رام الله – صدر أمس عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار" ورقة جديدة من سلسلة "أوراق إسرائيلية"، وهي عبارة عن ترجمة لتقرير "حال الشعب اليهودي في العام 2004 بين الإزدهار والإنحدار"، ترجمها عن الإنجليزية د. سامي مسلّم، وتقع في 98 صفحة.
وهذا التقرير، الذي وضع على مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية أريئيل شارون الشهر الجاري (تموز)، هو أول إصدار لـ "المعهد لتخطيط سياسات الشعب اليهودي" الذي أنشأته الوكالة اليهودية منذ عامين، والذي يرئس مجلس إدارته الدبلوماسي الأميركي دنيس روس. التقرير الكامل يقع في 600 صفحة، وسينشره المعهد في الأشهر القليلة المقبلة، لكن هذا التلخيص الذي أصدره المعهد باللغة الإنجليزية (لم يترجم للغة العبرية بعد)، يضع القاريء في صورة أهم المحاور الإستراتيجية التي تشغل بال اليهود، وترسم خطوط سياساتهم على مستوى العالم. وجاء في تقديم "مدار" للتقرير أنه "يكتسب أهميتةً خاصة كونه أعد بتكليف من الوكالة اليهودية، وكونه يشتمل على معطيات دقيقة وواسعة تشمل كل الجاليات اليهودية في العالم على كافة الأصعدة، ويتطرق لأحدث التغييرات في أروقة السياسة الدولية والإقليمية وإنعكاساتها على اليهود، فجزء كبير من مضامينه قد يشكل عناوين لتوجهات إسرائيل والمؤسسات اليهودية لعدة عقود مقبلة".
وجاء في التقديم أيضاً "أن التقرير مثل تقارير إسرائيلية كثيرة أقل أهمية، مسكون إلى حد مخيف وبإلحاحٍ كبير بهواجس الديمغرافيا ما بين نهر الأردن والبحر المتوسط، لدرجة يعتبر فيها القضية الديمغرافية قضية وجودية يهودية تستوجب حلولاً، ففيه إشارات خطيرة إلى وتيرة التزايد السكاني العربي الفلسطيني، وتحريض على زيادة الوتيرة بين اليهود، إلى جانب إشعال ضوء أحمر لأكثر من مرة أمام الزواج المختلط بين الأديان.
في التقرير إقتراحات جديدة حول مأسسة النفوذ اليهودي بما ينسجم مع الإنقلابات العالمية في مجالات الإقتصاد والإعلام والسياسة، وإثارة لأسئلة ساخنة حول الهوية وحول علاقات إسرائيل وسياساتها بالجاليات اليهودية في العالم، وحول عملية السلام".
ويشير دنيس روس في تقديمه إلى أن التقرير يندرج في محاولة بناء نظرة كونية وتكاملية لفهم ما هو مُلِحًّ فعلاً لليهودية العالمية، خاصة في القضايا الديمغرافية، أو الضغوطات والتوترات واتجاهاتها.
ويضيف روس: "إن التقييم الكوني لا يقدم فقط النظرة الشمولية، وإنما يقدم أيضاً أساساً يمكن الحكم منه على كيفية عمل اليهودية العالمية الآن، الحكم أيضاً على ما يمكن أن تفعله خلال الأيام، كلما نظرنا إلى الوراء إلى هذا المقياس بعينه. لو أن التقييم قدم لنا فقط التحليل والحقائق فإنه سيكون ذا قيمة، ولكن برأيي ما يعطيه "قيمة مضافة" هو نتائجه، إنه يقدم خطوطاً عامةً واضحةً ليس فقط بخصوص ما يجب أن يكون على الأجندة السياسية بالنسبة لليهودية العالمية، وإنما أيضاً كيف نتعامل مع مثل هذه الأولويات الحرجة مثل الرد على الإتجاهات الديمغرافية، والجاليات التي تواجه المخاطر، والمحافظة علىالقيم اليهودية".
يقع التقرير في أربعة فصول، يتضمن الأول الإستنتاجات الأساسية، ويقدم الثاني تقييماً شاملاً لحال اليهود في الإطار الكوني، وتأثير البيئات الخارجية عليهم، والتوجهات الكبرى الداخلية في أوساطهم، في حين يتناول الفصل الثالث أوضاع الجاليات اليهودية على مستوى العالم، وفي الفصل الرابع والأخير إستعراض للمزايا والموجودات الإستراتيجية، والخيارات الحرجة والأجندة الإستراتيجية لليهود.
رَئَسَ مشروع التقرير البروفيسور سيرجيو ديلا برغولا من الجامعة العبرية والبريغادير عاموس غلبوع.