كيف أثّر الحكم العسكري الاسرائيلي على فلسطينيي الداخل في السياسة والثقافة والمجتمع؟ (تقرير عن وقائع يوم دراسي في الناصرة)
اتهمت مجموعة من الاكاديميين والناشطين الاسرائيليين، منهم الدكتور سندي كدار، المحاضر في كلية الحقوق في جامعة حيفا، السلطات الاسرائيلية بمواصلة العمل على اقصاء المواطنين العرب في الجليل بواسطة مشروعها القديم الجديد "تطوير الجليل" ،
شاركت في ندوة "استراتيجية التواصل مع عرب 48" في القاهرة (26-27 نيسان/أبريل 2004). دعيت إلى الندوة بصفة شخصية لالقاء محاضرة بعنوان "سياسة الاراضي والتخطيط في اسرائيل وأثرها على الاقلية الفلسطينية". رأيت الدور الفاعل والمسؤول لممثلي حركاتنا السياسية المختلفة في هذه الندوة. قبل الندوة حاول البعض إثارة النقاش حول المشاركة وهذا طبعا مشروع وآخرون عارضوها.
لعل للحادثة التي رواها دافيد هكوهين، أحد قادة حزب "مباي" في مدينة حيفا في خمسينات القرن الماضي، دلائل على سياسة وطبيعة الدولة العبرية، التي أقيمت على أنقاض وحساب الشعب العربي الفلسطيني، بعد أن دمرت غالبية مدنه وقراه وطردت معظمه وفرضت المواطنة على القلة القليلة التي تمكنت من البقاء في وطنها. يذكر دافيد هكوهين أنه في العام 1950 أبلغت السلطات الإسرائيلية اللجنة الإسلامية في حيفا أنها صادرت المقبرة الاسلامية وان على اللجنة الإسلامية إخلاء القبور، من عظام وجثامين الموتى، إلى مكان آخر خارج المقبرة الإسلامية المصادرة. امتثلت اللجنة الإسلامية، المعينة من قبل السلطات الإسرائيلية، للأمر ونبشت القبور وجمعت العظام وجثامين الموتى من القبور ووضعتها في ثمانين كيساً كبيراً في المسجد، مؤملة أن تلتزم السلطات الإسرائيلية بوعدها وأن تفرز لهم مكاناً آخر لدفن العظام والجثامين فيه. ويضيف هكوهين أن السلطات الإسرائيلية نكثت بوعدها فبقيت عظام وجثامين الموتى المسلمين في المسجد سنوات طويلة.
الصفحة 21 من 44