المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

قالت ياعيل مشئالي، في مقابلة أدلت بها لصحيفة "معاريف" (الجمعة 28/5)، إنها أصبحت جاهزة لتنفيذ خطة "فك الارتباط" خاصتها وأنها ستنتقل قريبًا من مستوطنة "افرات" في الضفة الغربية للسكنى في وسط إسرائيل. وأشارت الصحفية طالي ليبكين- شاحك، التي أجرت المقابلة، إلى أن مشئالي "لن تنتظر أحداً يحركها من هناك".

وقد لدت ياعيل مشئالي، حسبما جاء في المقابلة، في مدينة "بني براك" الدينية الحريدية، وكانت قريبة جداً من أفكار الحاخام المتطرف مئير كهانا، ومع مرور السنين بدأت آراء مشئالي تنزاح نحو التقدمية اليسارية بعيداً عن التعاليم والتربية التي تلقتها وتأثرت بها من كهانا ومن عضويتها في شبيبة "بني عكيفا". ونشرت مقالاً قبل عامين جاء فيه: "لو كنت فلسطينية لفعلت بالضبط ما يفعله الفلسطينيون الآن، لكنت فخورة بأبناء لا يستسلمون للواقع المحبط المفروض عليهم، ويحاولون دائماً تغييره من أجل أنفسهم ومن أجل أبناء شعبهم". ومنذ ذلك التاريخ "تعيش ميشئالي جحيماً مع أبنائها في مستوطنة افرات، نتيجة هذه الآراء اليسارية"، حسبما تؤكد شاحك.

في رد على سؤال يخص إنتقالها من مستوطنة "افرات" الى مركز البلاد، ردت ميشئالي بقولها: "قررت ذلك قبل عامين بعدما بدأت فترة صعبة في حياتي هنا، نتيجة كتاباتي وظهوري الإعلامي، شعرت أني فقدت المسكن، فالبيت ليس فقط الجدران، هو أكثر من هذا بكثير، فهو الناس الذين يعيشون من حولك ايضا، وهذا ما فقدته".

تعمل ميشئالي اليوم مستشارة اجتماعية عائلية، ولها باع طويلة فيما يخص "أدب الأطفال"، فقد كتبت العديد من قصص الأطفال. ظهرت عدة مرات على شاشات التلفزيون وفي البرامج السياسية نتيجة لآرائها التي تعتبر بعيدة عن واقع المستوطنات الذي تحياه. وأخيرًا عرض عليها رئيس كتلة "ياحد" اليسارية، يوسي بيلين،الإنضمام الى قائمته القادمة لإنتخابات الكنيست. وقالت حول هذا الموضوع: "هذه ستكون المرحلة القادمة من حياتي، سأكون في مكان له تأثير على الواقع".

وفي سؤال حول قربها وتأثرها من مئير كهانا ردّت: "كنت قريبة من كهانا نتيجة تطرف الشبيبة الذي إنتابني في تلك الفترة كواحدة من أعضاء "بني عكيفا"، ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم تحولت نحو اليسار أكثر. وفي حرب لبنان تحديداً كان الخوف حليفي من ان أدفع الثمن بشكل شخصي، عندما حارب زوجي دودي هناك. لقد هزتني تلك الفترة وجعلتني أعيد النظر في كل شيء".

وحول نظرتها للحياة السياسية الاجتماعية اليوم قالت ميشئالي: "يجب على صراعنا مع الفلسطينيين أن ينتهي ونقطة، ويجب على الإحتلال أن ينتهي هو ايضاً، وعندها سأستطيع ان أدفع الثمن على حدود دولة يهودية، ولكن انا لا أستطيع التنازل عن خيار قيام دولة إسرائيل".

قالت ميشئالي ذات مرة "لو كنت فلسطينية لبعثت بابني ليكون إستشهاديا". وفي ردّ على سؤال ما اذا كانت قد تراجعت عن تلك المقولة ردّت: "بالطبع لا، انظري الى تعاملنا مع قتل الجنود في رفح، فقد كان العجب كامنًا في محاولة الفلسطينيين محاربتنا، ما العجب في هذا؟ نحن دخلنا الى بيوتهم وماذا نتوقع؟ هؤلاء البشر عاشوا سنيناً وأجيالاً من أجلنا وتحت ظروف حياتية لا إنسانية، ونحن نريد ان يعيش هؤلاء حسب قيمنا الإنسانية".

بعد شهرين من اليوم ستغادر ميشئالي مستوطنة "افرات" من دون الحديث عن الفراق وعن الخسارة، وفي رد على سؤال ما اذا كان المستوطنون سيقيمون لها حفلاً لوداعها ردّت ميشئالي: "ربما سيقيمون حفلاً، ولكن من دون دعوتي".

المصطلحات المستخدمة:

بني براك, بني عكيفا, الكنيست

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات