بعد توقف دام حوالي العام، تجددت مؤخراً اللقاءات الامنية الفلسطينية – الاسرائيلية، على اعلى المستويات. وأجمل وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز هذه الاتصالات بالاعراب عن "التفاؤل والتطلع لتجديد المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين خلال هذا العام".وقالت صحيفة "معريف" التي نشرت النبأ (الاربعاء 2/4) ان مسؤولين امنيين اسرائيليين وفلسطينيين كبار اجتمعوا الاسبوع الماضي عند معبر بيت حانون (ايرز) على المدخل الشمالي لقطاع غزة، بهدف التوصل الى تهدئة الوضع. وكتبت ان الاجتماع عقد في 27 اذار بين وفد اسرائيلي بقيادة الجنرال دورون الموغ قائد المنطقة العسكرية لجنوب اسرائيل ووفد فلسطيني بقيادة اللواء عبد الرازق المجايدة مدير الامن العام الفلسطيني في قطاع غزة.
ولم يؤكد اي مصدر رسمي اسرائيلي او فلسطينيي هذا اللقاء، الذي جاء "في اطار المشاورات التي يجريها محمود عباس (ابو مازن) لتشكيل حكومة فلسطينية جديدة"، بحسب الصحيفة.
من ناحيته، نفى اللواء عبد الرزاق المجايدة قائد قوات الامن الوطني في قطاع غزة ما نشرته "معريف" عن اللقاءات. وقال ان هذه المعلومات عارية من الصحة تمامًا وانه شخصيا لم يلتق باى شخصية اسرائيلية كما ادعت الصحيفة . كذلك نفى رشيد ابو شباك رئيس جهاز الامن الوقائي في قطاع غزة ما روته "معريف" مؤكدا ان لا علم له بوجود مثل هذه اللقاءات: "لا اعتقد ان هناك اجتماعات عقدت بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، ولم اسمع بمثلها".
وقالت الصحيفة ان الوفد الفلسطيني طلب خلال اللقاء ان توقف اسرائيل عمليات القتل المستهدفة لناشطين فلسطينيين وكذلك عمليات التوغل في قطاع غزة.
من جهته قال الجنرال الموغ ان اسرائيل "مستعدة لإعادة النظر في اسلوب تحرك قواتها اذا عمل الفلسطينيون من ناحيتهم على وضع حد للهجمات"، بحسب الصحيفة.
واضافت الصحيفة الاسرائيلية ان القوات الامنية الفلسطينية كثفت تحركها بعد اللقاء خصوصًا لمنع اطلاق صواريخ على اسرائيل انطلاقًا من قطاع غزة.
وقالت ان اسرائيل بعد اللقاء الاخير تتابع باهتمام بالغ نشاط قوات الامن الفلسطينية، وقدرتها على السيطرة على الوضع الامني ومنع تجدد اطلاق الصواريخ باتجاه البلدات الحدودية الاسرائيلية المتاخمة للقطاع.
ويعود اللقاء الامني الاخير بين الجانبين الى 26 اب 2002. وكان هذا اللقاء قد عقد ايضًا عند معبر بيت حانون وخصص للبحث في تطبيق الاتفاق المسمى بـ "غزة - بيت لحم اولا"، والذي يقضي بانسحاب اسرائيلي على مراحل من مناطق السيادة الوطنية الفلسطينية التي اعادت اسرائيل احتلالها في اجتياح اذار 2002، على ان تقوم السلطة الفلسطينية بمنع هجمات ضد اسرائيل انطلاقاً من هذه القطاعات.
لكن سرعان ما اصبح هذا الاتفاق بحكم اللاغي في الواقع، بعد ان استأنفت اسرائيل سياسة الاغتيالات.