديعوت احرونوت" الإلكتروني عن رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، يوفال شتاينيتس، قوله إن "إعادة عشرات الإرهابيين مقابل جثة رون أراد هو أمر مرفوض تماما ويلامس مرض الانجذاب للجثث (نيكرفيليا)". وأشار شتاينيتس إلى وصية والدة أراد، "التي طلبت عدم دفع أي ثمن كان مقابل إعادة رفات ابنها". وأضاف انه "يحظر على إسرائيل المتاجرة بجثث جنودها. ومن الأفضل لنا أن نتبنى وصية والدة رون أراد الشجاعة ونضع أخيرا خطا احمر، نعلن بموجبه عدم استعدادنا لإطلاق سراح عشرات الإرهابيين مقابل جثث أو أشلاء جثث".

وكانت صحيفة "هآرتس" ذكرت أن شارون حدد قبل عشرة أيام موعدا لاجتماع مع وزير الدفاع شاؤول موفاز لمناقشة قضية تبادل الأسرى. وقالت انه تم إلغاء الاجتماع في اللحظة الأخيرة من دون توضيح السبب. ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسة وأمنية إسرائيلية قولها إن المواد التي اعدت لذلك الاجتماع لم تشمل أي معلومات جديدة حول أراد.
ورغم ذلك أشارت القناة الثانية الإسرائيلية إلى أن مرجع التفاؤل الذي أبدته مؤخرا قيادات إسرائيلية حول قرب معرفة مصير أراد، ينحصر في الجهد الحقيقي والصادق الذي يبديه أورلاو وطاقمه في الشرق الأوسط. ولكن كل هذا الجهد لم يقد حتى الآن إلى التوصل إلى معلومات مؤكدة وموثوقة عن مصير أراد.
من جانبه، أشار المعلق الأمني لصحيفة "هآرتس"، يوسي ميلمان، إلى الأنباء التي تنشرها بين الحين والآخر صحف عربية والتي لم تجد أبدا من يؤكدها. وكتب أن "هذه الأنباء تنسب المعلومات في الغالب إلى مصادر مجهولة مقربة من حزب الله. ولكن أمر معالجة ملف أراد سري جدا ويخضع تماما لإمرة الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله. ومن الجائز أن هناك أيضا حفنة قليلة من مساعديه الأشد إخلاصا مطلعة على سر ما يجري. لذلك من الممكن والحري بنا أن نتشكك ليس فقط في صدق المعلومات وإنما كذلك بمصدرها".
ومع ذلك، ترك ميلمان الباب مفتوحا أما الشك بأن لحزب الله مصلحة في إبقاء الموضوع على جدول الأعمال اللبناني والعربي. وبالتالي فإن هذه الأنباء تحيي الموضوع و"تحفظ الصورة الذاتية والجماهيرية لنصر الله، حتى لو لم يكن هناك تقدم حقيقي".

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات