* أولا: علينا أن نغير خطابنا الإعلامي ونخرج من الموروث الثقافي اللغوي ونقول بصوت عال: هذه عملية إرهابية وليست مجزرة. وقد نفذت على يدي جندي إسرائيلي ضد مواطنين مدنيين عربا عزل.
* ثانيا: إن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بالنسبة للفلسطينيين من الـ48 أو الـ67 أصبح صراع بقاء، بمثابة to be or not to be أي أن نكون أو لا نكون على شتى مساحة فلسطين التاريخية. في كل صراع في عصرنا يوجد وجهان للعملة. الأول: الحرب التقليدية كالسلاح والسيطرة والقتلى وسفك الدماء، والثاني: الحرب الإعلامية وهي المسيطرة والأقوى كونها هي التي يجب أن تكشف الحقائق وتنافس وسائل الإعلام الأخرى التي لكل منها وجهة نظرها وحقيقتها الخاصة.
ونحن بدورنا كمجتمع فقير في أدواته الإعلامية يجب أن نحارب ونجد الوسائل كي ندخل إلى الوعي. واختراق الإعلام المسيطر والمهيمن في لغته ومصطلحاته المتداولة وسريعة الاستيعاب القصيرة والـ IN التي تخترق الأذهان. ولا يوجد أكثر IN من كلمة "إرهاب" في جميع وسائل الإعلام وفي جميع لغات العالم.
* ثالثًا: الجميع يوافق على أن قتل مدنيين أبرياء عزل في حافلة وهم في طريقهم إلى بيوتهم يعتبر عملية إرهابية من الدرجة الأولى. إذن القتلى الأربعة العرب من شفاعمرو هم أبرياء مثل المدنيين في لندن ومدريد ونيويورك وهذه عملية إرهابية. وقد نفذها جندي يهودي إسرائيلي إرهابي.
* رابعًا: سأحاول تفسير وشرح سبب اعتقادي أنه علينا استبدال كلمة مجزرة (من "جزّار") بمصطلح عملية إرهابية. فحتى لو كان مصطلح مجزرة متداولا في الإعلام العربي منذ زمن، خاصة عندنا الفلسطينيين من كثرة المجازر ضده، فيجب أن ننافس الإعلام المهيمن ونخاطبه بمصطلحاته الأقوى والأكثر تداولا. ولندخل اللعبة والحرب الإعلامية لأنها ليست أقل أهمية، وخاصة لدينا نحن الفلسطينيين هنا، العزل والمجردين من أي سلاح.
* خامسا: لا ننسى بأن هذا الإرهابي والمستوطن اليميني والجندي الإسرائيلي المتطرف عيدان نتان زادة جاء من مستوطنة تبواح بجانب نابلس. لكنه ترعرع حتى جيل ناضج في مدينة ريشون لتسيون. من الجانب الآخر يجب أن نتذكر بأن إيال جولان الجندي الإرهابي وخليته الذي جاء من حي نافيه شأنان من قلب مدينة حيفا ("بلد الدوكيوم") كان قد قام بعمليات تفجيرية في حيفا استهدفت مدنيين عربا عزّل، بجانب المسجد في الحليصة وحاول اغتيال النائب عصام مخول. والمقصود أننا لا نستطيع القول إن الإرهابيين اليهود يأتون فقط من المستوطنات، بل من كل الأطياف.
* سادسًا: الفلسطينيون يدفعون ثمنا باهظـًا نتيجة عروبتهم. فإذا تظاهروا واحتجوا واعترضوا على مصادرة أراضيهم أو إذا أغلقوا شارعًا- تـُطلق عليهم النار. وهذا خلافًا لما هو الوضع عليه تجاه المواطنين اليهود، والمستوطنين بشكل خاص. من جهة أخرى، حتى لو لم يعترض العرب أو يحتجوا أو يتظاهروا فهم دائما معرضون لأي انفلات إرهابي يهودي همجي فقط لكونهم عربا وهم في متناول اليد!
(حيفا)