المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

رحبت اسرائيل بالإعلان عن تشكيل حكومة فلسطينية جديدة واعتبرته "امرًا ايجابياً"، ولكنها اوضحت انها تنتظر معرفة الدور الذي سيقوم به الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في المستقبل، في حين اعلنت واشنطن انها ستنشر خطتها للتسوية في الشرق الاوسط – "خارطة الطريق" – مباشرة بعد حصول حكومة "ابو مازن" على ثقة المجلس التشريعي الفلسطيني.وقالت مصادر سياسية في القدس الغربية ان استكمال تشريع الحكومة الفلسطينية الجديدة سيفتح الباب امام لقاء اضافي بين رئيس الوزراء الاسرائيلي ارئيل شارون ورئيس الحكومة الفلسكينية الجديد ابو مازن.

وفي تصريح لشبكة التلفزيون الاميركية "سي ان ان"، قال وزير التجارة والصناعة ايهود اولمرت عضو حزب الليكود الذي يترأسه رئيس الوزراء ارييل شارون "كونه اصبح هناك اخيرا حكومة برئاسة ابو مازن (محمود عباس) فهو تطور ايجابي".

واضاف ان اختبار القوة بين عرفات وعباس الذي سبق الاعلان عن الاتفاق "اظهر ان الصراع على السلطة بين الفلسطينيين ربما لم ينته بعد وان المسألة الاساسية تبقى معرفة الدور الذي سيلعبه عرفات في مستقبل قريب".

واوضح اولمرت "في الوقت الراهن، لا يوجد الا اعلان حول تشكيل حكومة (...) يجب ان تثبت الحكومة الفلسطينية انها فعلا مستعدة لضرب الارهاب الامر الذي يعتبر بالنسبة لنا شرط اساسي لاي تقدم" نحو اي تسوية سياسية للصراع.

وعلى غرار الولايات، تأمل اسرائيل ان ينجح ابو مازن الذي يعتبر مهندس الحوار مع اسرائيل في دفع عملية التسوية الى امام، عبر تجريد التنظيمات الفلسينية المسلحة من اسلحتها ووقف مختلف مظاهر عسكرة الانتفاضة، وهو ما تعتبره اسرائيل شرطا لأي تقدم.

وفي واشنطن - رحبت الادارة الامريكية بالاعلان عن الاتفاق على تشكيل الحكومة الفلسطينية، مؤكدة انها تتطلع الى العمل مع رئيس الوزراء المكلف محمود عباس.

وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر "نرحب بالاعلان عن تشكيل رئيس الوزراء الفلسطيني المعين حكومته لعرضها على المجلس التشريعي الفلسطيني".

واضاف "نتطلع الى سرعة مصادقة المجلس التشريعي الفلسطيني (على الحكومة). كما تتطلع الولايات المتحدة الى العمل مع ابو مازن والاسرائيليين".

وينبغي ان يتيح تعيين ابو مازن نشر خريطة الطريق التي تقترح خطة على مراحل لاقامة دولة فلسطينية بحلول 2005

وفي لندن حب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بتشكيل الحكومة الفلسطينية، الذي اعتبرها نظيره الاسباني خوسيه ماريا اثنار "خطوة اساسية" على طريق عملية السلام، في حين حثت برلين المجلس التشريعي على التصديق عليها.

واعرب بلير عن "سعادته" بالتوصل الى اتفاق مضيفا ان خريطة الطريق التي اعدتها اللجنة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وروسيا، ينبغي ان تنشر ما ان يتم تثبيت الحكومة.

وقال اثنار في ختام لقائه ببلير "اعتقد انها خطوة اساسية في عملية السلام".

وفي برلين، رحب وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر بتشكيل الحكومة الفلسطينية ودعا المجلس التشريعي الى التصديق عليها.

وقال فيشر ان الفلسطينيين بذلك "يجتازون مرحلة مهمة في عملية الاصلاحات، على الطريق التي ستقود الى قيام دولة فلسطينية ديموقراطية ومستقلة".

وقال فيشر "هذه الخطوة شرط اساسي لنشر خريطة الطريق لدى الطرفين المتنازعين وللبدء بتطبيقها"، قبل ان يضيف، "عندها وللمرة الاولى منذ فترة طويلة، ستكون امام عملية السلام في الشرق الاوسط فرصة من جديد".

وفي روما، اعربت الحكومة الايطالية عن ارتياحها واعتبرها وزير الخارجية فرانكو فراتيني "خطوة مهمة على طريق الاصلاحات".

وابتداء من تموز، تتولى ايطاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي لستة اشهر، وتصبح عضوا في اللجنة الرباعية الدولية.

واعلنت فرنسا ترحيبها باعلان الاتفاق على تشكيل الحكومة بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء المكلف محمود عباس.

ورحب الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا بالاتفاق على تشكيلة حكومة فلسطينية داعيا الى اعلان "خارطة الطريق" التي تقترح تسوية على مراحل للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني "في اسرع وقت ممكن".

وقالت كريستينا غالاش الناطقة باسم سولانا "اننا مرتاحون جدا للتوصل الى هذا الاتفاق الذي اعلن عنه بين رئيس السلطة الفلسطيني ياسر عرفات و(رئيس الوزراء المعين) محمود عباس (ابو مازن)".

وتابعت الناطقة ان هذا سيسمح باحراز تقدم في "عملية اصلاح السلطة الفلسطينية وعملية السلام" بين الاسرائيليين والفلسطينيين.

واوضحت ان سولانا تباحث الاربعاء 23/4 مع الرئيس ياسر عرفات وابو مازن خلال اتصال هاتفي اجراه معهما قبيل اعلان الاتفاق.

وقالت ان الاتحاد الاوروبي يدعو الى اعلان "خارطة الطريق" فور منح المجلس التشريعي الفلسطيني الثقة للحكومة الجديدة و"تطبيقها فورا".

وتنص "خارطة الطريق" التي وضعتها اللجنة الرباعية (الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة) على تسوية على مراحل للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني وصولا الى اعلان دولة فلسطينية بحلول العام 2005.

وتعهد الرئيس الاميركي جورج بوش باعلان "خريطة الطريق" فور تشكيل حكومة فلسطينية.

محمود عباس: شخصية مؤيدة للحوار مع اسرائيل

رام الله - يعتبر محمود عباس، رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف الذي نجح الاربعاء 23/4 في الاتفاق على تشكيلة حكومته مع الرئيس ياسر عرفات، من الساعين منذ سنوات طويلة الى حل سلمي للنزاع مع اسرائيل.

ويشغل ابو مازن منصب امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ويعتبر الساعد الايمن للرئيس عرفات، قبل ان يكلفه الاخير بتشكيل الحكومة في 7 اذار.

واستحدث منصب رئيس الوزراء تحت ضغوط دولية، ولا سيما اميركية، بهدف ادخال اصلاحات في السلطة الفلسطينية، والحد من نفوذ الرئيس ياسر عرفات.

وشهدت العلاقات بين الرجلين توترًا شديدًا خلال الايام الماضية بشان تشكيل الحكومة قبل ان تفضي وساطة مصرية حثيثة الى اتفاق.

وباصراره على التمتع بصلاحيات حقيقية تخوله تعيين بعض الاشخاص في الحكومة، توصل ابو مازن اخيرا الى فرض وجهة نظره.

وابو مازن الذي كان يعتبر الى حين الخليفة المحتمل للرئيس ياسر عرفات على رأس السلطة الفلسطينية، بادر بتوجيه انتقادات الى اسلوب عمل الفصائل الفلسطينية، والعمليات المسلحة في اطار الانتفاضة التي اندلعت في نهاية ايلول 2000، ودعا الفلسطينيين الى مقاومة اسرائيل بالطرق السلمية.

وفي كانون الاول 2002، دعا الى وقف الكفاح المسلح والعودة الى الوسائل التي استخدمت خلال الانتفاضة الاولى (1987-1993) اي الى "الحجارة والتظاهرات وطرق احتجاج سلمية اخرى".

وفي 24 شباط، اعلن محمود عباس خلال زيارة الى موسكو عقب لقاء مع وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف ان القيادة الفلسطينية دعت الفصائل الفلسطينية الى ان "تنزع الطابع العسكري عن الانتفاضة لمدة عام".

ورفضت المنظمات الراديكالية الفلسطينية مواقفه "السلمية" هذه.

وادى اعلان اسرائيل اعتباره محاورًا مقبولا الى تقليل شعبيته بين الفلسطينيين.

وفي ما يتعلق باصلاح مؤسسات السلطة الفلسطينية التي ينبغي ان يقوم بها حتى يحظى برضا الاسرة الدولية، يرى ابو مازن انه لا يتعين رفض هذه الاصلاحات لأنها تجرى بضغط من الولايات المتحدة.

وابو مازن، الذي امضى وقتا في الظل وبين الملفات، كان من مهندسي اتفاقات اوسلو عام 1993، والتي باتت الان مجمدة.

ولد محمود عباس في صفد في الجليل قبل ان ينضم مع اهله الى اللاجئين الفلسطينيين الذين رحلوا عن ديارهم اثر اقامة اسرائيل عام 1948.

ويحمل ابو مازن الذي بقي مخلصا للرئيس ياسر عرفات والتحق بحركة فتح التي يتزعمها ابو عمار في مطلع الستينات، شهادة دكتوراه حول الصهيونية حصل عليها في موسكو في نهاية السبعينات.

ومنذ تلك الفترة، بدأ يعلن قناعته بان لا حل للنزاع الاسرائيلي - الفلسطيني من دون حوار مع اسرائيل.

وبعد ان ابعد من لبنان مع القيادة الفلسطينية عام 1982، عاش في المنفى في تونس حتى عودته الى الاراضي الفلسطينية عام 1994 بعد توقيع اتفاقات اوسلو.

ومحمود عباس الذي قال انه التقى للمرة الاخيرة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون قبل 14 شهرا، لم يستبعد امكانية لقائه مجدداً، رغم الانتقادات التي يمكن ان يثيرها مثل هذا اللقاء.

المصطلحات المستخدمة:

الليكود, اوسلو, الصهيونية

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات