المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

رفضت اسرائيل ما تضمنه بيان القيادة الفلسطينية حول ضبط النفس وعدم الانجرار وراء الاستفزازات الاسرائيلية، والمتضمن دعوة صريحة لوقف العمليات داخل اسرائيل خلال معركة الانتخابات الحالية.وقال رئيس الوزراء ارئيل شارون في جلسة حكومته الأسبوعية ان "رئيس السلطة الفلسطينية، ياسر عرفات، يقول لنا إن قتل الإسرائيليين مسألة خاضعة لاعتبارات سياسية - قتل الإسرائيليين قبل الانتخابات بوقت طويل أمر مسموح به، ولكن عندما تكون الانتخابات قريبة، يجب وقف العمليات، وتجديدها بعد الانتخابات".

"صار وجه عرفات الحقيقي واضحا الان – قال شارون - والبيان الذي اصدره يؤكد ما تقوله إسرائيل كل الوقت، إنه يقود تحالفا إرهابيًا، يستخدمه حسبما تقتضي مصالحه ومتطلباته".

وخلص شارون في هذه الاقوال الى انه "لا يمكن التفاوض مع عرفات. كل محاولة كهذه ستمس بفرص تحقيق السلام والأمن. عرفات هو العقبة الوحيدة أمام السلام، وعليه أن يعتزل السلطة".

واهتمت الصحافة الاسرائيلية بالبيان الرئاسي الفلسطيني، وكتب روني شكيد مراسل الشؤون الفلسطيني في "يديعوت احرونوت" تحليلا للبيان جاء فيه:

"أدت الاستطلاعات التي أشارت إلى انخفاض قوة التأييد لحزب الليكود في الانتخابات، إلى إحياء الأمل لدى القيادة الفلسطينية بحدوث انقلاب سياسي في إسرائيل.

ليس سراً أن عرفات ورجاله يريدون رؤية متسناع رئيسًا للحكومة. ويقولون إنه يمكن التوصل معه إلى اتفاق خلال نصف سنة. لكن أكثر ما يريده عرفات هو الهزيمة لشارون الذي يكنيه بـ"الرصاصة الأخيرة في البندقية الإسرائيلية".

" الفلسطينيون تمكنوا في العقدين الأخيرين، بمساعدة العمليات المسلحة، بشكل خاص، من اطاحة عدة رؤساء حكومة في إسرائيل والتأثير مباشرة على المعارك الانتخابية. في تشرين الثاني، 1988، انتصر الليكود بفارق صغير، بسبب زجاجة حارقة ألقيت على حافلة ركاب في أريحا وأدت إلى مقتل راحيل فايس وأولادها الثلاثة. في عام 1996، كانت العمليات التفجيرية في القدس وتل أبيب وراء هزيمة شمعون بيرس وفوز نتنياهو. وفي 2001، ساهمت الانتفاضة ورفض عرفات تقبل تفاهمات "كامب ديفيد"، في هزيمة براك.

"وفي هذه المرة، يحذوه الأمل بإلحاق الهزيمة بشارون، يطلب عرفات من شعبه التخلي عن السلاح وتمويه الذاكرة القصيرة للناخب الإسرائيلي خلال ثلاثة أسابيع من الهدوء الأمني.

"دعوة عرفات إلى وقف العمليات داخل إسرائيل، لا تنطوي على أي جديد، لكن دعواته المماثلة في السابق لم تكن حازمة بما يكفي، وتم التعامل معها في الشارع الفلسطيني كضريبة كلامية فقط. وبسبب الانتخابات، تبدو دعوته، هذه المرة، أكثر وضوحًا وحدة.

"لكن المشكلة هي أن عرفات لم يعد الرئيس الذي يمكنه عمل كل شيء. وهو بالتأكيد، ليس قائد حماس التي تعززت قوتها، ولا قائد حركة الجهاد الاسلامي التي يزداد زخمها. وفي وقت لم تعد فيه عناصر التنظيم تستمع إلى أوامر عرفات، ليس هناك أي أمل بأن يوافق الشيخ أحمد ياسين وزمرته على وقف العمليات والقتل.

"وحتى إذا تمكن عرفات من إقناع حماس والتنظيمات الأخرى بتحقيق الهدوء حتى الانتخابات، فستكون النتيجة تصعيد العمليات ضد المستوطنين في المناطق الفلسطينية. أما في إسرائيل فسيعم الهدوء لفترة وجيزة، فقط، تستأنف بعده العمليات دون أية علاقة بنتائج الانتخابات".

المصطلحات المستخدمة:

الليكود, انقلاب, راحيل

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات