يقوم الموفد الاميركي الى المنطقة، جون وولف، الذي يترأس طاقم مراقبة تنفيذ "خارطة الطريق"، بترتيب التزام اسرائيل والسلطة الفلسطينية بتطبيق الخطة حسب الوان الاشارة الضوئية: احمر، اصفر، اخضر. وبموجب ألوف بن، المراسل السياسي لصحيفة "هآرتس" (7/8) "يبدو ان الطرفين لم ينجحا حتى الان في الحصول على العلامة العالية (الاخضر) في اي من المجالات التي تفحصها الطاقم الاميركي".
"قائمة الترتيب لا تزال ملونة باللونين الاحمر والاصفر"، يكتب بن. وولف، الذي زار القدس الغربية قبل حوالي شهرين، يكرس في هذه الاثناء مكانته بالتدريج كممثل رفيع للإدارة الاميركية في المنطقة. فهو يتحدث عدة مرات في الاسبوع مع مستشارة الامن القومي كونداليزا رايس، ويطلع بشكل دائم وزير الخارجية كولن باول على المستجدات. وقد ابرزت "رايس" مكانة وولف الرفيعة اثناء زيارتها للمنطقة في اواخر حزيران الماضي، عندما قامت باشراكة في اجتماعاتها المغلقة. وعندما زار رئيسا وزراء اسرائيل والسلطة الفلسطينية ارئيل شارون ومحمود عباس (ابو مازن) واشنطن الشهر الماضي، شارك وولف في اللقاءات التي جمعتهما مع الرئيس جورج بوش وكبار المسؤولين في الادارة الاميركية.
وينقل الوف بن عن موظفين اسرائيليين قولهم ان وولف دبلوماسي محترف، لم يخدم سابقا في الشرق الاوسط، لكنه يتعلم بسرعة. وامتدح مصدر سياسي اسرائيلي وولف بقوله "انه رجل كوندي (رايس) ونحن راضون عن عمله والاتصالات معه". غير ان اوساط الهيئة الامنية الاسرائيلية تأخذ على وولف ميله نحو تفهم الجانب الفلسطيني.
وتعتمد طريقة العمل التي بلورها وولف لنفسه على "قالب سياسي" يتكون من سبعة مجالات يقوّم الطاقم الاميركي من خلالها ممارسات وأداء الجانبين، الاسرائيلي والفلسطيني.
هذا التقسيم واعطاء العلامات يتيح للإدارة الاميركية قياس التقدم في تنفيذ خارطة الطريق، وبلورة التقدير بشأن موعد وكيفية وجوب حث الطرفين على زيادة وتسريع الوتيرة.
ويقوّم وولف اداء الجانب الاسرائيلي بمقياس "نوعية حياة" السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة (فتح الحواجز ورفع الاغلاقات ومنح تصاريح عمل)، وبمدى امتناع اسرائيل عن القيام بنشاطات " تضر بالثقة" (كبناء الجدران ومصادرة الاراضي) ومن خلال النشاطات الاستيطانية واخلاء مواقع استيطانية "غير شرعية"، وموضوع الافراج عن المعتقلين الفلسطينيين. اما مراقبته لأداء الجانب الفلسطيني فتتناول الخطوات الامنية، وتقدم عملية الاصلاحات في السلطة ومنع التحريض. هذا فيما يُمتحن الجانبان بشكل مشترك على اساس دفع التعاون الامني بينهما وادارة الجهاز المالي للسلطة (بما في ذلك نقل عوائد الضرائب التي تقوم اسرائيل بجبايتها).
وتنوي الادارة الاميركية التركيز في الفترة القريبة على مسألة نوعية معيشة الفلسطينيين عبر مطالبة اسرائيل باتخاذ المزيد من الخطوات في هذا الاتجاه.
ويعتقد مسؤولون اميركيون ان "الاخطار الامنية" قد انحسرت، مما يتيح فتح وازالة المزيد من حواجز التفتيش الاسرائيلية التي تحاصر المدن الفلسطينية.
ويستعين وولف بثلاثة معاونين، احدهم جون كولينس، الذي كان نائبًا لمفتش عام شرطة واشنطن، وهو مكلف بالإتصالات مع اجهزة امن السلطة الفلسطينية، اضافة الى "ليسا جونسون"، التي عملت في قسم الشرق الاوسط التابع لمجلس الامن القومي الاميركي، حيث تقوم جونسون بجولات مراقبة للحواجز الاسرائيلية في المناطق الفلسطينية وغالبا بمرافقة من الجيش الاسرائيلي. ومؤخرا عين وولف الجنرال ديفيد زبكي معاونًا عسكريًا له، حيث سيتولى مهمة التنسيق والارتباط مع الجيش الاسرائيلي.