يبدو أن اللغط الواسع والشديد الذي قام مؤخراً في إسرائيل، وخاصة في أوساط الطبقة السياسية الحاكمة، حول ما وصف في تقارير صحافية على أنه "استعداد يحظى بتأييد متزايد" في صفوف وزراء الحكومة للتوصل إلى "تسوية معينة" في موضوع القدس، سيوظف على الأرجح، وهذا ما عودتنا عليه ألاعيب السياسة والدبلوماسية الإسرائيلية، في خدمة أكثر من هدف وغاية، ليس أقلهما التهرب من متطلبات عملية السلام وشروط التوصل إلى اتفاق جدي مع الجانب الفلسطيني.
الشراكة بين إسرائيل وناتو
يعتبر ناتو وإسرائيل شريكين طبيعيين وحليفين إستراتيجيين لمشاطرتهما ذات القيم من الديمقراطية والحرية وهما يواجهان ذات التهديدات والرغبة في حماية نمط حياتنا المشترك لكلينا.
تعتبر الحضارة الغربية والمجتمع الأطلسي، اللذان يدافع حلف الأطلسي عنهما، البيئة الطبيعية لإسرائيل. لذلك فإن كون إسرائيل الدولة المتوسطية الأولى التي وقعت على اتفاقية الشراكة في مشروع تعاون فردي مع ناتو لم يكن بمثابة مفاجأة.
* يعالج هذا التقرير الخاص الصادر عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية- مدار خلفيات مشروع قانون إسرائيلي جديد يخوّل "دائرة أراضي إسرائيل"، التي تدير أراضي ألـ"كيرن كاييمت ليسرائيل"، الحقّ في تأجيرها لأمد طويل لليهود فقط. وقد رأى حتى بعض النواب اليهود أنه قد يجرّ إلى تجديد قرار الأمم المتحدة الذي اعتبر الصهيونية حركة عنصرية *
توطئة
اجتاحت المجتمع الإسرائيلي خلال السنة الفائتة منذ حرب لبنان الثانية موجة منقطعة النظير من الانتقادات لصانعي القرارات في الحكومة والجيش الإسرائيلي. وخلافا لحروب سابقة، فإن الكثير من الحقائق والوقائع الأساسية المتعلقة بهذه الحرب لم تصل إلى علم الجمهور سوى بعد عدة أشهر من انتهاء الحرب، عقب نشر التقرير الجزئي (المرحليّ) للجنة فينوغراد وبرتوكولات مداولاتها. في هذه الأجواء تولد أيضاً الانطباع بأن وسائل الإعلام الإسرائيلية، التي قادت حملة الانتقادات، كانت نقدية تجاه الحرب حتى في أثنائها!
الصفحة 23 من 98