"كامبين" متسناع العربي: "عودة الى طريق رابين" مع "حلّ الدولتين" القائم على الانسحاب وإزالة المستوطنات، او مواصلة السير في "طريق شارون"..
تشهد الحملة الانتخابية لحزب "العمل" الاسرائيلي هذه الايام هجمة واسعة على الشارع العربي، بمشاركة قيادات الصف الاول في الحزب، وفي مقدمتهم رئيس الحزب ومرشحه لرئاسة الحكومة، عمرام متسناع.
وتتأثر هذه الحملة بما يشهده الشارع العربي من نشاطات مكثفة للاحزاب والقوائم العربية المتنافسة باسم العرب في اسرائيل، والتي تبدو في وضع من "يكتسح" المعركة عربيا، خاصة انها تؤكد في حملاتها الانتخابية على ان "العمل" و "الليكود" بالنسبة للعرب سيان.
وتشمل هذه الحملة عقد لقاءات ومهرجانات شعبية للحزب في اماكن مختلفة في الجانب العربي، تصل احيانا الى مهرجانين او ثلاثة مهرجانات انتخابية في اليوم الواحد، كما حدث يوم السبت 18 كانون الثاني الجاري.
فبعد اجتماع انتخابي في مدينة الطيبة في المثلث حضره قرابة مائتي مواطن عربي، نظم "العمل" اجتماعا انتخابيا شعبيا لمرشحه متسناع في باقة الغربية، حضره قرابة المائتي شخص ايضا، تحدث فيه متسناع وغالب مجادلة المرشح العربي في قائمة الحزب (المكان العشرون).
وفي هذا الاجتماع بدا ان متسناع يستشعر الاوضاع الانتخابية العامة في اسرائيل التي لا تحسن الى فرصه في الفوز، ما حدا به الى مناشدة الجمهور العربي المشاركة المكثفة في الانتخابات التشريعية والتصويت لحزب "العمل"، "لإحداث التغيير المطلوب في كل المجالات – السياسية والاقتصادية والاجتماعية".
وكرر متسناع التزامه الإشكالي في بعض جوانبه بعدم دخول حزبه في حكومة اتحاد وطني بقيادة ارئيل شارون، مشيرا الى ان استراتيجية اسرائيل يجب ان تقوم على مفاوضات جادة بين حكومة اسرائيل المنتخبة والسلطة الوطنية الفلسطينية، على ان تؤدي في نهاية المطاف الى اقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل.
وقال: "هذه انتخابات تاريخية، وعلينا ان نقرر، يهودا وعربا، ماذا نريد في المستقبل. البدائل المطروحة لدينا هي العودة الى طريق اسحاق رابين او الاستسلام لطريق شارون، لذلك فان كل من لا يصوت للعمل انما يصوت بشكل غير مباشر مع شارون".
وحث متسناع جمهور باقة الغربية العربي قائلا: "واجب الجميع المشاركة في التصويت لكي يكون العرب ايضا شركاء في بناء الدولة واتخاذ القرارات، لذا على الجماهير العربية التصويت، فتلك قوة لحزب العمل واليسار الاسرائيلي بشكل عام، لكي نتمكن من تغيير استراتيجية الدولة".
وتطرق متسناع الى قصل الوعود المتكررة في موسم الانتخابات من جانب الاحزاب السلطوية قائلا: "سنغير سلّم الاولويات في دولة اسرائيل وسنولي اهمية قصوى لتجديد المباحثات مع الفلسطينيين، فأنا اؤمن بالسلام لكنني اؤمن ايضا بضرورة مكافحة الارهاب بكل ما لدينا من قوة. نحن نمد ايادينا للسلام على اساس حل الدولتين. فقط حل كهذا سيوفر الامن والامان للجميع.. لذلك اقول لكم جميعا: ساعدونا.. نساعدكم"!
وواصل متسناع عرض مفاهيمه السياسية للحل قائلا انه بدون نوايا جادة لإخلاء المستوطنات من قطاع غزة والضفة الغربية لن يسود الهدوء في المنطقة. لا يمكننا الاستمرار في السيطرة واحتلال 3،5 مليون فلسطيني في نفس الوقت والشعور بالامان.. انا اقول حقيقة يعرفها الجميع، واقوالي ليست شعارات انتخابية بل رؤيا فكرية اؤمن بها".
وتطرق متسناع الى اوضاع العرب في اسرائيل قائلا ان حكومة باراك كانت خيبة امل لحزب العمل، وان علاقات السلطة بالعرب شهدت فترات جيدة واخرى سيئة: "عندما اتجول في القرى العربية اشعر بالخجل من الظروف والاوضاع التي نعاني منها، لذا يجب تطبيق مبدأ المساواة واحترام العرب. فقط في مثل هذه الحالة سيشعرون بالانتماء لدولة اسرائيل".
واضاف: "سكان اسرائيل العرب اثبتوا ولاءهم لدولة اسرائيل لذا على الدولة ان تثبت الولاء لهم. معا، عربا ويهودا، يمكن احداث التغيير في الخريطة السياسية الاسرائيلية والخروج من المستنقع".
وتحدث المرشح العشرون في قائمة الحزب غالب مجادلة (باقة الغربية) معربا عن اعتقاده بأن العمل سيضاعف من قوّته في الشارع العربي، وقال: "هذا ما نلمسه من الجولات الميدانية والاتصالات التي نقوم بها مع الجماهير العربية. القوائم العربية لن تكون البديل لارئيل شارون. مهم جدا ان يكون هناك تمثيل عربي في الكنيست، لكن الاهم اعادة الثقة بحزب العمل برئاسة متسناع والمشاركة في الانتخابات".
يشار الى ان اجتماعات متسناع الانتخابية العربية تأتي مدججة بالحراسة الامنية المشددة، حيث يقوم العشرات من رجال الامن بحراسة اجتماعاته وفحص كل من يحضرها، ما يثير امتعاض الكثيرين من اعمال التفتيش التي بلغت احيانا حد فحص المشروبات المقدمة للضيوف بأجهزة خاصة قبل تقديمها اليهم!